تاريخ ظهور «القهوة» وانتشارها وتحريمها 

صورة ارشيفية ..القهوة
صورة ارشيفية ..القهوة


قيل عن "القهوة"، إن شربتها على جوع فخير زاد، وإن شربتها على شبع فخير مهضم، وإن شربتها على ضيق فخير صديق، وإن شربتها على فرح زادتك سعادة، إنها ليست مجرد مشروب نحتسيه في أى وقت، إنما هي قصة عشق لمحبيها، ومشروب له مكانة اجتماعية وسياسية وثقافية وفنية.


وتعتبر القهوة واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في العالم، ويوصف بأنه المشروبُ المُخمر من البذورِ التي يتم تحميصها، ومن ثم طحنها وتحويلها إلى مسحوق، وهو مشروب استوائي من أصول أفريقية، وتَرجع شعبية هذا المشروب إلى مفعوله وتأثيره في تنشيطِ الجسم، وذلك بسبب وجود مادة الكافيين فيه.


وقصة القهوة تعود إلى ماقبل مئات السنوات، فكانت مجرد شجرة تنمو في اليمن وأثيوبيا، إلى أن التفت لها الفقيه الصوفي على بن عمر الشاذلي عام 1409 م، وقام بغلي حبوبها وشربها، فشعر حينها بقدرة مختلفة وعالية على التركيز والإنتباه، وانتشر بعدها هذا المشروب فى البلاد بعدما أشار على مريديه بها.


وبعد ذلك خرجت فتوى بتحريمها لكونها "تقهى" الناس عن الطعام أى تمنعهم من الأكل بعد شربها وأنها تنبه الإنسان على غير ما اعتاد عليه الناس، وهو نفس فعل الخمر، ولقأ حينئذ محبي القهوة للشيخ زكريا الأنصاري، والذي قام بعمل تجربة عملية لتحديد ما إذا كانت القهوة حراما أم لا، فأحضر من يشربون القهوة إلى منزله ووفرها لهم من الصباح إلى المساء وهو يتحدث معهم ويلاحظهم، ثم فى اليوم التالى ذهب إلى صحن الجامع الأزهر، وأعلن على الجميع أن مشروب القهوة حلال حلال فانتشرت القهوة فى العالم وسقطت فتاوى الفقهاء المتعصبين.


وكذلك تصدى العديد من الأطباء لما يقال عن تحريم القهوة، ومن بينهم دادود الأنطاكى أشهر أطباء مصر والذى عمل فى المستشفى المنصورى بالقاهرة فى القرن السادس عشر الميلادى ليصف البن ويعرفه ويشرح فوائده.


وأصبحت حبيبات البن المغلي بعد تحميصه مشروب عالمي، تختلف نكهاته وطرق تسويته من بلدة لأخرى، وارتبطت بالجلسات الاجتماعية، والثقافية، وذلك من خلال انتشار المقاهي التي تقدمها بمختلف أنواعها، وقد دخلت القهوة إلى الدول الأوروبية في القرنين السادس، والسابع عشر، وفي نهاية القَرن السابع عشر، أصبحت بريطانيا تزدهر بالمقاهي، وكذلك المستعمرات البريطانية في أمريكا.