نص كلمة سامح شكري في الاحتفال بمناسبة يوم الدبلوماسية المصرية

سامح شكري خلال كلمته بمناسبة يوم الدبلوماسية
سامح شكري خلال كلمته بمناسبة يوم الدبلوماسية

احتفلت وزارة الخارجية المصرية، مساء اليوم الثلاثاء 14 مارس، بيوم الدبلوماسية المصرية، بحضور الوزير سامح شكري، وعدد من وزراء الخارجية السابقين، وبعض مساعدي الوزير وعدد من الدبلوماسيين، بمقر النادي الدبلوماسي في وسط العاصمة.

وقام وزير الخارجية خلال هذا الاحتفال بتكريم السفراء الذين رحلوا عن دنيانا  خلال خدمتهم  وكذلك  السفراء ممن بلغوا سن التقاعد.

وحضر  هذا الاحتفال السفير احمد ابو زيد المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية ومساعدي الوزير  وزراء الخارجية السابقون عمرو موسي ومحمد العرابي ونبيل فهمي ومجموعة كبيرة من السفراء والدبلوماسيين والاعلاميين.

وألقي الوزير سامح شكري كلمة بمناسبة يوم الدبلوماسية المصرية، وننشر نص الكلمة:

السيدات والسادة السفراء وأعضاء المجتمع الدبلوماسي بمصر،

الضيوف الأعزاء،

اسمحوا لي أن أرحب بحضراتكم جميعاً بمقر النادي الدبلوماسي المصري.. هذا الصرح العريق الذي يرجع في تأسيسه لعام 1908 ... نحتفل سوياً اليوم بذكرى "يوم الدبلوماسية المصرية"، والذي يحل علينا في الخامس عشر من مارس من كل عام.

ففي مثل هذا اليوم من مارس عام 1922، صدر إعلان استقلال مصر في أعقاب تصريح 28 فبراير الذي أنهى الحماية الأجنبية، وأصبحت مصر دولة مستقلة ذات سيادة يحق لها تمثيل نفسها في كافة المحافل الدولية، وتم بناء على ذلك إعادة العمل بوزارة الخارجية المصرية التي كان قد تم تعليق العمل بها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية على مصر... أنه لفخر الوزارة الخارجية أن يقترن عيدها السنوي بهذا الحدث الهام والذكرى الوطنية العزيزة من تاريخ الوطن.

إن أعضاء السلك الدبلوماسي المصري نساءً ورجالاً، يشعرون بالاعتزاز والفخر وهم يضطلعون بدورهم الوطني... فهم جنود الوطن المرابطون خارج الحدود... وعيون مصر الساهرة في كل أنحاء العالم. يعملون على مدار الساعة لحماية مقدراتها والدفاع عن مصالحها... يتابعون بعين فاحصة كل القضايا والموضوعات التي تمس أمن مصر القومي، ويتحركون لعرض المواقف المصرية وشرح أبعادها، ويبذلون كل جهد من أجل رعاية أبناء مصر المغتربين.  

إن هذا الدور الذي اضطلعت به وزارة الخارجية بأمانة وإخلاص على مدار قرن من الزمان وما تزال تضطلع به بكل تفان هو الذي جعل الخارجية المصرية تعد في مصاف أعرق المدارس الدبلوماسية على مستوى العالم. لما هو مشهود لها من كفاءة ومهنية ... فهي تمثل حضارة عريقة... وحاضر واعد... ومستقبل مشرق يصنعه أجيال تلو الأجيال من الدبلوماسيين المصريين.

