فى الصميم

حديث «الغواصات النووية»!!

جلال عارف
جلال عارف

قبل ١٨ شهراً كانت هناك أزمة بين الحلفاء الغربيين بعد أن أعلنت استراليا إلغاء صفقة غواصات فرنسية تتجاوز قيمتها ٦٠ مليار دولار لصالح شراء غواصات أخرى تعمل بالطاقة النووية من أمريكا!

كان القرار مواكباً لإنشاء تحالف سياسى عسكرى جديد يضم أمريكا وبريطانيا واستراليا ويستبعد فرنسا التى مازالت تحتفظ بوجود استراتيجى فى المنطقة.

وكان واضحاً أن التحالف الجديد المسمى «أوكوس» يأتى ضمن مخطط أمريكا لمواجهة التمدد الصينى فى المحيطين الهندى والهادى وفى القارة الآسيوية.

الغضب الفرنسى تم استيعابه وزار «ماكرون» الولايات المتحدة، واستقبل قبل أيام رئيس وزراء بريطانيا وعقد اتفاقات مهمة، وبالأمس.. ووسط أزمة البنوك الأمريكية الخطيرة وجد الرئىس الأمريكى الوقت ليستقبل رئيسي وزراء بريطانيا واستراليا، وليعلن تفاصيل برنامج تزويد استراليا بالغواصات النووية والدور الأساسى للتحالف الثلاثى فى مواجهة الصين التى أصبحت بالفعل أقوى قوة بحرية فى العالم، والتى كانت بدورها قد أعلنت عن ميزانية جديدة ترفع فيها الإنفاق العسكرى مع توجيهات من الرئيس الصينى بالمضى قدماً فى تحديث وتطوير الجيش الصينى.

الاهتمام بهذه الصفقة له ما يبرره رغم أن استراليا لن تبدأ فى تسلم الغواصات إلا بعد سنوات عديدة وبمعدل غواصة كل ثلاث سنوات (!!) لكن الصفقة تعنى أن الاستعداد لمواجهة كبرى مع الصين يمضى على قدم وساق وبعقيدة تؤمن أن الصين هى الخطر القادم حتماً.. يكفى أن تدرك أن برنامج الغواصات - وفقاً لمسئول استرالى - سيكلف استراليا ما يصل إلى ٢٤٥ مليار دولار أمريكى خلال ثلاثين عاماً!!.

بالتأكيد.. الصفقة رابحة جداً للصناعة العسكرية الأمريكية والبريطانية، لكن الأهم أننا أمام فصل جديد من سباق تسلح رهيب.. وأن درس حرب أوكرانيا ونتائجها الكارثية على العالم كله لم يمنع الاستعداد لصراع قد يكون أكثر شراسة بين الصين وأمريكا.. كانوا يتحدثون - حتى الآن - عن «منافسة» ميدانها الأكبر هو الاقتصاد. الصين بدأت تحول قوتها الاقتصادية لنفوذ سياسى وقوة عسكرية، والجانب الآخر يقول - بكل وضوح - أن الصين هى الخطر الأكبر أصبح صعباً جداً الحديث عن «المنافسة» بالغواصات النووية!!.