لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. خطوات تعظيم الإنتاجية من المحاصيل الزراعية

زراعة الأرض - صورة أرشيفية
زراعة الأرض - صورة أرشيفية

قال المهندس جمعة عطا الخبير الزراعي في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم" أن محاصيل القمح والذرة والأرز وفول الصويا من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تزرع بمصر وتهتم الدولة بالتوسع فى زراعتها لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية المطلوبة منها وهذه المحاصيل تستخدم فى التغذية المباشرة للمواطنين أو تدخل فى تكوين علائق الثروة الداجنة والثروة الحيوانية لتوفير اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء.

وأضاف أن هناك بعض المحاصيل حققت فيها مصر الاكتفاء الذاتى منها الأرز ومحاصيل يتم استيراد العجز منها من الخارج من الدول ذات الميزة النسبية فى انتاجها لسد الفجوة الكبيرة من نقص الإنتاج وزيادة الطلب عليها.

ويبلغ متوسط استهلاك الفرد من القمح فى مصر حوالى 150 إلى 180 كيلو سنويًا من القمح ويعد من أهم هذه المحاصيل الاستراتيجية الهامة للإنسان حيث يدخل فى العديد من الصناعات الغذائية مثل صناعة الخبز بانواعه المختلفة وايضا صناعة المكرونة بأنواعها وتستخدم الحبوب كاملة فى عمل وتستخدم الحبوب قبل تمام النضج لعمل الفريك.

وتبلغ المساحة المنزرعة منه هذا العام ما يقارب من 4 ملايين فدان وتبلغ متوسط انتاجية الفدان على مستوى الجمهورية من القمح حوالي 18 أردب للفدان ومن المتوقع أن تصل إجمالي الإنتاجية من القمح فى مصر الى 12 مليون طن.

وأضاف الخبير الزراعي أن إجمالى الاحتياجات السنوية لمصر من القمح من تتراوح ما بين 18 إلى 20 مليون طن لكى تكفى الاستهلاك المحلى فى ظل الزيادة السكانية وينافس محصول القمح فى الموسم الشتوى المساحات المنزرعة بالبرسيم والفول والخضر والفاكهة اذن هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك مما يؤدى ذلك الى قيام الدولة لاستكمال النقص من احتياجتها من القمح للتغلب على هذه الفجوة بالاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة ويكون عبئا على ميزانية الدولة.

وتابع: "اتجهت الدولة إلى التوسع الأفقى باستصلاح وزراعة الاراضى الصحراوية لزراعتها بالقمح إلى جانب التوسع الرأسي باستنباط أصناف عالية الإنتاج طويلة السنبلة مع مراعاة الجودة للحبوب واتباع النظم التكنولوجية الحديثة فى الزراعة والرى والتسميد والحصاد الآلي لتقليل الفاقد فى المحصول وطرق التخزين الحديثة فى الصوامع المعدنية وعدم تخزين القمح بالعراء حتى لا يتلف نتيجة الإصابة بالحشرات والقوارض والطيور وكذلك تعديل السياسة الزراعية والتركيبة المحصولية واعتبار زراعة القمح رقم 1 فى الدورة الزراعية وذلك لمجابهة الزيادة السكانية الكبيرة وتقليل الفجوة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك".

وقامت وزارة الزراعة بتقديم الإرشادات للمزارعين والتوصيات اللازمة لزراعة وانتاج القمح والنهوض بهذا المحصول الاستراتيجى الهام والاول بين محاصيل الحبوب وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج لارتفاع أسعاره عالميًا بعد المتغيرات الدولية التى طرأت عليه مثل نشوب الحروب فى مناطق انتاجه وتأثر السوق العالمى بنقص المعروض منه حيث أن هذه البلاد تمثل فى إنتاجها نسبة 30% من إنتاج القمح على مستوى العالم وايضا تغير المناخ وجفاف العديد من مناطق انتاجه وتحول معظم الدول المنتجة للقمح باستخدام الحبوب فى انتاج الايثانول بديل البترول.

وأشار المهندس جمعة إلى أنه لحل مشكلة نقص إنتاج القمح والوصول بالإنتاج للاكتفاء الذاتى لابد من اتباع ما يلي:

- ترشيد استخدام مياه الرى لتوفير المياه لزراعة مساحات أخرى جديدة بالتوسع الأفقي.

- الاهتمام بزراعة احتياجات المجتمع من الخضر تحت البيوت المحمية "الصوب" وتقوم بهذه المهمة كيانات كبيرة مثل الجيش وشركات متخصصة من أجل المقدرة على إنتاج كميات كبيرة تفى باحتياجات السوق من الخضر المتنوعة طول السنة وتوفير المساحات المكشوفة التى كانت تزرع فيها واستغلالها بزراعة القمح شتاءا والذرة او فول الصويا او دوار الشمس صيفا.

- التوسع الرأسى بإنتاج سلالات من القمح عالية الإنتاج وقصيرة المدة لتوفير المياه اللازمة للرى يستفاد بها فى التوسع الافقى بزيادة المساحات المنزرعة من القمح.

- توفير الارشادات السليمة للمزارعيين من حيث التعريف بنظم الرى الحديثة وطرق التسميد السليمة ومعدلاتها ومكافحة الافات وكل المعاملات المطلوبة ورفع ثقافة المزارع والمرشد الزراعي.

- توعية المستهلك عن التغذية السليمة وتخفيض الكميات المستهلك من الخبز والمكرونة واستبدلها بالخضروات التى تمد الجسم بالعناصر اللازمة دون حدوث السمنة.

