خنقها بإيشارب.. الأب «الشيطان» يقتل ابنته لموافقتها على زواج أمها

الأب القاتل
الأب القاتل

عويس الطحاوى

 تجرد أب من كل مشاعر الإنسانية وقتل ابنته خنقًا، لأنها وافقت على زواج أمها من آخر بعد طلاقها من أبيها، الأمر الذي رفضه الأب وقرر أن يقتل ابنته، وهرب بشقيقها الأصغر، وأبلغ طليقته بأنه قتل ابنتهما، وأنها إن لم تتراجع عن زواجها سيقتل ابنهما. تفاصيل هذه الواقعة المأساوية التي شهدت أحداثها منطقة الحميات ببنى سويف في السطور التالية.

قبل عام وأكثر، طلق «أيمن» زوجته، بعد ما يقرب من زواج دام لـ 15 عامًا، وأنجب منها «سماح» صاحبة الـ14 عامًا، و»محمد» صاحب الـ4 سنوات.
بعد الطلاق، رفضت الأم أن تُبعد أطفالها عن رؤية أبيهما، وكانت تعتاد أسبوعيًا أن ترسلهما له ليقضيان معه يومًا كاملًا في شقته، بالرغم من أن «أيمن» لم يعاملها يومًا معاملة حسنة، بل أنه كان كثير التعدي عليها في فترة زواجها منه، والتي استمرت لـ15 سنة، لم تذق فيها الزوجة معنى الراحة إلا بعد أن طُلقت منه، لكنها كانت دائمًا تقول أنه لأولاده حق في أن يروا أبيهم، وأن له حق في أن يرى أولاده، وأنها لن تمنعهما عن بعض، حتى لا تعامله بمعاملته.
آخر هذه الزيارت، حكت «سماح» لوالدها أن شخصًا تقدم لوالدتها يطلب الزواج، وأن والدتها توافق، وأنها أيضًا موافقة على هذه الزيجة، وعللت «سماح» لأبيها أن الموافقة كانت لأن الأم لم تتحمل وحدها تربية أولادهما، خصوصًا بعد أن امتنع أبيها عن دفع مصروفاتهما والتكفل بهما.
فور سماع هذا الكلام من لسانها، استشاط «أيمن» غضبًا، وقال بإنه سيوقف هذه الزيجة مهما حصل، وأنه لن يسمح لطليقته أن تتزوج غيره، حتى وإن لم يتزوجها.

تهديد وقتل
لم يصدق «أيمن» أن ابنته توافق على زواج امها بهذه الطريقة، ولم يصدق القصة من الأصل، وعليه طلب طليقته في الهاتف واستفسر منها عن ما تقوله له «سماح»، فأبلغته المرأة أن كلام ابنته حقيقي، وأنها بالفعل تنوي الزواج كي يساعدها زوجها الجديد في تربية الأبناء ويتكفل بهما.
عندما رآها مصممة على رأيها، حاول معها في أن ترجع إليه، حتى يعيش الأولاد في كنف أبيهما وأمهما، لكن الأم رفضت معللة أنها تحملت فوق طاقتها قرابة الـ14 سنة ضربًا وتعذيبًا وإهانة، وأنها لن تتحمل المزيد، وأنه سيئ السلوك وسيئ الخلق، وأنه لن يرجع عن ما يفعل ولن يتغير.
بعد أن أغلق الهاتف، توجه ناحية ابنته، وظل يكيلها ضربات وراء ضربات لموافقتها على زواج أمها من آخر غير أبيها، ولم يكتف بالضرب، بل أحضر «إيشارب» ووضعه حول عنق ابنته وظل يخنقها حتى ماتت، وما أن تأكد من أنها فارقت الحياة، عاود الاتصال بأمها وقال لها بأنه قتل ابنته انتقامًا منها، وأنه على استعداد أن يقتل ابنه إن اكتملت الزيجة، وأنه سيهرب به إلى حيث لن يعرف أحد طريقه، وإن علم بأنها تزوجت من آخر سيقتل ابنه كما قتل ابنته.                                                                                                                                                                                                                  المجنى عليها

