ضحية زوج ابنتها: «لفقلي قضية وهو اللي اتحبس»

مراسلة «أخبار الحوادث» مع الضحية
مراسلة «أخبار الحوادث» مع الضحية

القليوبية: آلاء البري

غاب ضميره وقاده الشيطان، للتفكير في كيفية التخلص من «حماته»، التي حملت هموم أبنائه بعد وفاة زوجته، والتي تولت حضانتهم وفقًا للقانون، فاستعان بمحامٍ معدوم الضمير لـ«تلفيق» قضية لوالدة زوجته، حتى يتمكن من إسقاط حضانتها واستعادة أولاده.

ولرصد ومعرفة تفاصيل الواقعة، انتقلت محررة أخبار الحوادث لمقابلة ابن الضحية "أحمد .ح" لكشف تفاصيل ما حدث لوالدته المجني عليها "ر.م" لنفهم بوضوح كل تفاصيل تلك القضية، وكيف علم بأمرها؟!،ايضًا التقينا بالأم لتصف لنا مشاعرها وكيف انقلبت من الخوف الى الأمان بعدما حصلت على البراءة.

بدأ الابن حديثه بمفاجأة قائلًا: السبب في كل ما أصابني أنا ووالدتي هو زوج شقيقتي المتوفاة، مددنا إليه أيدينا بالمساعدة، ليزج بوالدتي في السجن وأيضا إيذائي، ليصمت برهة قبل ان يكمل حديثه قائلا: اي محامي منعدم الضمير يقوم بتزوير إيصال أمانة يكون هدفه الأساسي، إما التنكيل بالشخص او إسقاط الحضانة، أو الاستيلاء على العقارات المتنازع عليها أو التي لم يظهر لها مالك ولكن هذا الهدف ليس منتشرًا بكثرة كالهدفين السابقين، فما قصده زوج شقيقتي المتوفاة هو إسقاط حضانة أمي لابنته.

وأضاف أن الأمر بدأ بمحض الصدفة فهذا المحامي المفصول منعدم الضمير اتفق مع زوج شقيقتي المتوفاة المدعو(م.ع) لتزوير إيصالات أمانة وقام بعمل محاضر بتلك الايصالات في كل من أقسام الشرطة التالية، شبرا الخيمة والدقي والجيزة وطنطا، ليبدأ بعدها بإطلاق حيله الشيطانية بانتحال صفة محامي شريف (ع.س) باستعمال الكارنيه الخاص به ووضع المتهم (م.ح) عليه صورته الشخصية مستخدمًا بعدها توكيل صحيح سرقه من مكتب المحامي الشريف للسيدة (م.م) ورفع الدعوى باسمها مدعيًا وكالته عن المبلغة، بهدف استصدار حكم حضوري على والدتي السيدة(ر.م) وحتى يكون الحكم حضوريًا قام بحيلة أخرى قذرة حين انتحل صفة وكيل والدتي السيدة (ر.م) علمًا بأنه سبق وانتحل صفة وكيل السيدة(م.م) واستخدم توكيلا مزورًا ثالثا ورفع دعوى استئناف لوالدتي.

وأكمل، بالطبع لم يحضر أحد ليصدر ضدها حكم بسقوط الاستئناف، كما خطط المتهم لحيلة قذرة أخرى باستغلال اسم أحد المحامين الصغار ويدعى (ط.ا) وزور توكيلا آخر باسمه منسوبا لوالدتي بزعم حضوره المعارضة الاستئنافية، وأيضا لعدم علمنا بالأمر لم يحضر أحد المعارضة الاستئنافية؛ ليتم صدور حكم نهائي واجب النفاذ بالسجن ثلاث سنوات ضد أمي، ولأن زوج شقيقتي يعلم جيدا من أكون وأيضا يعلم أنه إذا رفع دعوى قضائية ضد والدتي لإسقاط الحضانة بموجب الحكم الصادر ضدها سأتصدى له بكل ما أُتيت من قوة، لذلك اتفق مع المحامي الفاسد المفصول (م.ح) لرفع دعوى قضائية ضدي أنا أيضا، فلم يقف عند هذا الحد بل تمادى وتفنن في طرق يؤذيني بها أنا ووالدتي، وقام بتزوير إيصالات أمانة ضدي انا أيضا ورفع دعوى قضائية ضدي يتهمني فيها بعدم سداد قيمه تلك الإيصالات، حتى وصلني إخطار بتلك الدعوى وقتها لم أفهم شيئًا، ولكن خبرتى القانونية كانت عاملا مهما في إيقاع المتهمين المحامي وزوج شقيقتي وإيذاقهم من نفس الكأس فأنا ظللت أبحث عن المعلومات الخاصة بتلك الدعاوى القانونية المرفوعة ضدي وفي ظل ذلك اكتشفت الطامة الكبرى، فوالدتي قد صدر ضدها حكم نهائي في قضية مشابهة وفي ذلك الوقت لم أدر ماذا أفعل فوالدتي إذا تم إلقاء القبض عليها ستعاني معاناة شديدة ولن أتمكن من إخراجها بكفالة فالحكم ضدها نهائي، لذلك بدأت أسرع في اتخاذ خطواتي القانونية؛ فبعد بحث طويل توصلت للسيدة (م.م) صاحبة الدعوى المرفوعة ضد والدتي وبعدما التقيت بها فاجأتني بأنها لا تعلم شيئًا عن تلك الدعوى أو والدتي وأنها لم توكل أحدًا لرفع تلك الدعوى، وأبدت استعدادها الكامل للانضمام إلى والدتى في بلاغ التزوير لإصابتها بأضرارأيضا، وأبدت استعدادها الكامل للتصالح مع والدتي.

