سيناء تدخل ملحمة التنمية.. مشروعات النقل ربطت أرض الفيروز بالدولة والعالم

قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم
قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم

تشهد سيناء تنمية غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتقوم الدولة بإنشاء المشروعات العملاقة في البنية التحتية بما يليق بهذه القطعة الغالية من أرض مصر.. «المخطط كان أن تصبح سيناء كتلة إرهاب وتطرف لا يستطيع أحد أن يتخلص منها، وأن المعركة لن تظل أسبوعاً أو اثنين أو شهراً ولا حتى سنة، بل ممتدة ولن تنتهى»، هكذا قال الرئيس السيسي عام 2014، مؤكدًا أنه لن يستطيع أحد أن يكسر إرادة المصريين ولن يستطيع أحد أن يفصل سيناء عن مصر، وقلب الدولة المصرية.

ووفقًا لمعلومات مجلس الوزراء، هناك 610 مليارات جنيه أنفقتها الدولة، ولا تزال تنفق على التنمية المتكاملة لشبه جزيرة سيناء، ومنذ 2014 وحتى الآن لم تتوقف المشروعات الهادفة لتنمية أرض الفيروز رغم الصعوبات والتحديات، وهو ما نستعرضه في هذا الملف.

مشروعات النقل.. ربطت أرض الفيروز بالدولة

استهدفت الدولة كيفية إحداث الربط الكامل بين غرب قناة السويس وشرق القناة، أو إقليم القناة، وذلك من خلال رؤية متكاملة للربط بمجموعة من المحاور التي تعتبر شرايين التنمية، التي تربط أقصى شرق الجمهورية إلى أقصى غربها، مروراً بمجموعة من الأنفاق والكباري، التي أصبحت بمثابة روابط عملية التنمية.

ويوجد الآن 5 أنفاق أسفل قناة السويس أضيفت للنفق الوحيد الذى كان قائماً وهو نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس، حتى أصبح هناك 6 أنفاق، بالإضافة إلى 7 كباري عائمة، فضلًا عن مجموعة هائلة من شبكات الطرق التي تم تطويرها في سيناء التي تتجاوز 3000 كم، وشيدت هذه الأنفاق في زمن قياسي وفى توقيت واحد كان بمثابة ملحمة قامت بها الدولة المصرية. 

وترجع أهمية هذه الأنفاق في ربط الحركة بصورة كبيرة على مدار الـ 24 ساعة فى زمن يتراوح من 15 إلى 20 دقيقة، من وإلى سيناء، سواء من الشرق أو الغرب، لتوفير خدمات لوجستية ومختلف الخدمات الأخرى حول هذه المنطقة. 

الكباري العائمة

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فأنشأت الدولة مجموعة من الكباري العائمة لتقليل المسافة البينية بين الأنفاق، فتم تشييد 7 كباري عائمة بتكلفة تقدر بنحو مليار جنيه؛ حتى تكون وسيطة بين الأنفاق، وأطلق عليها أسماء شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم للقضاء على الإرهاب فى سيناء

ووفقًا د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، فكانت شبكة الطرق في سيناء قبل 2014 تصل إلى 674 كم، بينما في 8 سنوات وصلت إلى 3 آلاف كم؛ أي أكثر من 5 أضعاف في فترة زمنية تعتبر أقل من النصف للفترة التي استغرقتها قبل ذلك. 

وتضمنت جهود الدولة في التنمية كذلك ربط سيناء مع العالم، من خلال تنفيذ ازدواج الممر الملاحي لقناة السويس، وتطوير وإقامة العديد من الموانئ البحرية والجافة، إلى جانب تطوير المطارات، التي شهدت طفرة هائلة خلال الفترة الماضية، وقفزت إيرادات قناة السويس من نحو 5 مليارات دولار في عام 2015 إلى نحو 8 مليارات دولار في عام 2022. 

اقرأ أيضًا | أسامة ربيع: نستهدف أكثر من 100 سفينة جديدة لم تمر بالقناة من قبل

قناة السويس الجديدة 
قناة السويس الجديدة، هذا المشروع الاستراتيجي، الذى وجه الرئيس السيسي بتنفيذه خلال عام واحد فقط، وهو ما يؤكد مكانة قناة السويس كممر ملاحي دولي غير قابل للمنافسة، فتقلص الزمن الذى تستغرقه السفن لعبور القناة؛ سواء من الجنوب، أو من الشمال إلى عدد ساعات قليلة، وهو ما أسهم في زيادة حجم وحركة الحاويات التي يتم نقلها عبر القناة. 

وفيما يتعلق بجهود إقامة وتطوير المطارات على أرض سيناء، فشهد هذا الملف إقامة عدد من المطارات الجديدة، منها مطار البردويل الدولي، إلى جانب تنفيذ أعمال التطوير ورفع الكفاءة لعدد آخر من المطارات، من بينها مطار شرم الشيخ الدولي، وسيتم الانتهاء من تطوير مطار سانت كاترين خلال الفترة القليلة المقبلة، لخدمة حركة التنمية السياحية الهائلة التي تشهدها المنطقة حاليا، وفقًا لما صرح به رئيس الوزراء. 

أما عن الموانئ، فهناك 5 موانئ بحرية وجافة تمت إقامتها وتطويرها على أرض سيناء خلال الفترة الماضية بتكلفة تجاوزت 44 مليار جنيه، منها ميناء شرق بورسعيد البحري، وكذا ميناء العريش البحري الذى يتم تحويله إلى ميناء متكامل على أعلى مستوى، إلى جانب ميناء القنطرة شرق البري، وميناء نويبع البحري، وميناء طابا البري.. وشهد ميناء شرق بورسعيد البحري، خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2023، ضخ استثمارات حكومية ليس فقط لزيادة سعة الميناء، ولكن لإقامة مناطق أخرى تنموية وإعادة تأهيل ورفع كفاءة عدد من المناطق المجاورة للميناء، ومنها المنطقة الصناعية خلف الميناء، في إطار الجهود المتكاملة لتنمية الجزء الشمالي من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

كما شهد ميناء نويبع البحري من أعمال تطوير ورفع كفاءة بلغت تكلفتها نحو 350 مليون جنيه، وكذا ميناء العريش البحري، الذى وجه الرئيس السيسي، بتحويله إلى ميناء دولي متكامل على البحر المتوسط، وذلك بتكلفة تتجاوز 4 مليارات جنيه، واستهدف تنفيذ مختلف تلك المشروعات لربط سيناء سواء بالدولة، أو بالعالم الخارجي.