قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: فيها حاجة حلوة

هشام عطية
هشام عطية

العالم يئن من حرب لا يبدو نهاية لها فى الأفق القريب، كل يوم تتسع رقعة الأزمات، شح وغلاء يهددان البشرية بالفناء، الأرض نضبت وشاخت وتوقف عطاؤها بعد أن خصبتها الحرب الأوكرانية الروسية بالدم والنار.

نصيبنا نحن المصريين من هذه المحنة العالمية كان كبيرا فنحن لم يصيبنا داء الغلاء فقط كما أصاب العالم كله من حولنا، ولكن حل علينا وباء الجشع الذى استوطن نفوس بعض التجار الذين لديهم عزيزة الكسب الحرام متقدة، لا يخضعهم دين ولا يلجمهم قانون، النهب طبيعة أصيلة فى نفوسهم شديدة الشراهة لكل ما هو حرام.

رغم حبال الازمة التى تلتف حول رقاب الجميع ومكابدات المصريين مع الأسعار المنفلتة وتجار انتزعت من قلوبهم الرحمة ووضعت مكانها الطمع تتجلى مصر السمحة والتى أهلها فى رباط إلى يوم يبعثون، تظل دائما رغم الشقاء والمعاناة «فيها حاجة حلوة» تبرز فى تكاتف شعبها وتلاحمهم فى الأزمات والملمات.

من أجدر وأنفع المبادرات التى شاهدتها مؤخرا مبادرة لمطعم شهير جدا يقوم بإعادة تجهيز فائض الواجبات التى يتركها الزبائن ثم يبعها للمحتاجين بسعر رمزى لدرء شبح الجوع والحاجة عنهم حفاظا على كرامتهم لو سارت كل مطاعمنا وبيوتنا على هذا النهج لن يبقى على هذه الأرض جائع أو محتاج.

هل تصدقون أننا فى وسط هذه الفاقة والعوز نهدر ما يزيد على ٩ملايين طن من الطعام سنويا حسب الإحصائيات الرسمية لو أحسن استغلالها لوفرنا مليارات الدولارات التى نحرقها فى استيراد طعامنا، ولتعافينا من أمراض اجتماعية بدأت تتفشى مثل انتشار السرقات والتبغاض والحسد وقانا الله شرورها.

أحلم بأن يكفل الاغنياء الفقراء وأن يتاجروا مع الله تجارة لا تبور حتى نعبر هذه الأزمة والتى سنعبرها بألطاف الله وشهامة وجدعنة المصريين.