السودان هو العمق الاستراتيجى لمصر فى القارة الأفريقية

وزير الثروة الحيوانية بالسودان لـ«الأخبار»: العلاقات السودانية المصرية من أميز علاقات الجوار| حوار

حافظ عبد النبى وزير الثروة الحيوانية فى حواره مع «الأخبار»
حافظ عبد النبى وزير الثروة الحيوانية فى حواره مع «الأخبار»

140 مليون رأس الثروة الحيوانية فى السودان

لدينا استراتيجية قومية للسيطرة على مرض الحمى القلاعية

قريبًا.. بورصة للحوم  لضبط الســوق
لا توجد أزمة لحوم بين البلدين وملتزمون بتنفيذ كل الاتفاقيات 

أكد حافظ عبد النبى وزير الثروة الحيوانية فى السودان، أن العلاقات السودانية المصرية من أميز علاقات الجوار بين دولتين يكسوها الاحترام المتبادل حكومة وشعبًا ، مشيرًا فى حديث خاص لـ « الأخبار» إلى أن السودان هو العمق الاستراتيجى لمصر فى القارة الإفريقية بجانب رؤية السودان لمصر باعتبارها بوابة القارة الإفريقية لأوروبا مؤكدًا وجود تعاون وثيق بين الدولتين وخاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية وزيادة التبادل التجارى خلال المرحلة المقبلة تامشيًا مع التوجهات الرئاسية فى كلا البلدين على تعميق أواصر التعاون المشترك وتوطيد أفق العلاقات الثنائية على كل الأصعدة وخاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية والسمكية بين مصر والسودان، وكشف وزير الثروة الحيوانية أن السودان بما لديه من ثروة حيوانية يعد السادس على مستوى العالم بتعداد يتجاوز 140 مليون رأس فثروته الحيوانية تساهم بـ 20 % من الدخل القومى للبلاد من العملة الصعبة، ونفى حافظ عبد النبى وزير الثروة الحيوانية وجود أزمة لحوم بين السودان ومصر أو أزمة معابر حدودية بين الجانبين، مؤكدًا أن السودان ملتزم بكل الاتفاقيات الموقعة مع الشقيقة مصر فى مسألة تصدير اللحوم وفق الاشتراطات الدولية المعمول بها.
 

ماذا عن عائدات تصدير الثروة الحيوانية فى السودان ؟

تشكل عائدات الثروة الحيوانية محورًا مهمًا فى اقتصاد السودان حيث تعتبر الثروة الحيوانية بجانب الثروة المعدنية اللتين يتمتع بهما السودان باعتبارهما جناحى العائدات للصادرات غير البترولية مما استدعى الدولة إفراز الحيز الكافى من الاهتمام بهما والعمل على تنميتهما وتطويرهما بل أن تشكل الثروة الحيوانية نسبة 20٪ من الدخل القومى من العملات الصعبة وتعد أحد أهم دعائم الاقتصاد الوطنى ونعمل جاهدين وفق خطط الوزارة التى تستهدف توفير الأمن الغذائى للمواطن ومحاربة الغلاء.

ما هو حجم الاستثمار فى الثروة الحيوانية فى السودان ؟

وتتنوع الاستثمارات فى الثروة الحيوانية حيث يعتبر قطاع الثروة الحيوانية فى السودان متعدد المجالات والاستخدامات بجانب التنوع الطبيعى الماشية حيث ترتفع معدلات الاستثمار فى الحيوانات الحية واللحوم بجانب التقدم المتنامى لتصنيع المنتجات الحيوانية والجلود والدواجن والدولة وتتجه الآن إلى التقليل من تصدير اللحوم الحية ونعتمد استرتيجية جديدة تقوم على عمل قيمة مضافة من خلال تصدير اللحوم المبردة والاستفادة من القيمة المضافة الممثلة فى الجلد والعظم، والسودان يحتل المرتبة السادسة فى العالم من حيث تعداد الثروة الحيوانية بتعداد يتجاوز 140 ملايين رأس بالبلاد.

هل يوجد لدى السودان بورصة للحوم ؟

لاولكن الأمر مطروح وبقوة وجار العمل والترتيب لإنشاء بورصة للحوم من أجل ضبط السوق.

ماذا عن العلاقات المصرية السودانية ؟

العلاقات السودانية المصرية من أميز علاقات الجوار بين دولتين يكسوها الاحترام المتبادل حكومة وشعبًا، حيث يعتبر السودان هو العمق الاستراتيجى لمصر فى القارة الأفريقية بجانب رؤية السودان لمصر بوابة القارة الإفريقية لأوربا ويعكس ذلك التواجد الكبير لمواطنى كل دولة فى الدولة الأخرى.

