فكرتى

هاجر غدا!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

 قال لى شاب فى مقتبل العمر: أريد أن أهاجر بعد أن فشلت أن أجد وظيفة فى بلدى. سألته: إلى أين؟ أجاب: إلى أى بلد عربي. قلت له: أن أغلب البلاد العربية بدأت تستغنى عن الأجانب، وتفضل توظيف أهل البلد. قال : إذن اسافر إلى أوروبا. قلت : البلاد الاوربية فيها ملايين العاطلين..

ومعظم هذه البلاد تتعامل بقلق مع كل عربي، وكأنه إرهابى يحمل متفجرات، ولذلك يضيقون الخناق على الأجانب! قال: أسافر إلى الولايات المتحدة. قلت: الوضع هناك لا يختلف كثيرا! قال: أذهب إلى أمريكا الجنوبية.. قلت: وهل تعرف لغة البلد التى تفكر فى الهجرة إليها؟ يجب أن تتعلم اللغة، ثم تعرف المهنة التى تستطيع أن تزاولها. لا تهاجر «عمياني» !

اقترح أن تأخذ كورسات كمبيوتر للتتعرف إلى آخر ما توصل به العلم فى هذا المجال، إدرس اللغة الانجليزية مثلا لتستطيع أن تتعامل مع الناس هناك، لو كانت لغة البلد صعبة عليك. اقرأ كثيرا عن البلد الذى ستسافر اليها حتى لا تصبح كالأطرش فى الزفة.

الهجرة ليست نزهة، يجب أن تتميز وتجتهد لكى تنجح فى هذه البلاد. من سبقوك ونجحوا بعد أن نحتوا فى الصخر.. احتملوا الحر وتجمدوا من البرد.
بعد عشرات السنين من الكفاح وصلوا ومازالوا يمشون فى الطريق الطويل! لا شئ مجانا! إذا كنت تستطيع أن تعمل 18 ساعة فى اليوم.. هاجر غدا.