هنا مسكت بيدي بداية الخيط، بعدها على الفور ذهبت إلى المحامي (ع.س)الموجود اسمه على عريضة الدعوى؛ ليفجر هو الآخرمفاجأة كبيرة عندما أخبرني أنه لا يعلم عن أمر تلك الدعوى شيئًا ولم يوكله أحد لرفعها، وأنه قد واجهه العديد من المشكلات من تلك النوعية من القضايا من قبل شخص مجهول ينتحل شخصيته ويرتكب باسمه تلك الجرائم، وابدى استعداده هو الآخر للاعتراف بذلك، فبدأ أمامي لغز جديد ففي هذه اللحظة أدركت أنني أتعامل مع شيطان في صورة إنسان، وأنه ليس من السهل الإيقاع به ولكن من حسن حظي وقعت بيدي معلومة مهمة؛ فهذا المتهم (م.ح) رفع دعوى ضد سيده تدعى (ج.م) وكله فيها زوجها لسلبها جميع حقوقه بعد أن تم الطلاق بينهما، وبالفعل صدرت ضدها حكم وتم حبسها لمدة شهر ونصف بعدها تمكنت من أن أصل إليها وبالفعل بالتنسيق معها تمكنا من الإيقاع به وتم ضبطه متلبسا باستعمال توكيل مزور داخل قسم امبابة، لكنه استطاع الخروج بحيلة قانونية، الى أن تم ضبطه متلبسًا في قسم روض الفرج.

واعترف أن موكله زوج شقيقتي المتوفاه (م.ع) هو من حرضه على القيام بتلك الأفعال من تزوير وانتحال الصفة واستعمال محررات مزورة بغرض اسقاط الحضانة عن والدتي، الصدمة الكبيرة عندما رأيت المتهم المدعو (م.ح)؛ فهو رجل مسن قد بلغ عامه 72 وكان قد تم ضبطه متلبسًا في قضية مشابهة في العام 1997 وتم الحكم عليه في جنحة تزوير، وأيضا تم القبض عليه عام 2003 في قضيه تزوير، وأنه محامي مفصول من النقابة بسبب أفعاله السيئة،لم اترك حقي وحق والدتي يضيع أصريت على مقاضاة المتهمين وبالفعل صدر حكم ضد المتهم (م.ح) بالسجن ثلاث سنوات من جنايات شبرا الخيمة، بالإضافة إلى حكم صادر ضده بـ خمس سنوات من محكمة جنايات طنطا، وسبع سنوات سجنًا من محكمة جنايات الجيزة، وأنا مستمر في مقاضاته حتى أرد حقي وحق والدتي وأن أكفي الناس شره.

سألته عن شعوره عندما علم بتلك القضايا التي لم تخطر على باله يومًا؟!، أجاب قائلا: هي بلا شك أبشع وأقسى التجارب التي مررت بها فهي أخذت أكثر من خمس سنوات من عمري، وأيضا كبدتني معاناة جسدية ونفسية كبيرة، فأنا كنت خائف من أن يتم في أي لحظة القبض على والدتي المسنة أو القبض عليّ، كنت خائفا إذا مررت بكمين أن يكون في انتظاري حكم غيابي قد صدر ضدي وأنا لا  أعلم عنه شيئا وقد وصل بي الأمر إلى حد مخيف حتى أنني اعتذرت عن سفرية عمل لدولة ألمانيا، وذلك  خوفا من أن يتم القبض عليّ في المطار لصدور حكم ضدي، فهذه مأساة عشتها واستنزفت مني ما استنزفت من وقت وجهد وأيضا لم أكن أتخيل أن زوج شقيقتي المتوفاة والذي مددنا له يد المساعدة في عمله وحياته وأحسنا إليه أن يكون هو المحرض الرئيسي وراء تلك الأحداث المريرة التي عشتها أنا ووالدتي، وأنه هو من حاول جاهدًا أن يحبس والدتي، وللحق هذه تجربه مؤلمة مررت بها وأثرت في حياتي وأتمنى ألا أعيش تجربه مثلها مرة أخرى.

