القاتل ينتابه غضب تجاه أعضاء الطوائف الدينية

الكشف عن منفذ الهجوم على طائفة «شهود يهوه» بألمانيا ومقتل 7 بينهم جنين

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 مي السيد

لقي 7 أشخاص من طائفة شهود يهوه في ألمانيا مصرعهم، إثر تعرضهم لإطلاق نار عشوائي من أحد أفراد الطائفة سابقًا، داخل إحدى الكنائس بمدينة هامبورغ، ومنع وصول الشرطة سريعًا إلى مكان الحادث من حدوث مجزرة، حيث كان يتواجد العشرات بالمكان، ولم يتمكن المنفذ من إتمام تصفية الموجودين، وقرر الانتحار سريعًا، خوفا من إلقاء القبض عليه.

البيان المشترك بين النيابة العامة والشرطة الألمانية كشف تفاصيل الحادث الأليم؛ حيث كان فيليب 35 عامًا ألماني وكان عضوا سابقًا في طائفة شهود يهوه، قد عقد العزم على ارتكاب جريمته التي خطط لها منذ فترة، فكان أول خيوط الجريمة أمام الشرطة هو تقديمه على حيازة سلاح في نهاية العام الماضي.

تفاصيل الحادث
بعد فترة اشترى المتهم عددًا من الذخائر، ولسابقة علمه بمواعيد عمل المركز الديني، وأوقات الذروة فيه، قرر اتخاذ يوم الخميس الماضي موعدًا لارتكاب جريمته، وفي التاسعة مساءً كان فيليب أمام المركز، مدججًا بالسلاح والذخيرة، ودخل عنوة إلى المبنى المكون من ثلاثة طوابق.

في ذلك الوقت، كان ما يقرب من 50 من أبناء طائفة شهود يهوه رجالاً ونساءً، متواجدين داخل المبنى الواقع على شريان مرور حيوي في مواجهة مجمع سكني وحديقة بمنطقة ألستردوف شمال مدينة هامبورج، ويؤدون جلسة صلاة في المركز؛ حيث فوجئ الحضور بالمجرم يقتحم المكان ويطلق وابلاً من الأعيرة النارية من مسدسه.

اخترقت الطلقات في البداية جسد 10 أشخاص، لقى 7 منهم مصرعهم، بينهم أربعة رجال وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 33 و60 عامًا بينهم جنين، بينما نجت السيدة التي توفى جنينها وكانت حاملاً في شهرها السابع، ومن بين المتوفين 6 ألمان، فيما تحمل إحدى المصابات الجنسية الأوغندية وأخرى الأوكرانية.

فور إطلاق النار، سادت حالة من الفوضى بالمكان، وابلغ السكان الشرطة التي حضرت إلى المكان بعدها بدقائق، وتم غلق كافة الشوارع المحيطة بالموقع، وقامت قوات الدعم السريع بالدلوف إلى المبنى، ومحاصرة الجاني الذي كان يطارد أعضاء الطائفة داخل المبنى، إلا أنه فور محاصرته أطلق على نفسه النار وتوفى في الحال.

اقرأ أيضًا | مسئول ألماني: حادث هامبورج إطلاق نار عشوائي

بيان الشرطة
قال المدعي العام في هامبورغ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الشرطة: إن منفذ الهجوم استخدم مسدسًا نصف آلي يملكه بصورة قانونية منذ ديسمبر في إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الوصول السريع للشرطة وضعت حدًا للهجوم، وسمح بتفادي خسائر أكبر في الأرواح، إذ كان مطلق النار يحمل الكثير من الذخيرة.

من جانبه قال الناطق باسم الشرطة الألمانية خلال المؤتمر الصحفي: إن المتهم لم يكن لديه أى سجل إجرامي، ولكن التحقيقات الأولية كشفت أنه كان ينتابه غضب تجاه أعضاء الطوائف الدينية، خصوصًا شهود يهوه ورب عمله السابق، لافتًا إلى أن الشرطة تلقت في يناير الماضي رسالة مجهولة تؤكد أن المتهم فيليب، ربما يعاني مرضًا نفسيًا دون أن يثبت ذلك.

وكشف المتحدث باسم الشرطة؛ أنهم تلقوا بلاغًا من مجهول عن منفذ الهجوم قبل وقوعه، إلا أن المعلومات والبيانات لم تكن كافية لتحرك عناصر الشرطة، خصوصًا أن المتهم ليس لديه سجل إجرامي، بينما وصنف وزير الداخلية المحلي بولاية هامبورغ، أن المتهم لم يكن يستهدف أحدًا بعينه ولكنه قام بعملية إطلاق نار عشوائي، مشيرًا إلى أن قوات الأمن منعت بوصولها السريع وقوع المزيد من الضحايا.

