مصرية

نقطة ومن أول السطر

إيمان همام
إيمان همام

يقول «إريك هو بسيوم» المؤرخ البريطاني، «لست فى حاجة للقول بأن مفهوم الصهيونية، الذى يتمثل فى إقامة دولة قومية علمانية على أرض محددة، والمعروف بالشعب اليهودي.

ان هذا المفهوم ذهب فى اتجاه مضاد كليا للتاريخ اليهودى على امتداد ألفى سنة، بل هو مضاد للتاريخ اليهودى بأكمله، ومضى «هو بسيوم» يشرح قائلا: «إن مملكتى يهودا وإسرائيل، كما عرفتا فى التوراة، لا تشبهان فى شئ الدولة القومية التى كانت فى ذهن «يتودور هرتزل» فى القرن التاسع عشر.

وواصل المؤرخ البريطانى قائلا: «لا توجد على الاطلاق استمرارية تاريخية بين فلسطين ما قبل تدمير الهيكل الثاني، وبين فلسطين ما بعد وعد بلفر»، وأوضح «هو بسيوم» أن اللغة العبرية، المتعارف عليها اليوم، لم يتحدث بها أحد فى عصر الهيكل.

حيث كانوا يتكلمون اللغة الآرامية، كما أن أحدا لم يتحدث باللغة العبرية فى المرحلة المبكرة الصهيونية، حيث كانوا يتكلمون اليديش (لغة يهود أوروبا الشرقية».

والذى تفهمه من حديث المؤرخ البريطانى «إريك هو بسيوم» أن الصهيونية التى تجسدها «إسرائيل» الجديدة ليست قائمة على حقيقة تاريخيا، بل مبنية على «الأساطير».

وأن إسرائيل هذه لا ارتباط لها بالتاريخ اليهودي، إن معاناة اليهود، بعد تدمير الهيكل الثانى وعلى مدى ألفى عام من الشتات، كانت تتركز - كما تقول المصادر اليهودية - فى أوروبا المسيحية، كما يقول الكاتب اليهودى «آلان ديرشويتز» بأن العداء الذى واجهه اليهود والذى كان يتراوح بين الاضطهاد والقتل إنما صدر عن «الصليبيين»، ومحاكم التفتيش، ومارتن لوثر، وروسيا القيصرية، ولقد ظل هذا العداء قائما - حتى نهاية القرن التاسع عشر - على بواعث دينية إلى دفع اليهود إلى اعتناق المسيحية، ومن يعتنق المسيحية منهم كان ينجو بنفسه، أما الكاتب الأمريكى «ديمونت» المتخصص فى الشئون اليهودية، فأعطنا صورة لليهود فى وضع آخر.

حيث قال : «إن الفتح الإسلامى لشبه جزيرة أيبريا (اسبانيا والبرتغال) قد وضع حدا لإكراه اليهود على اعتناق المسيحية»، ومضى يقول «تحت حكمهم، أى حكم المسلمين، الذى استمر أكثر من خمسة قرون نشأت اسبانيا ذات الديانات الثلاث، حيث شارك المسلمون والمسيحيون واليهود فى صنع حضارة امتزجت فيها ثقافاتهم، هذا هو الإسلام الذى يحارب من جميع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة ويهودها.