أيمن فاروق يكتب: قضاء تونس يرفض الإفراج عن «أخطبوط» الإخوان

أيمن فاروق
أيمن فاروق

بقلم: أيمن فاروق

..مؤخرًا رفض القضاء التونسي الإفراج عن نائب رئيس حركة النهضة الإخوانية على العريض المحتجز على ذمة التحقيقات الخاصة بقضية تسفير الإرهابيين، ولكن قبل أن نتطرق إلى أسباب رفض الإفراج عن «العريض»، من هو الإخطبوط الإخواني، الذي يعد أحد أهم قادة الإخوان في تونس، وماهي أشهر الأحكام التي صدرت بحقه، فعقب محاكمة قيادة الحركة منتصف عام 1981 ثم عام 1987 تم الحكم عليه بالإعدام غيابيًا، وإلقاء القبض عليه بعد وصول زين العابدين بن علي الرئيس التونسي الراحل إلى السلطة في بداية نوفمبر عام 1987 ليصدر عليه نفس الحكم بالإعدام، لكن الحكم لم ينفذ ثم صدر عفو بشأنه لاحقا، وتولى بعد ذلك الأمانة العامة لحركة النهضة حتى ألقي عليه القبض في ديسمبر عام 1990، ومثل أمام المحاكمة ضمن قيادات الحركة عام 1992، وحكم عليه بـ15 عاما سجنا قضى منها عشر سنوات في عزلة تامة، وبعد خروجه من السجن عاد إلى الظهور والمشاركة باسم حركته فيما عرف بـ»هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات» التي جمعت الإخوان ويساريين وليبراليين وقوميين، وعقب 2011 وسقوط نظام بن علي، عاد العريض لبث سمومه وينهش في هياكل الدولة، حيث تولى العريض وزارة الداخلية بين أعوام 2011 و2013، ثم رئاسة الوزراء من 2013 إلى 2014، وهي الفترة التي نشطت فيها شبكات التسفير وتنامى فيها عدد الإرهابيين.

مؤخرا مثل العريض أمام القضاء برفقة عبد الكريم العبيدي القيادي بالنهضة في قضية التسفير إلى بؤر الإرهاب، وأمر القاضي المختص بقضايا الإرهاب لدى محكمة الاستئناف في تونس، بمواصلة سجنه ورفض مطلب الإفراج الذي تقدمت به هيئة الدفاع عنه، ووفقًا لتقارير إعلامية وصحفية تونسية أنه بالرجوع إلى أوراق القضية تم تحرير محضر حجز يتعلق بإعداد 245 جواز سفر لتوزيعهم على إرهابيين بقصد السفر إلى سوريا، وكان ذلك بتسهيلات من راشد الغنوشي وحمادي الجبالي رئيس الحكومة السابق، وعلى العريض وتم تسفير 2850 من شباب تونس إلى سوريا للقتال مع تنظيم داعش الإرهابي، كما يشتبه بتورط عدّة قيادات سياسية وأمنية أخرى في تنظيم الإخوان بتونس على رأسهم الغنوشي، والحبيب اللوز بجانب النائب السابق بالبرلمان، ورجل الأعمال محمد فريخة، وقيادات أمنية سابقة، ووثقت لجنة مكافحة الإرهاب في تونس وجود أكثر من 3 آلاف إرهابي تونسي في سوريا وليبيا والعراق حتى عام 2018، عاد منهم قرابة الألف.

ووفقًا لتصريحات إعلامية سابقة، قال عدد من الأمنيين التونسيين إن تنظيم الإخوان لعب دورًا رئيسيًا في تسهيل عبور الإرهابيين عبر مطار قرطاج وصولا إلى بؤر التوتر، إضافة إلى تدريب عدد من الشباب على استعمال الأسلحة في 3 مراكز تابعة لوزارة الداخلية وتمرير حقائب من الأموال، ماحدث من العريض ورفقاء الشر في تنظيم الإخوان بتونس ليس بجديد على الجماعة الإرهابية على مستوى العالم وهذا هو دورهم فهم رعاة الإرهاب والفوضى، وشاهدنا ذلك في مصر وسوريا وليبيا ودول أخرى عقب ما أطلقوا عليه ثورات الربيع العربي والتي  لم تعد يوما ثورات ولا تمت للربيع بشيء فما هي إلا كانت احداث فوضى قفز عليها عليها الإخوان وبعض مريدي ومحبي الفوضى، ورعاة التطرف والإرهاب.
وبالتأكيد سينجح الشعب التونسي وقائدهم الرئيس قيس سعيد في اجتثاث جذور الإرهاب وتخليص بلادهم من الفوضى.