ولفت متحدث الشرطة إلى الجريمة وقعت في حوالي الساعة 9 مساء، وتلقت الشرطة أول مكالمة استغاثة في التاسعة وأربع دقائق، لافتًا إلى أنه في الساعة 9.8 مساء كانت أولى القوات في الموقع، وبعدها دقيقة واحدة فقط، كانت دورية الدعم للعمليات الصعبة في مسرح الجريمة، وتمكنت من دخول المبنى بعدها بدقيقتين وأوقفت أحداث الجريمة، وتمكنوا من إنقاذ أرواح كثيرة من الناس.

وأوضحت الشرطة أن دوافع المتهم لم تحدد بعد، مع التأكيد على أنه لم يكن على وفاق مع الطائفة عندما غادرها، لافتين إلى أن شهادات المتواجدين وأبناء الطائفة تختلف حول معرفة ما إذا كان طرد منها أو تركها بإرادته، مشددًا على أن الدافع السياسي مستبعد.

وأعرب عدد كبير من السياسيين والمسئولين الألمان والأوروبيين عن غضبهم من الحادث، من بينهم الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن حزنه وصدمته جراء الحادث الذي وصفه بالعشوائي، وقدم التعازي لأقارب الضحايا، معبرًا عن شكره لقوات الأمن على جهودها في منع سقوط المزيد من الضحايا.
 كما أعربت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر عن صدمتها، مؤكدة على أن التحقيقات جارية على قدم وساق، للوقوف على خلفيات الجريمة البشعة.

شهود يهوه
يعتبر أتباع طائفة شهود يهوه التي أسست في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، أنفسهم ورثة المسيحية الأولى ويعتمدون الكتاب المقدس فقط كمرجع، ويعتقد أتباع الطائفة أن تدمير العالم الحالي وشيك وأنه سيتم إنقاذهم بصفتهم طائفة مختارة، وتعتبر الطائفة المسيحية الألمانية، التي تضم ما يقرب من 200 ألف عضو، من أكبر الطوائف في أوروبا.

ويختلف وضع هذه المجموعة من بلد إلى آخر، فهي تعتبر من الناحية القانونية مثل الديانات «الكبرى» في النمسا وألمانيا التي تضم أكثر من 170 ألف عضو من هذه الطائفة بينهم 3800 في هامبورغ بحسب موقع الطائفة الالكتروني، ويقع مقر الطائفة في ألمانيا ببرلين وايضا في فرنسا التي تمتلك هناك عددا من الفروع المحلية.

الأمن يحرر رهائن احتجزهم ألمانى داخل صيدلية

احتجاز رهائن
على جانب آخر، احتجز مجهول عددا من الرهائن داخل صيدلية في مدينة «كارلسروه» بولاية «بادن-فورتمبيرج» جنوب غرب ألمانيا، وعملت الشرطة لعدة ساعات متواصلة من أجل التوصل لتفاهم مع الخاطف، إلا أنها في النهاية اقتحمت المكان وتمكنت من القبض عليه. وقالت الشرطة الألمانية في تعليقها على الحادث أنها تلقت بلاغًا باحتجاز المتهم لعدد من الرهائن داخل الصيدلية، وفور تلقي البلاغ قامت بتطويق المنطقة محل الحادث بالكامل، خاصة مسرح الجريمة، وانتشرت قوات الدعم السريع حول الصيدلية، وهو ماتسبب في فوضى بالمكان، ووجهت الشرطة الألمانية المواطنين بتجنب الاقتراب من منطقة العمليات واتباع تعليمات القوات المشاركة في العملية، كذلك تم تخصيص مدرسة لإيواء السكان، ودعت الشرطة أي شخص لا يستطيع العودة إلى منزله بسبب إجراءات الشرطة باللجوء إلى إحدى المدارس لحين انتهاء العملية.

وأكدت الشرطة أن الواقعة تمت في حدود الرابعة عصرًا، وحدثت العديد من المفاوضات مع المتهم، وأفادت وسائل إعلام غربية إلى أن الجاني طلب ملايين اليوروهات من أجل إطلاق سراح المحتجزين، ولفتت الشرطة إلى أن الوضع استمر عدة ساعات حتى تمكنت الشرطة من اقتحام الصيدلية واعتقال المشتبه به، دون وقوع إصابات.