هروب
بعد أن سمعت الأم ما قاله، لم تعره اهتمامًا، ولم تشك أن زوجها، والد ابنتها وابنها، سوف يقدم على هذا الفعل البشع ويقتل ابنته، لكن أهالى حى الحميات والجيران ببنى سويف، سمعوا أصواتًا لاستغاثات تصدر من شقة «أيمن»، وعندما خرجوا ليعرفوا الأمر، وجدوا «سماح» صاحبة الـ14 عامًا، ملقاة على الأرض داخل الشقة، وحول عنقها إيشارب، وهرب الأب. وعليه أبلغوا الأمن بالواقعة.
فور أن أبلغ اللواء منصور الدغيدى، مدير إدارة البحث الجنائى ببنى سويف، بمقتل الطفلة سماح أيمن، البالغة من ١٤ سنة، فى شقة يقيم فيها والدها بالمنطقة، كلف العميد محسن شيريت، رئيس المباحث الجنائية بالمديرية، والعقيد محمد جبالى، مأمور البندر، والمقدم محمود فؤاد رئيس مباحث البندر ومعاونيه، بالانتقال إلى مكان البلاغ، وبالفعل تبين وجود طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، ملقاة على الأرض، ومخنوقة، وحول رقبتها إيشارب، وأنها فارقت الحياة.

إنقاذ الطفل
بسؤال الجيران، قرروا أن والدها تخلص منها، وأخد شقيقها ابن الأربع سنوات وهرب، وعليه تم إخطار اللواء أسامة حلمى مساعد وزير الداخلية لأمن بنى سويف بالواقعة، فأمر اللواء منصور الدغيدى مدير المباحث الجنائية بسرعة ضبط المتهم  على وجه السرعة، وكلف ضباط إدارة البحث، بالتحرى عن مكان اختفاء «أيمن» وسرعة ضبطه قبل أن يلحق الأذى بابنه.
انتشر فريق البحث فى كل أرجاء المنطقة، ومداخل ومخارج المدينة، والطرق الزراعية، والاستعانة بالمساعدات الفنية وكاميرات المراقبة، بواسطة الرائد أحمد عجيزة من قسم المساعدات الفنية، واستدعاء والدة المجنى عليها، ومراقبة رقم هاتفها، ورقم هاتف زوجها.
فى أقل من ٤٨ ساعة، توصل فريق البحث إلى مكان اختفاء المتهم، وتحديده فى دائرة فيصل بالهرم، وتم التنسيق مع مديرية أمن الجيزة، ومباحث قسم الهرم، وقامت مأمورية باستهدافه، وبالفعل تم إلقاء القبض عليه وبصحبته الطفل.

اعترافات
في اعترافاته، قال «أيمن»، إنه استشاط غضبًا من موافقة ابنته على زواج أمها من غيره، وأنها عللت موافقتها بأن أبيها لم يتكفل بها وبأخيها، الأمر الذي جعله يقدم على قتلها انتقامًا مما قالت، وانتقامًا من والدتها.
وأضاف في اعترافاته أمام رجال الأمن؛ أن ابنته كانت دائمة ما تميل لأمها، وتحذو حذوها، لذلك عندما فكر في قتلها لم يتردد كثيرًا، وأقدم على قتلها والهرب بابنه قبل اللحاق به.
استكمل «أيمن» اعترافاته التفصيلية، أمام اللواء منصور الدغيدى، والعميد محسن شيريت، وقام بتمثل الجريمة فى حضور النيابة العامة، وتم تسليم الطفل لوالدته، وأمرت النيابة بتشريح جثة المجنى عليها، والتصريح بدفنها عقب التشريح، وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق، تحت إشراف المستشار مصطفى  المتناوى المحامى العام لنيابات بنى سويف.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 9/3/2023

أقرأ أيضأ : إحالة ربة منزل قتلت زوجها خنقًا بمساعدة ابنهما للجنايات فى قنا