وأكدت خلال زيارتى إلى مصر مؤخرًا على عمق العلاقات بين البلدين ومدى توافق القيادة السياسية فى البلدين على توطيدها وتعميقها إلى أبعد الحدود من أجل مصلحة شعبى وادى النيل.

ماذا عن التجارة بين مصر والسودان وخاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية ؟

التجارة فى الثروة الحيوانية بين مصر والسودان موجودة منذ القدم حيث تعمل كثير من الشركات على تصدير الماشية الحية من السودان لمصر وازدهرت فى السنوات الأخيرة بوجود الطلب العالى للجهات المستوردة فى مصر.

وكما هناك تعاون مشترك فى هذا القطاع بشكل خاص بخلاف تبادل الخبرات فى مجال التدريب والمعامل البيطرية والوقوف على تجربة الاستزراع السمكى والطفرة التى حققتها  مصر فى مجال الثروة الداجنة والتلقيح الاصطناعى وتحسين السلالات والأمصال واللقاحات والاستفادة من الخبرة المصرية فى هذا المجال، كما هناك اتفاقات مع الجانب المصرى على إنشاء مزرعة إنتاج حيواني، بالإضافة إلى مزرعة إنتاج نباتى بالسودان.

هل لدينا أزمة لحوم بين مصر والسودان ؟

لا توجد أزمة لحوم بين السودان ومصر، والسودان ملتزم بكل الاتفاقيات الموقعة مع مصر فى مسألة تصدير اللحوم وفق الاشتراطات الدولية المعمول بها .

ماهى معوقات تصدير اللحوم السودانية إلى مصر ؟

لا توجد معوقات فى تصدير الثروة الحيوانية إلى أى دولة بل هنالك دعومات فنية وتشجيع من قبل حكومة السودان للاستثمار فى هذا المجال.

ما هى حجم التجارة السودانية مع الدول العربية فيما يتعلق بالثروة الحيوانية ؟

يعتبر السودان قبلة للمستوردين من الدول العربية بسبب جودة الماشية السودانية من حيث توفر المراعى الطبيعية وشهدت الفترة الماضية توقيع عدد كبير من الاتفاقيات مع دول عربية شقيقة فيما يخص الاستيراد الخاص بالثروة الحيوانية لتلك الدولة بينها مصر والسعودية والإمارات وسلطنة عمان، وهنالك لجان فنية متخصصة تعمل على تسهيل العمل وازالة المعوقات اولا بأول فيما يتعلق بمسألة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الأشقاء من الدول العربية بشأن تصدير اللحوم إليها.

ما حجم الثروة الحيوانية فى السودان وما هى تنوعها ؟

تقدر الثروة الحيوانية بالسودان بأكثر من ١٤٠ مليون رأس موزعة على أنواع مختلفة بين الحيوانات كالأبقار والضأن والماعز وعدد كبير من الحيوانات البرية فى المحميات المختلفة بالسودان.

ما هى مقومات الثروة الحيوانية فى السودان  ؟

ترتكز الثروة الحيوانية بالسودان على إرث تاريخى منذ بداية الخدمات البيطرية بالسودان فى العام 1898 وتعتبر جودة الخدمات المقدمة فى برامج صحة الحيوان والسيطرة على الأمراض الوبائية العابرة للحدود هى الأساس فى مقومات نجاح البرامج  والوزارة تعمل جاهدة على تطوير قطاع الانتاج الحيوانى بكل مقوماته وجئت لوزارة الثروة الحيوانية لأجل إنسان السودان ونسير بخطى ثابتة لأجل النهوض بقطاع الثروة الحيوانية.

القطاع الحيوانى من أهم مكونات الصادرات التى تُساهم بصورة كبيرة فى دعم الاقتصاد الوطنى السودانى ما رأيكم ؟

تعتبر الثروة الحيوانية من أهم مكونات الصادرات السودانية غير البترولية ومرتكزًا اساسيًا فى دعم الاقتصاد الوطنى عبر صادرات الحيوانات الحية واللحوم.

ما هى التحديات التى تواجه وزارة الثروة الحيوانية فى السودان ؟

تتمثل أبرز التحديات التى تواجه قطاع الثروة الحيوانية فى البنيات التحتية حيث تشكل تدنى البنية التحتية تحديًا كبيرًا ومشكلة أساسية وتعمل الدولة جاهدة على تطويرها بما يتماشى مع المواصفات العالمية بالإضافة للمساحة الكبيرة والحدود المفتوحة مع دول الجوار.

