«القانون لا يحمي المغفلين».. تعرض الكثير من محبي الثراء السريع للصدمة بعد ان خسروا أموالهم فى رهان خاسر جديد على منصة وهمية تسمى «هوج بول»، التى قامت بسكب اموالهم على سبيل الاستثمار والارباح المضاعفة، وتفاجأ الكل أنه فخ نصب لهم للنصب عليهم والاستيلاء على مدخراتهم، الأمر الذى جعل البعض يستغيث عن طريق منشور على «السوشيال ميديا» لاستعادة أموالهم أو إنقاذهم من النصب عليهم، لتسرع الأجهزة الأمنية فى القبض على هذا التشكيل العصابى منذ أيام، ولكن الأزمة تكمن فى وجود العديد من منصات التعدين الرقمية، التى تعتمد على تعدين العملات المشفرة.
بداية الفخ
دشنت منصة «هوج بول» حسابا على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك يحمل اسم «منصة Hoogpool للاستثمار والأرباح»، مروجة لأرباح يومية تبدأ من 150 إلى 2000 جنيه مصري، وليس هذا فقط بل فى حال الانضمام والعمل ضمن طاقمها فهناك وظائف براتب شهرى من 3 آلاف إلى 5 آلاف جنيه، مع نشر صور لمبنى مزعوم أنه مقر الشركة الوهمية.. وذلك لكى تؤكد عصابة «هوج بول» أنها محل ثقة وتعطى عملاءها أرباحهم باستمرار، وكان يتم نشر «سكرين شوت» على حساب فيسبوك بتحويلات يومية للعملاء من خلال خدمة إرسال الأموال عبر شركة اتصالات شهيرة.
اقرأ أيضًا | أحد ضحايا «هوج بول»: كنا نتعامل بالدولار ولا علاقة للتطبيق بالعملات المشفرة
ماكينات للتعدين
فقد أوهمت منصة «هوج بول» أنها تمتلك ماكينات للتعدين الخاص بعملات «بيتكوين» الرقمية، التى تدر يوميا فى حالة الاستثمار فيها حوالى 300 جنيه عن طريق الآلات والصناديق، ومقر كبير وهما بأمريكا، ولكى تستفيد من ذلك عليك الدخول على رابط لتسجيل الدخول وتقديم البيانات الشخصية الخاصة بك، ثم تأكيد رقم الهاتف من خلال رسالة كود التحقق، ومن ثم إنشاء المحفظة خاصة بك على موقع المنصة، ليشترك أكثر من ٦٠٠ الف عضو فى المنصة ويخرجون تحويشة العمر من أجل الثراء السريع، وهم فى غفلة لا يعلمون شيئا عن مستريح الإنترنت الجديد.
«أشهر طرق النصب»
الغريب ان دائما ما يظهر هؤلاء النصابون وقت الازمات لاستغلالها وان الناس فى حاجة لادخار
اموالهم والحفاظ على مدخراتهم فيبدأون فى ابتكار أفكار جديدة فى النصب وطرحها فى سوق المال واستغلال عدم وعى بعض الاشخاص لمثل هذه المنصات الوهمية.. قال أحمد معطي، خبير سوق المال، إن أزمة «هوج بول» هى مثال «يجسد أشهر عمليات النصب والاحتيال المالى فى العالم، التى يطلق عليها نظرية (بونزي)، التى تنتشر عادة فى فترات الأزمات الاقتصادية، وتستغل خوف الناس على مدخراتهم، حيث يكون الناس فى حاجة إلى استثمار أموالهم أو على الأقل الحفاظ على مدخراتهم.
قوانين منظمة
وقال معطي، لـ «جريدة الأخبار» إن الاحتيال فى العملات المشفرة يعتمد على ارتفاع سعر عملة بيتكوين، وإقناع المستثمرين بإيداع مبالغ صغيرة فى البداية، ومنحهم إيرادات عالية مقابلها، وعادة ما يقوم هؤلاء المواطنون بعد جنى أول مكاسب لهم بالترويج بأنفسهم لتلك المنصة.
ويضيف خبير سوق المال أن الاحتيال عبر المعدات الافتراضية والعملات المشفرة يعد من كبرى عمليات النصب التى تحدث فى العالم، وحتى الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعانى من هذا الأمر، خاصة أنه لم تصدر قوانين لتنظيم هذه العمليات بعد، وهى تعد من كبرى أسواق النصب التى تعتمد على الترويج لفكرة السوق غير المنظمة والحرية المالية، وعدم الاعتماد على القوانين والبنوك المركزية. وعادة ما ينجذب الناس إلى إغراء الثراء السريع، على الرغم من علمهم بأنها سوق غير قانونية.
