بالعقل

الغيرة المحمودة

شوقى حامد
شوقى حامد

الغيرة التى تنتابنا احيانا من مقارتنا بين كرتنا المحلية الرتيبة وبين الكرات الأوربى المتطورة أمثال الإنجليزية والأسبانية والألمانية والإيطالية والفرنسية غيرة من النوع المحمود التى تهدف إلى الاقتراب منهم والسعى لمحاكاتهم والاجتهاد لتقريب الفواصل الشاسعة وتقليص المسافات الواسعة التى تبعدنا عنهم إنتابتنى تلك الغيرة ليلة الخميس الماضى..

تنقلت بين ما يقدمه لاعبونا فى ناد الإسماعيلى وفاركو وخرجوا منه صفر الأيادى وتعادل سلبى خلا من مقومات الفنيات والجماليات والخططيات وكل ما يرتبط بالكرة المتطورة..

ثم قادنى حظى إلى متابعة لقاء بايرن ميونخ مع باريس سان جيرمان فى دورى أبطال أوربا.. كان لقاء الذهاب قد شهد فوز الأول بهدف نظيف..

ثم انتهى لقاء العودة ايضا بفوز الألمان بهدفين نظيفين ليطيح البايرن بالسفير الرياضى الفرنسى فى البطولة.. تابعنا فى هذا اللقاء كيف تنتصر الارادة والحماس والقوة والالتزام بالتكليفات على الفنيات والمهارات والمواهب..

كيف لم يصمد الفريق الذى ضم أفضل لاعبى العالم أمثال الداهية ميسى والصاروخ مبابى وزملائهما من الاسبان والارجنتين..

كنت وأنا اشاهد اللقاء كما التائه الحائر الذى يحلم بأن تتطور كرتنا لتبلغ هذا المستوى الرفيع.. لكن هيهات هيهات..

خيالاتى وحتى أوهامى أوصلتنى إلى استحالة هذا المنال إلى تعذر تلك الغاية ولو على الأقل خلال الفترة المتبقية من حياتى..

ولابد من أن نقر  ونعترف أنهم يلعبون لعبة أخرى حتى ولو بنفس المسمى..

أو نحن نلعبها بطريقة بدائية كما كانت فى بواكير اختراعها وتداولها فى أوائل القرن الماضى وهم يمارسونها بالتقنية والحداثة التى تواكب العصر الحديث..

ولا نملك إلا الدعاء إلى الله أن يهبنا رجالات مخلصين وطنيين لديهم القدرة على التطوير والتغيير.. قولوا يارب.