«أنا بطل سكر».. مبادرة لإنقاذ الأطفال من مضاعفات المرض الصامت

أصابة الأطفال بمرض السكرى
أصابة الأطفال بمرض السكرى

حصول الطفل على حقوقه فى التنشئة الصحية من أهم أهداف التنمية المستدامة من أجل تحقيق بداية أفضل لأجيال المستقبل فى الحياة والنمو الذى يعود بالنفع على المجتمع، ولعل مرض السكرى من أكثر الأمراض انتشارا فى مصر، لا سيما ينتشر بين فئة كبيرة من الأطفال، فقد يبلــــغ معــدل الإصابة بين الأطفال بمرض السكرى من 8- 10 أطفال لكل 100 ألف طفل على مستوى العالم، ويقدر عدد الأطفال والبالغين  صغار السن (تحت عمر 20 عاما) فى مصر والمصابين بداء السكرى بأكثر من 175 ألفا، ما يجعل مصر تحتل المركز العاشر عالميا فى معدلات الإصابة بالسكر فى تلك الشريحة العمرية.

طبيبة الأطفال الدكتورة دعاء الإمام، أطلقت مبادرة «أنا بطل سكر» للتوعية بخطورة المرض على الأطفال والتوعية بطرق التشخيص والعلاج والوقاية. وجاءت فكرة المبادرة عندما أصيبت طفلة تسمى حبيبة بداء السكرى من النوع الأول، وكان التشخيص الأول لها عندما تعرضت لغيبوبة حمضية كيتونية، وبدأت الطبيبة دعمها نفسيا وغذائيا وصحيا، ولاحظت تقبلها الفكرة شيئا فشيئا، حينها راودتها فكرة وجود كادر متخصص فعليا فى التوعية بداء السكرى لإنقاذ حياة مئات الأطفال وتحسين جودة حياتهم للأفضل ورفع مستوى التقيد بالعلاج.

قامت الدكتورة دعاء، وهى أيضًا رئيس مجلس أمناء مؤسسة الرحمة الخيرية، بالتعاون المشترك مع الدكتور عمرو عمر، زميل الكلية الملكية بلندن فى تخصص السكر والغدد الصماء ومثقف السكر المعتمد من وزارة الصحة وهيئة المعاهد التعليمية، بإطلاق مبادرة «أنا بطل سكر»، لتزويد الأطفال وذويهم والمهتمين بالعمل فى ذلك المجال من الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والتمريض والمثقفين الصحيين، بمجموعة منظمة من المواد التثقيفية والموارد المصممة خصيصا لتمكين المرضى من إدارة حالتهم الصحية بشكل أفضل والحد من ظهور المضاعفات المرتبطة بداء السكرى مثل أمراض العين والكلى والتقليل من حدة تلك المضاعفات.

وأوضحت أن البرنامج التثقيفى لمرضى السكرى سيلعب دورا مهما فى وضع الخطط الخاصة بالعلاج، لأن مفتاح نجاح إدارة مرض السكرى عند الأطفال يكمن فى تثقيف المريض والمحيطين به، وتتضمن المبادرة ورش عمل حول مراقبة مستوى الجلوكوز، الإنسولين وأماكن الحقن، إضافة إلى جزء خاص يتناول الأنظمة الغذائية الصحية، بما فى ذلك طرق حساب الكربوهيدرات فى وجبات الطعام، وكيفية التعامل مع هبوط وارتفاع السكر بالدم، وجزء خاص حول الطفل السكرى والدراسة والسفر والرياضة والصوم، بالإضافة إلى الجوانب العاطفية والسلوكية للتعايش مع مرض السكرى وجزء خاص بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة السكريين وجزء خاص أيضا بالتربية الإيجابية لتلك الفئة العمرية.
وأشارت إلى أن مرض السكرى من الأمراض الشائعة التى تصيب البالغين والأطفال، فعندما يأكل طفلك يحول جسمه الطعام إلى نوع من السكر يسمى الجلوكوز، وفى مرضى السكرى يرتفع مستوى السكر فى دم طفلك بشكل كبير، يحدث هذا بسبب هرمون يسمى الإنسولين، وتتمثل وظيفة الإنسولين فى نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم، حيث يمكن استخدامه كمصدر للطاقة يساعد الإنسولين فى الحفاظ على مستويات السكر بالدم طبيعية، كما يساعد الجسم على استخدام الدهون والبروتينات.

وهناك نوعان شائعان من السكرى كلاهما يجعل مستويات السكر فى الدم أعلى من المعتاد، لكنهما يفعلان ذلك بطرق مختلفة وهما: داء السكرى من النوع الأول، وفى ذلك النوع ترتفع مستويات السكر فى الدم، لأن الجسم يتوقف عن إنتاج ما يكفى من الإنسولين، وهذا النوع يعد عملية مناعية ذاتية، هذا يعنى أن الجسم يدمر خلاياه التى تصنع الإنسولين، وغالبا ما يتم تشخيص مرض السكر من النوع الأول عند الأطفال والشباب، ويجب على الأشخاص المصابين بداء السكرى من النوع الأول تناول الإنسولين مدى الحياة.
أما داء السكرى من النوع الثانى: فيصنع  الجسم الإنسولين ولكنه لا يستجيب له بشكل صحيح، فالجلوكوز أقل قدرة على دخول الخلايا وتزويدها بالطاقة، هذا يجعل مستويات السكر فى الدم ترتفع، ويعانى معظم المصابين بداء السكرى من النوع الثانى من زيادة الوزن، ويعتبر داء السكرى من النوع الثانى أكثر شيوعا لدى الأطفال الأكبر من 10 سنوات والبالغين.

وتابعت: عادة ما تتطور مؤشرات وأعراض السكرى من النوع الأول لدى الأطفال بسرعة، وقد تشمل كثرة التبول واحتمالية بلل الفراش فى الأطفال المدربين على استخدام المرحاض، والعطش الكثير، الشعور بالتعب، فقدان الوزن، الشعور بالجوع الشديد، الإرهاق وسهولة الاستثارة أو التغييرات فى السلوك، نفس له رائحة الفاكهة، صعوبة الرؤية، كما يظهر على بعض الأطفال المصابين بداء السكر من النوع الثانى تغيرات فى بشرتهم، قد يكون جلدهم أغمق أو به بقع جافة على الرقبة أو تحت الذراعين أو بين الفخذين فيما يعرف بالشواك الأسود.

وللأسف الشديد قد لا يلتفت كثير من الآباء لتلك الأعراض، فيصاب الطفل فجأة بما يعرف بغيبوبة التحمض الكيتونى، التى تنجم عن ارتفاع شديد فى سكر الدم، يؤدى إلى جفاف شديد، وارتفاع حموضة الدم، ويحتاج هؤلاء الأطفال للعناية الطارئة فورا وكثيرا ما يكون تشخيص إصابة الأطفال بالسكرى لأول مرة بعد إصابتهم بتلك الحالة. وحيث إن تشخيص داء السكرى عند الأطفال صعب التحمل، خاصة فى البداية، إذ ستجد الأسرة وطفلها، وفقا لعمره، مضطرين فجأة لتعلم كيفية إعطاء حقن الإنسولين، وحساب كمية الكربوهيدرات، ومراقبة نسبة السكر فى الدم، إذ لا يوجد علاج شافٍ لداء السكرى عند الأطفال حتى الآن.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 8/3/2023

أقرأ أيضأ : «المحليات الصناعية» تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكته الدماغية