إن مسئولية حماية أمن مصر القومي، والحفاظ على مقدرات هذا الوطن ورعاية مصالح أبنائه في الخارج، لهي مسئولية كبيرة تقتضي ممن يتحملها أن يكون مؤهلاً ومدرباً أفضل تدريب للاضطلاع بتلك المهام على أكمل وجه. ولذا تحرص وزارة الخارجية دائماً على اختيار أفضل العناصر من الشباب للالتحاق بالعمل الدبلوماسي، وتستمر عملية التدريب وإثقال الخبرات لدى أعضاء السلك الدبلوماسي طوال سنوات العمل بوزارة الخارجية لضمان تطوير وتحديث المهارات، وفهم واستيعاب طبيعة التحديات المحيطة بالدولة والتغيرات التي تطرأ عليها، والإلمام الشامل بأولويات العمل الوطني في كل مرحلة.

وتعمل منظومة وزارة الخارجية داخل وخارج مصر بشكل متجانس ومتكامل في سبيل تحقيق تلك الأهداف، وفي تنسيق كامل مع كافة أجهزة الدولة المعنية، لضمان صياغة وتنفيذ سياسة خارجية قادرة على الحفاظ على مصالح الوطن وتعظيم الاستفادة من علاقات مصر الخارجية، وتعزيز صداقاتها مع شركائها.

إن بعثات مصر في الخارج - وهي موضوع احتفالية هذا العام -  تضطلع بدور هام ومحوري في الدفاع عن المصالح المصرية ... وتنفيذ مختلف أولويات وأهداف مؤسسات الدولة المصرية. ويصب عمل تلك البعثات في ديوان عام وزارة الخارجية، الذي تقوم قطاعاته وإداراته المختلفة ببلورة وتحليل ما يرد إليهم من تقارير وتقييمات لعرضها على القيادة السياسية، والتنسيق في مختلف المجالات ذات الطبيعة الفنية مع وزارات وهيئات الدولة المختلفة، بما يمكنها من اتخاذ القرارات المناسبة بناء على معلومات دقيقة ومعطيات شاملة.

ويتعاظم دور بعثات مصر الدبلوماسية في الخارج في أوقات الأزمات الدولية أكثر من أي وقت آخر. وقد شهدنا خلال العوام الأخيرة، كيف كان لبعثات مصر في الخارج دور محوري في إجلاء أبناء الوطن خلال أزمة جائحة كورونا وكذلك العمل على إعادة أبنائنا الطلاب الذي شاءت الظروف تواجدهم في مرمى نيران الأزمة الروسية الأوكرانية .... وفي أفغانستان عقب انهيار النظام الحاكم وسيطرة حركة طالبان على الحكم ... وغير ذلك الكثير والكثير من الشواهد على قدرة ذراع مصر الدبلوماسي حول العالم على حماية المواطن المصري وتأمين عودته إلى أرض الوطن في أي لحظة يشاء فيها العودة.

إن أعضاء السلك الدبلوماسي المصري وهو يحتفلون بيوم الدبلوماسية المصرية، يجددون العهد الذي أقسموا عليه أمام الله والوطن، بأن يقدموا كل ما يملكونه من غال ونفيس في سبيل حماية أمن مصر ومصالحها الوطنية العليا... ورعاية أبنائها في الخارج... وأن يرفعوا راية الوطن عالية خفاقة في كل بقاع الأرض.... ولا شك أن حضوركم اليوم... وتشرفنا بهذه الكوكبة المرموقة من القامات الرفيعة لتشاركنا هذا الاحتفال... لهو أكبر دليل على ما تحظى به مؤسسة الخارجية المصرية من تقدير وإجلال في الدولة المصرية...

واسمحوا لي بهذه المناسبة، أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لزملائي من أعضاء وزارة الخارجية.... سواء من هم مازالوا في خدمة العمل بالوزارة... أم من غادرها وانتهت فترة عملهم الرسمي بوزارة الخارجية... اشكركم جميعاً على ما تقومون به من جهد لخدمة وطننا العزيز... وما تتحملونه من تضحيات أنتم وأسركم في سبيل تمثيل مصر وشعبها العظيم في مختلف بقاع الأرض... كل عام وأنتم جميعاً بخير.