الخروج عن الصمت

مشاعر زائفة

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

عندما تنقل تجارب الاخرين من خلال رسائلهم فأنت تدق ناقوس الخطر خوفا من أن يقع فى براثنها من يمر بتلك التجارب.
وهنا يقول صاحب الرسالة: فى لحظات المحن تكتشف زيف مشاعر من أعطيتهم حياتك مكافأة لهم على اعتقاد حبهم لك، فنحن البشر لا نمتلك أحجارًا فى قلوبنا ولكن نحاول دائمًا أن نعمرها بالحب حتى تصبح وردية كزهور تتفتح.


لكن سبحان مغير أحوالها من حال لحال فترى زهورها تذبل وتموت لتصبح خربة كالبيت المهجور عندما تصطدم بأفعال من أعطيت لهم مفاتيح غرفها فأطفأوا مصابيحها وأرادوا بكل الحيل كسر نوافذها انتقاما منك عندما انتصرت لنفسك وأعلنت العصيان.
هنا يجب عليك أن تصرخ بأعلى صوتك مناجيا كل أصحاب القلوب ترفقوا قبل أن تعطوا لأحد مكانة فى قلوبكم لا يستحقها، لا تتسرعوا فى فتح نوافذها قبل أن يأتيكم النور، لا تنخدعوا بكلام تنطق به الألسن ولا تشعر به القلوب.


حاولوا جاهدين ألا تضيئوا لأحد طريقا يهتدى به قبل أن يحمل هو مصابيح ترشد قلبك أنك تسير معه فى النور.
لا تحتر فى أمر نفسك وأنت تهرب إلى ربك تناجيه تشكو له سر ما فعلوه بك وأنهم قابلوا إحسانك بالإساءة.
لا تندم على شيء فالقاتل والمقتول هو أنت لأنك تهاونت فى حق نفسك فقد أعطيت ما لا يستحق أكثر من حقه وأنزلته منزلة لا تليق به يوم أن جعلت الدفاع عنه جزءًا لا يتجزأ من كرامتك أنت.. وتحملت استخفافه بآلامك وجرح مشاعرك من أقرب المقربين له. ابتسامتك ورضاؤك بكل ما يحدث حولك ليس من مخزون كرم أدبك أو أخلاقك الذى تربيت عليها لأنها ليست فى موضعها فلا أحد ممن أعطيتهم حقوقا غير حقوقهم سيقدرون ذلك فيك بل سيذهب الأمر أنك ستتهم بالبلاهة أو أنك رجل بركة. ويوم أن تنتفض وتثور تراهم يحاولون ذبحك لا أحد يقدر أدب الاختلاف أو الثأر للكرامة فى حدود تسمح بالمحافظة على الود والعشرة أو أن يتذكروا لك يوما معروفا لأن جلودهم سميكة لا ترقى برقى المشاعر.