وبخلاف عدم وجود إحصاء حقيقى لحجم الثروة الحيوانية، وفى الآونة الأخيرة تم الحصول على تمويل ومبادرة من مجلس الوزراء لإحصاء القطاع لمعرفة الحجم الحقيقى حتى نستطيع تقديم الخدمة المطلوبة وتنفيذ البرامج بشكل مطلوب.. بخلاف أيضًا مشكلة عدم توافر محاجر متعددة تتطابق مع المواصفات العالمية والتى تعتبر العمود الفقرى للثروة الحيوانية، ولدينا محجران فقط ، واحد منهما يتبع للقطاع الخاص تم افتتاحه قريبًا فى منطقة بارا بولاية شمال كردفان، بخلاف وجود محاجر مطابقة للمواصفات لكن لم تدخل الخدمة بعد، كما يعد عدم وجود معامل حديثة فى السودان تحديًا كبيرًا يمثل مرجعًا للثروة الحيوانية، ومعمل سوبا هو المعمل الوحيد فى البلاد تم تأسيسه عام ١٩٧٢ حتى الآن لم يحدث له تطوير، والمحرقة الموجودة فيه كجانب أساسى فى أى معمل للتخلص من النافق خرجت من الخدمة قبل 30 عامًا.. ونعمل حاليًا على  تطوير المحاجر والمسالخ، وشرعنا فى مسألة الشراكات مع القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب فى تأهيل وتطوير المحاجر والمسالخ بمواصفات عالمية، طرحنا مجموعة دراسات وهى جاهزة لإنشاء خمسة مسالخ ونركز على مناطق الإنتاج.

ماهى ملابسات توليك مسئولية وزارة الثروة الحيوانية ؟

تولى وزارة الثروة الحيوانية هو أحد استحقاقات اتفاقية جوبا لسلام السودان عبر إشراك المكونات الموقعة فى المناصب الدستورية على المستويين المركزى والولائى .. وجئت للوزارة لأننى من وزراء السلام.

وبالتالى هى جزء من استحقاق اتفاق جوبا، صحيح وزراء السلام موجودون فى أكثر من وزارة، إلا أننى جئت الى الثروة الحيوانية برغبتي، أنا راعٍ وابن راعٍ، تربّيت فى بيئة مليئة بالثروة الحيوانية، وأفهم فى القطاع الحيوانى حتى أمراض الحيوان.

ولكن فى نظرى لم يلق هذا القطاع الاهتمام المطلوب فى الوقت السابق ، فهو قطاع يعود على الدولة بدخل كبير يساهم فى الإنتاج والدخل القومى كما ذكرت من قبل.

ما هى العقبات التى واجهتك عند تولى مسئولية وزارة الثروة الحيوانية؟

تمثلت العقبات التى واجهتنى عند تولى الوزارة فى ضعف البنيات التحتية وضعف الاستثمار فى القطاع لعدم وجود خارطة استثمارية بالإضافة للهجرة الكوادر المدربة فى القطاع العام وضعف التنسيق بين الجهات ذات الصلة بعمل الوزارة.

كيف يمكن التغلب على تلك العقبات ؟

تغلبنا على تلك الصعوبات عبر وضع خطط مرحلية لتطوير القطاع والاهتمام بتدريب الكوادر العاملة وتوفير أدوات العمل بالإضافة لاحكام حلقات التنسيق بين كل المكونات وشركاء العمل وأيضًا الانفتاح على العالم الخارجى وتقديم الثروة الحيوانية بالصورة المحفزة للاستثمار والطلب عليها.

الثروة الحيوانية فى السودان مهددة بالانقراض بسبب كثرة الأمراض فى الحيوان ما حقيقة ذلك ؟

لا توجد دولة فى العالم تخلو من الأمراض ولكن المحك هو أن يكون لديك مقدرة فى التعامل والسيطرة على الأمراض وبحمد الله هناك إدارات متخصصة فى صحة الحيوان ومكافحة الأمراض تقوم بدورها على مستوى القطر.

هل هناك أنظمة مراقبة لأمراض الحيوان ؟

نعم هناك نظام للرصد الوبائى على مستوى المحليات بجميع ولايات السودان وعبره يتم التبليغ عن أى حالات مرضية ويتم التعامل معها بالسرعة المطلوبة .

هل لدى السودان سجل صحى كامل بالثروة الحيوانية ؟

نعم هناك سجلات وتقارير دورية شهرية عن الحالة العامة لصحة الحيوان بكل ولايات السودان عبر نظام دقيق يبدأ بجمع المعلومات وتحويلها واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أى متغيرات.