نكران جميل
لنكمل القصة مع والدته المجني عليها السيدة(ر.م) ونسألها عن تلك التجربة الأليمة لتدمع عيناها امامنا وبصوت هادئ يقطعها دمعات تمسحها من عينيها وتقول:نعم عشت أيامًا عصيبة بلغت من صعوبتها الحد الذي لا يمكن لأي شخص أن يتحمله، فأنا منذ أن سمعت من ابني أمر الحكم الصادر ضدي بالحبس ثلاث سنوات، وأنه من الممكن أن يتم إلقاء القبض عليّ في أي وقت وأنا اشعر وكأني أعيش داخل فقاعة كبيرة من التوتر والخوف والقلق، ويعلم الله جيدًا أن تلك الأزمة التي مررت بها أكبر أزمة قد تعرضت لها في حياتي فكنت كلما سمعت شخصًا يتحدث بجانب منزلي أشعر برعب كبير ظنًا أن يكونوا من رجال الشرطة بل وصل بي الامر الحد الذي إذا سمعت خطوات تصعد درجات السلم اختبأ في غرفتي، وأظل أرتل القرآن، واتذكر ذات يوم سمعت مشاجرة بين بعض الجيران في شارعنا فقمت من نومي مفزوعة وخائفة، فعقلي من شدة الخوف قد صور لي أنهممن مباحث تنفيذ الاحكام جاءت لتلقي القبض عليّ، خمس سنوات من الرعب والخوف عشتها وكنت نادرًا ما أغادر منزلي، فتلك القضية حرمتني حتى من أن أذهب إلى الحج أو العمرة بسبب ذلك الحكم الصادر ضدي، ولكن ستر الله لا حدود له فهو يعلم أنني مظلومة لذلك نجاني بفضله من تلك المصيبة التي وقعت بي، ولكن هناك مصيبة أكبر من تلك القضية وهي حرماني من رؤية حفيدتي وابنة نجلتي الوحيدة وهي آخر شيء تركته لي في الدنيا بعدما رحلت؛ فوالدها منعني من رؤيتها كل تلك السنوات فهي الآن لا تعرف أي شيء عني ولا حتى من أكون ولا أعلم أنا أيضا عنها شيئا منذ وفاة ابنتي، لماذا فعل بي هذا فأنا أحببته وعاملته كأنه أحد أبنائي، أعطيته شقة في المنزل الذي أسكن به ليعيش فيها برفقة ابنتي وساعدته في عمله لكنه واجه كل هذا بنكران وجحود ولا أعلم لماذا، فمنذ وفاة نجلتي وبدأت تخرج منه تصرفات غير متوقعة، أخذ العفش من الشقة بدون علم أحد بل واستولى على الشقة التي اشتريتها لابنتي كي لا تبعد عني بعد الزواج بعدما أقنعها بالتنازل عن جميع مستحقاتها وأيضا تسجيل الشقة باسمه،كل ذلك لم يهمني في شيء فأنا همي الوحيد حفيدتي والتي حرمني منها كل تلك السنين.

لتصمت الأم فجأة بعدما سالت دموعها وبصوت خافت أكملت حديثها قائلة:لقد حاول جاهدا أن يلقي بي في السجن وذلك من أجل اسقاط حضانة حفيدتي لماذا؟!،فأنا لم أنو يومًا أن أحرمه من ابنته، فكنت أسمح له بزيارتها وقتما يشاء حتى لو أراد أن يأخذها هو لتعيش برفقته كنت سأوافق بشرط أن يجعلني أراها على الأقل كل أسبوع مرتين؛ فبعد أن رفع تلك القضايا وصدور الحكم بالحبس ضدي أقام دعوة قضائية لكي يسقط الحضانة باعتباري حسب ادعائه خائنة للشرف والأمانة، وبالفعل سقطت الحضانة عني ومنذ ذلك اليوم لم أر حفيدتي ولا حتى صدفة، فقد طلب نقله من عمله وقام بتغيير محل إقامته وغير مدرسة حفيدتي كي لا اعرف الوصول إليه، والآن اسأله،ماذا استفدت من تلك الأفعال؟!، فهو خسر وظيفته وقد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وخسر ابنته عندما تكبر وتعلم جريمته، ماذا استفاد مما فعله بي وبنجلي غير انهيار حياته فهو مثل النار التي تأكل نفسها إذا لم تجد ما تأكله، واخيرًا المؤلم هو ما قاله لي:»سامحيني وخليهم يخرجوني أنا كنت في غفلة ومكنتش عارف أنا بعمل إيه»،لكنها نهاية عمله السيئ الذي قاد به إلى خلف القضبان.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٢/٣/٢٠٢٣

اقرأ أيضا | ضحايا البلوجر هدير عاطف يكشفون وقائع مثيرة في القضية