- دعم المزارع بتوفير عوامل الإنتاج بأسعار مناسبة "توفير الميكنة - الأسمدة - الارشاد".

- كذلك عمل الزراعة التعاقدية لتسويق القمح ومعرفة الأسعار قبل الزراعة لتشجيع المزارعين لزيادة المساحات المنزرعة بالقمح .

- التوسع فى انشاء شركات وكيانات زراعية كبيرة تكون أكثر قدرة على الزراعة الواسعة بالاساليب العلمية الحديثة

2- محصول الذرة الشامية:

يعتبر محصول الذرة احد اهم المحاصيل الاستراتيجية التى تزرع فى فصل الصيف وترتكز عليها تصنيع الاعلاف الخاصة بالثروة الحيوانية واعلاف الثروة الداجنة والتى يعتبر المكون الاساسى بها حيث يدخل الذرة فى العلائق بما لايقل عن 60 % من مكوناتها وان المساحة المنزرعة منه سنويا لاتذيد عن 2 مليون فدان وتنتج مصر منه سنويا مايقرب من 2 مليون طن من حبوب الذرة .

وتابع: "نرى فى ظل تلك الأزمة والتغيرات العالمية ونقص توفير الكمية المطلوب للسوق المحلى من حبوب الذرة فإن الدولة تسعى لزيادة الانتاج من محصول الذرة الشامية".

كما يمكن زيادة المساحة المنزرعة بالتوسع الأفقى والتوسع الرأسى باستنباط اصناف من الذرة فائقة الانتاج حتى يمكن توفير الاحتياجات المطلوبة من هذا المحصول الهام من اجل تنمية وزيادة الإنتاج من الثروة الحيوانية لمجابهة احتياجات المجتمع من اللحوم الحمراء والبيضاء وزيت الذرة حيث انها تحتوى على نسبة كبيرة من الزيت الذى يستخرج من جنين حبة الذرة وصناعة النشا التى يتم تصنيعها من حبوب الذرة البيضاء لمجابهة زيادة الطلب على الغذاء منها نتيجة الزيادة السكانية.

وأضاف لذلك قامت الدولة باجراءات عديدة مثل ترشيد استخدام مياه الرى عن طريق الرى المتطور بالاراضى القديمة وتخفيض الفاقد من المياه عن طريق تبطين الترع وتطبيق نظم الرى الحديثة "رى بالتنقيط - رى بالرش" من اجل توفير المياه لمجابهة التوسع الأفقى وزراعة الذرة بمساحة أكثر من 3 ملايين فدان لتحقيق المستهدف من الاكتفاء الذاتى من حبوب الذرة وتزرع الذرة فى عرواتين العروة الصيفية المبكرة من اول شهر مايو حتى نصف شهر يونيه والعروة الخريفية تزرع خلال شهر يوليو.

3 - محصول فول الصويا

يعد فول الصويا احد المحاصيل الاستراتيجية عديدة الفوائد سواء فى غذاء الإنسان او الحيوانات او الدواجن ويعتبر من النباتات المثبت للنيتروجين الجوى مما يحسن من خواص التربة

وفول الصويا من النباتات الغنية جدا بالبروتين مما يجعله يستخدم كبديل للبروتين الحيوانى وفى بعض الدول يستخدم كمصدر رئيسي للحصول على البروتين بدلا عن اللحوم.

كما يستخدم فول الصويا فى تركيبة الاعلاف سواء كانت للماشية او الدواجن ويستخدم فى العديد من الصناعات مثل لبن البودرة واللحوم المصنعة مثل البيرجر و منتجات أخرى حيث يحتوى على نسبة كبيرة من الزيوت النباتية حيث تحتوى البذور على نسبة 12 إلى 15%من وزنها زيت ولاهميتة فقد اصبح الاقبال عليه بصورة كبيرة مما أدى الى التوسع فى زراعتة بمساحات كبيرة فى مصر و على مستوى العالم ويزرع فى مصر بمساحات محدودة جدا واجمالى إنتاجية لاتكفى للحد الادنى من الاستهلاك السنوى ولذلك تستورد مصر منه سنويا كميات كبيرة من الدول المنتجة له والتى تملك الميزة النسبية فى انتاجه لأنه يعتبر المكون الاساسى فى تكوين علائق الدواجن والحيوانات ويعتبر فول الصويا أغلى مكون فى العليقة أو صناعات الاعلاف .

4 - محصول الأرز

يعتبر محصول الارز من أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تزرع فى مصر حيث يزرع منه سنويا مساحة 1.2 مليون فدان بعد قيام الدولة بتحديد المساحة المنزرعة منه ترشيدا لاستخدام مياه الرى حيث انه أكثر استهلاكا لمياه الرى ونظر لمحدودية مياه الرى وانخفاض نصيب الفرد من مياه النيل إلى 550 متر مكعب من المياه ووجود شح فى المياه .

وقامت الدولة بتحديد المساحات التى تزرع منه سنويا ومنع تصدير الارز للخارج وتعتبر مصر مكتفية زاتيا من محصول الارز حيث بلغت اجمالى إنتاجية الأرز فى مصر إلى من 4 - 5 مليون طن سنويا .

كما نجح العلماء فى استنباط أصناف من تقاوى الأرز الجاف والتى تروى كل 12 يوم مثل باقى المحاصيل

اقرأ أيضاً: «الزراعة» تحذر المزارعين من ري محصول القمح اليوم