طلة الصباح

المواد الغذائية وأرباحها الخيالية

فوزى مخيمر
فوزى مخيمر

فى الوقت الذى يواجه فيه العالم أزمة طاحنة فى الإمدادات الغذائية، إضافة الى نسبة وحجم الجوع حول العالم، تحقق شركات التجارة الغذائية أرباحاً قياسية، مع اضطراب الإمدادات وشح المعروض، مما يعرض الأمن الغذائى بعدد من الدول للخطر.
فقد حققت الشركات الأربع الكبرى التى تهيمن على التجارة العالمية للحبوب، أرباحاً استثنائية منذ عام 2021 بفضل فورة الأسعار، وهى متهمة بالافتقار إلى الشفافية فى ظل الأزمة الغذائية.


إذ بلغت أسعار القمح والذرة والزيوت النباتية مستويات قياسية فى مايو 2022 فى أسواق عمّتها البلبلة؛ نتيجة تفشى وباء «كوفيد - 19»، ثم الحرب فى أوكرانيا، وإن تدنت منذ ذلك الحين، فإنها تبقى مرتفعة بمستويات تاريخية.
ويشير خبراء الأمن الغذائى إلى أن شركات «آرتشر دانيالز ميدلاند (إيه دى إم)»، و«بانج»، و«كارغيل»، و«لويس دريفوس» المعروفة بالأحرف الأولى من أسمائها «إيه بى سى دي»، تسيطر على ما بين 70 و90 فى المائة من تجارة الحبوب فى العالم.
وتوضح الأرقام أن الشركة الأمريكية العملاقة «كارغيل»، كبرى شركات التجارة بالمواد الغذائية فى العالم، حققت أفضل نتائجها منذ 157 عاماً بحسب وكالة «بلومبرغ»، حيث جنت 6.68 مليار دولار من الأرباح الصافية، بزيادة 35 فى المائة فى ختام سنتها المالية 2021 - 2022 التى انتهت فى 31 مايو.


كذلك كان عام 2022 استثنائياً لشركة «إيه دى إم» الأمريكية التى حققت أرباحاً صافية قياسية وصلت إلى 4.34 مليار دولار بزيادة 60 فى المائة.
هذه اللعبة نحن من ضحاياها وليس لنا فيها ناقة ولاجمل، طالما أننا نستورد معظم ما نستهلك، وليس أمامنا سوى التضرع إلى الله أن يمن علينا بكرمه وجوده، وأن نسعى وتسعى معنا أولا حكومتنا برعاية المزارعين والمنتجين، وتتبع احتكارات بعض التجار وسوء نواياهم إيانا.
مصر تتحرك فى كل اتجاه


شهدت الأيام القليلة الماضية تحركات مصرية مهمة على كل الأصعدة الرئاسية والحكومية والبرلمانية والدبلوماسية، فقد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى عددا من قادة العالم فى القاهرة وخاصة الدول ذات العلاقة بالأمن الغذائى والحرب فى أوكرانيا التى أربكت العالم، فى مساع لتيسير الحصول على احتياجاتنا من الحبوب والمعدات اللازمة للاستزراع، وكذلك فى كيفية تجنيب العالم ويلات الحروب وطرح المبادرات لوقفها.
وفى الشقيقة قطر استقبل د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والمجموعة الوزارية المرافقة له الاستقبال اللائق بالحكومة المصرية، وأظهرت الصحف ووسائل الإعلام القطرية والمصرية والعربية أهمية هذه الزيارة، وفى ساعات قليلة قضاها بالعاصمة القطرية الدوحة جاء الاستقبال الباسم للأمير تميم بن حمد أمير قطر بما يبشر بفتح جديد فى العلاقات المصرية القطرية، ورافق رئيس الوزراء القطرى فى معظم لقاءاته مع رجال الأعمال القطريين.
الشواهد تشير إلى ترحيب قطرى ورغبة من رجال الأعمال بزيادة استثماراتهم فى مصر وكان ذلك هو المأمول من الزيارة.. مصر تسعى وتطرق الأبواب بكرامة وثقة فى إيضاح الحقائق وفرص الاستثمار الواعدة فى ربوع مصر بتوفير البنية الأساسية لجذب الاستثمارات، وتأمين الاستثمارات العربية والأجنبية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تدار بعقلية علمية واعية مدركة لكل ما يدور فى العالم.