ماذا عن حمى الوادى المتصدع التى تصيب الحيوان ؟

السودان بحكم الموقع الجغرافى يقع فى الحزام الوبائى المعرض للإصابة بمرض حمى الوادى المتصدع ولكن يتم التعامل مع الحالات التى تظهر بالسرعة المطلوبة حيث توجد استراتيجية قومية للسيطرة على المرض يتم تنفيذها على مستوى الولايات.

هل توجد منظومة إدارية مسئولة عن تصدير اللحوم للخارج ؟

نعم هناك إدارة متخصصة فى تسيير شؤون الصادر والإجراءات المتعلقة به من حجر بيطرى وتطعيم ومراقبة وصولا لمرحلة التصدير.

لكن واجه قطاع الثروة الحيوانية أزمات عدة أهمها رفض بعض صادرات اللحوم الحية فى بعض الأحيان ؟

نعم أعترف بذلك ، وأقول لك بعد قدومى للوزارة قلّ استرجاع البواخر التى تحمل رؤوس الماشية إلى الخارج والتى أثّرت على سمعة الدولة، وللأسف كانت تسترجع لأسباب صحية، ولكن الحمد لله بعد الإجراءات الإدارية والفنية، وتكوين لجان تحقيق ومحاسبة، استطعنا القضاء عليها، الآن ليست لدينا باخرة رجعت بسبب حمى الوادى المتصدع، ورفعنا نسبة المناعة إلى 100%.

هل أثرت الظروف السياسية والاقتصادية التى تمر بها السودان على الثروة الحيوانية والتصدير ؟

بكل تأكيد الظروف السياسية والاقتصادية أثرت بشكل كبير على التقدم المحرز فى قطاع الثروة الحيوانية ولكن بعودة الأوضاع واستقرارها ستعود الثروة الحيوانية إلى سابق عهدها.

كانت لكم وجهات نظر حول إضافة قيمة مضافة للحوم قبل تصديرها ؟

وبكل تأكيد إضافة القيمة المضافة للحوم المصدر تمنح البلاد فرصة أكبر فى الاستفادة من العملية التصديرية وتحقق عائد أكبر للبلاد.

ما هى خطط تطوير قطاع الثروة الحيوانية فى السودان ؟

وتتمثل الخطة المستقبلية للوزارة فى إكمال البرنامج الموضوع نحو تطوير القطاع ومواكبة العالمية خاصة فيما يلى اللوائح والقوانين والاشتراطات الخاصة بالدول المستوردة وإكمال تأهيل البنيات التحتية وإضافة منتجات الحيوانية لقائمة الصادرات.

هل هناك أزمة على المعابر بين مصر والسودان تعوق تصدير اللحوم ؟

لا توجد أزمة فى المعابر بين مصر والسودان بل جار تطوير تلك المعابر لتتناسب مع حجم التجارة المتبادلة بين دولتى شعبى وادى النيل ومن مصلحة الدولتين أن تكون المعابر بينهما مفتوحة 24 ساعة هناك بالفعل تبادل تجارى على مدار الساعة وأيضاً رحلات مدنية متواصلة على كل المعابر الحدودية .

هل هناك تعاون بين وزارة الثروة الحيوانية فى السودان ووزارة الزراعة فى مصر  ؟

نعم هناك تعاون وثيق وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات خلال الفترة السابقة وهناك العديد من برامج التدريب المشتركة والتعاون البناء بين وزارة الثروة الحيوانية لدينا ووزارة الزراعة فى مصر على تكثيف اللقاءات خلال المرحلة المقبلة تامشياً مع التوجهات الرئاسية فى كلا البلدين على تعميق أواصر التعاون المشترك وتوطيد أفق العلاقات الثنائية على كل الأصعدة وخاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية والسمكية بين مصر والسودان .

يعتمد الاقتصاد السودانى بشكل كبير على الثروة الحيوانية كيف ذلك ؟

يعتبر صادر الثروة الحيوانية مرتكزًا أساسيًا للاقتصاد من خلال تقديم مساهمة كبيرة بعائدات الصادر ونتطلع خلال المرحلة المقبلة إلى زيادة هذا العائد.

ما هو دعم الوزارة للمصدرين والمربين فى مجال الثروة الحيوانية ؟

تدعم الوزارة المربين والمصدرين باعتبارهم جزءًا من منظومة القطاع وأحد مكوناته وشركاء فى العمل عبر تقديم كل ما يلزم لهم من رعاية بيطرية وتطعيم وتوعية وإرشاد، كما  تتبنى الوزارة خطة إسعافية عاجلة لحل كل المشاكل التى تواجه المنتجين والمربين والمصدرين.

اقرأ ايضاً | وزيرة الاستثمار بالسودان: الإرادة السياسية بين قادتنا ساهمت فى متانة العلاقات| حوار

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

2023-3-4