بدون تردد

الموقف الدولى وجرائم إسرائيل «1»

محمد بركات
محمد بركات

ما تقوم به إسرائيل الآن وطوال الأيام والأسابيع الماضية منذ تولى الحكومة المتطرفة الحالية برئاسة «نتنياهو» السلطة هناك، ليست مجرد حالات عنف أو اعتداءات غير مبررة على الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة بصفة عامة ومدينة القدس على وجه الخصوص،...، ولكنها أكثر بشاعة من ذلك بكثير.
حيث إن ما ترتكبه إسرائيل بصفة يومية هى جرائم حرب بشعة، وعمليات قتل ممنهجة ومذابح عرقية متعمدة، تم ويتم الإعداد لها وارتكابها، فى إطار تخطيط إجرامى مسبق ومعلن مع سبق الإصرار والترصد.


وفى إطار هذه الجرائم الإسرائيلية الشرسة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطينى، يقوم المستوطنون وجنود الاحتلال بارتكاب المذابح فى المدن والبلدات الفلسطينية بالضفة، وفى  هذا الإطار ارتكبوا مذبحتهم فى بلدة حوارة جنوب نابلس، وقاموا بحرق وهدم المنازل، ورافق ذلك التصريحات الإجرامية التحريضية لوزير المالية المتطرف والعنصرى «بتسلئيل سموتريتش» الذى دعا فيها إلى محو بلدة «حوارة» من الوجود.
وعلى الرغم من إدانة العالم كله واستنكاره للتصريحات الإجرامية والعنصرية للوزير الإسرائيلى المتطرف، ومطالبته بوقف هذه الممارسات والاعتداءات وكل العمليات الإجرامية ضد الفلسطينيين وكذلك التوقف عن هذه التصريحات البشعة باعتبارها تحريضا خطيرا وغير مقبول على العنف، يتنافى مع كل القوانين والقيم الدولية والإنسانية.
إلا أن إسرائيل لم تلتفت إلى ذلك ولم ترتدع أيضا، ومازالت تمارس جرائمها وعدوانها ضد الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة فى القدس وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية.


والحقيقة والواقع الدولى والإقليمى يؤكدان بما لا يدع مجالا للشك، أن إسرائيل مستمرة فى عدم الالتفات إلى الإدانات الدولية وعدم الاهتمام بالرفض والاستنكار الإقليمى والدولى لممارستها الإرهابية وعملياتها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، طالما لم يتخذ العالم بصفة عامة والدول والقوى الكبرى على وجه الخصوص، موقفا واضحا وإجراءات دولية قوية ضدها، وطالما وقف العالم عاجزا كالعادة عن إجبارها على التوجه للسلام وإنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه فى الاستقلال والعيش فى أمن وسلام فى دولته المستقلة فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية.
«وللحديث بقية»