يبدو أن انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وأن المفاجآت فيها (أو فى الطريق إليها) ستكون كثيرة.
حتى الآن يكتفى الرئيس بايدن بالإعلان عن نيته الترشح فى ظل عدم وجود منافسة حقيقية داخل حزبه «الديموقراطى» إذا كان الترشح هو قراره النهائى..
بينما - على الجانب الآخر- يخوض «ترامب» معركة داخل حزبه «الجمهورى» بعد النتائج السيئة التى حققها مرشحوه فى الانتخابات النصفية وأدت إلى تراخى قبضته داخل الحزب وبروز أسماء عديدة منافسة على الترشح وإن لم تعلن ذلك رسمياً..
بالإضافة إلى المطاردات القضائية التى تلاحقه سواء بالنسبة للتهرب الضريبى، أو - وهذا هو الأهم - أحداث اقتحام الكونجرس من أنصاره لتعطيل إعلان فوز بايدن الذى مازال يرفض الاعتراف به حتى الآن!
فى آخر نشاطات ترامب قدم أغنية جديدة أشرف على إنتاجها وشارك فى صنعها لتمجيد واقعة اقتحام الكونجرس!!
الأغنية احتوت على مقاطع يخاطب فيها ترامب المشاهدين، إلى جانب غناء من المتهمين باقتحام الكونجرس الخاضعين للمحاكمة.. والهدف هو إيصال رسالة بأن هؤلاء رجاله، وأنهم كانوا يدافعون عن الحق، وأنه لن يتخلى عنهم، بل سيكرمهم إذا جاء رئيساً!!
أغنية ترامب تواجه باتهامات جديدة بأنه يدعو للعنف طريقاً للحكم، وأنه يدرك جيداً أن هذا هو عقيدة مناصريه الحقيقيين حتى لو أغضب ذلك القيادات التقليدية للحزب الجمهورى التى ترى أنه اختطف الحزب لصالح متطرفين يمثلون خطراً على أمريكا!
ولهذا يخوض ترامب معركة ضد الديموقراطيين وضد خصومه فى الحزب الجمهورى الذين وصفهم فى آخر خطاب له بأنهم «متعصبون وأغبياء فى الحزب الجمهورى الذى يديره وحوش ومدافعون عن العولمة، وأنصار متعصبون لحدود مفتوحة، وأغبياء»!!
وبين القلق فى الحزب الديموقراطى على صحة «بايدن»، والقلق فى الحزب الجمهورى من ديماجوجية ترامب ودفاعه عن العنف واحتمال إدانته فى القضايا التى يواجهها والتى تتراوح بين التهرب الضريبى والاغتصاب والتحريض على اقتحام الكونجرس.. ترتفع أصوات الدعوة لأن تجدد أمريكا نفسها!!
