رحيق السطور : تاريخ الطيران فى مصر

ثورة التحليق
ثورة التحليق

من خلال كتاب «ثورة التحليق» يطوف بنا المؤلف هشام جاد المُتخصص فى شئون الطيران مُحلقًا فى هذا العالم المثير، فى سماوات نشأة فكرة الطيران، ورحلة إنشاء الشركة الوطنية «مصر للطيران « فيرصد البدايات فى بلدنا، والمغامرين الرواد فى هذا المجال.. كما يروى لنا أسرار البدايات وكيف تأسست الشركة العملاقة برأسمال 20 ألف جنيه، ونتعرف على نجوم الاقتصاد والسياسة ممن كان لهم اليد الطولى فى إرساء دعائمها.

ويشير المؤلف إلى أن العالم قد عرف الطيران الآلى أوائل القرن العشرين الذى جذب اهتمام الجميع، ولم تكن مصر تستطيع أن تتخلف عن الركب العالمى، فنظمت مهرجانًا جويًا كبيرًا وأسبوعًا للطيران فى سماء مصر الجديدة، وذلك عام 1910، ودعت إليه 12 من أشهر الطيارين بأوروبا فى ذلك الوقت.

وكان من بينهم سيدة واحدة هى البارونة «دى الروس». وكان لهذا المهرجان أثره الكبير على شباب مصر وجذبه إلى الطيران، ففكر فى تعلمه العديد من المصريين، وفى الواقع أن اهتمام مصر الحقيقى بالطيران بدأ بإنشاء قسم للطيران يتبع وزارة المواصلات عام 1921.

واتخذت الحكومة المصرية منذ ذلك التاريخ خطة واضحة سارعت فى تنفيذها دون تردد، وبخطوات ثابتة، غايتها أن يكون لمصر فى مجال تقدم المواصلات الجوية العالمية شأن كبير، وقد صدر المرسوم الملكى بإنشاء شركة مصر للطيران.

وكانت تحمل اسم «الخطوط الهوائية المصرية» وبتطور الزمن أصبحت «مصر للطيران».. وكان أول مجلس إدارة لها برئاسة أحمد يكن باشا، ومعه ستة أعضاء ،كان فى مقدمتهم الاقتصادى الفذ محمد طلعت باشا حرب، وكمال علوى أول مدير عام للشركة، وثلاثة بريطانيين، ويدلف بنا الكتاب إلى جنبات التاريخ حول علاقة الطيران وقدماء المصريين بالطائر حورس الذى يظهر فى الأفق ناشرًا جناحيه والذى كان موطنه الأصلى منطقة الدلتا.

والواقع أن ما سجل على أنه طير ليس سوى نموذج لطائرة شراعية جناحاها مستويان فى الطائرة، وليس لها ساقان كالطيور، وذيلها رأسى لا أفقي، وليس فى الدنيا كلها نوع من الطيور ذيله رأسي.

ومن ثم يعرج بنا الكتاب -الصادر عن العالمية للصحافة والنشر - على أسماء حفرت على جدران تاريخ بداية الطيران فى مصر، فكان من بين هؤلاء الذين رغبوا فى تعلم الطيران الأمير«عباس حليم» أحد أفراد الأسرة العلوية، وأيضًا كان المصرى عبد الرحيم مصطفى الذى ينتمى إلى أسرة ثرية، وحسن أنيس.

ويذكر أسماء كثيرة لكن أول مبعوث من الحكومة لدراسة الطيران بالخارج، كان د. أحمد عبد السلام الكردانى، ويروى لنا قصص استقبال أول طيار من الشعب المصرى، ففى الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر.

وكما تصف الصحف المصرية الصادرة يوم الأحد 26 يناير 1930 لحظة وصول أول طيار مصرى إلى الإسكندرية بقولها: رأت الإسكندرية أمس طيار يُحلِّق فى جوها، فقرت عينها برؤيته، ولا شك أن الطيار المصرى اغتبط بوصوله طائرًا منفذًا رحلته الجريئة من برلين إلى مصر.

أما عن أجر الكابتن الطيار فقد كان يتقاضى خمسة مليمات عن كل كيلو متر إذا كان الطيران نهارًا، وعشرة مليمات إذا كان الطيران ليلًا، ويرتفع المبلغ إلى 20 مليمًا إذا كان الطيران فوق البحر ليلًا، كما كانت الحكومة تقدم إعانة سنوية إلى «مصر للطيران» منذ إنشائها عام 1932قدرها 713جنيهًا.

والكتاب مليء بالمعلومات الشيقة عن شركة الطيران المصرية، وبدايتها، وتنظيم العمل بها، وبداية أسطول الطيران وإضافة ثلاث طائرات من طراز «أنسون» ذات المحركين من مخلفات الجيش البريطاني عام 1944، وكيف توسعت الشركة بإضافة «البولمان» الطائر، وقصص صمود رجال مصر للطيران أمام المنافسات العالمية.. فيذكر أن الطيار المغامر الجرىء أحمد صدقى كبير طيارى مصر للطيران استطاع اختيار طيارين مصريين بعد استقالة الطيارين الإنجليز إثر نشوب الحرب العالمية للعمل معه.

ومن بينهم محمد حاذق، ووجيه الكاشف، وغيرهما، واستمرت عجلة الطيران فى تخريج أجيال جديدة من الطيارين حتى أصبح لدى شركتنا الوطنية نجوم من الطيارين الذين تستعين بهم شركات أجنبية.

ومن ثم يروى المؤلف كيف كان فضل ثورة يوليو 52 على الشركة وتطورها، والكتاب يُعد موسوعة عن تاريخ الطيران فى مصر.. النشأة والملابسات والتطور.. مدعومة بالمعلومات والصور النادرة.

اقرأ ايضاً | «مصر للطيران» تسير 10 رحلات أسبوعياً بين مصر والصين

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

2023-3-13