مسلسلات رمضان تحت سيطرة «الميراث»

مسلسل عملة نادرة
مسلسل عملة نادرة

محمد إسماعيل

لم يتوقع صناع مسلسلات رمضان المقبل أن يقدم لهم مسلسل "الأصلي" هدية قبل انطلاق الموسم، حيث من المتوقع أن يستفيد صناع تلك الأعمال التي يغلب عليها موضوع الميراث من النجاح الكبير الذي حققه "الأصلي" قبل أسابيع قليلة من رمضان.. في السطور التالية نستعرض أبرز المسلسلات التي تتناول قضية الميراث في السباق الرمضاني المقبل، ورأي النقاد في تناول كتاب الدراما موضوعا أستهلك فنيا منذ سنوات طوال.

يضم موسم رمضان 5 مسلسلات تتناول قضايا الميراث بزاويا مختلفة، هي “عملة نادرة” والذي يتناول قضية ميراث المرأة في الصعيد، والمسلسل بطولة نيللي كريم، السوري جمال سليمان، فردوس عبدالحميد، أحمد بدير، كمال أبو رية، وهشام عاشور، وتأليف د. مدحت العدل.

العمل الثاني “جعفر العمدة” حيث تدور الأحداث حول “جعفر” الذي يصارع من أجل ميراث والدته في محل عطارة كبير بالسيدة زينب مع خاله الذي يرفض منحه هذا الميراث، المسلسل بطولة محمد رمضان، زينة، هالة صدقي، مي كساب، إيمان العاصي، أحمد داش، منة فضالي، أحمد فهيم، الأردني منذر ريحانة، فتوح أحمد وجوري بكر، وتأليف وإخراج محمد سامي.. العمل الثالث “1000 حمدلله على السلامة” والذي تبحث فيه سيدة عن ميراث أبنائها وتصارع من أجل تحقيق ذلك، المسلسل بطولة يسرا، محمد ثروت وشيماء سيف، وتأليف محمد ذوالفقار وإخراج عمرو عرفة.. المسلسل الرابع “جميلة” الذي يدور عن دخول فتاة صراع مع أشقائها من أجل الحصول على ميراثها، المسلسل بطولة ريهام حجاج وسوسن بدر وأحمد وفيق وعبير صبري ويسرا اللوزي، وتأليف أيمن سلامة وإخراج سامح عبد العزيز.. العمل الخامس والأخير هو “تحت الوصاية” الذي تدور احداثه عن سيدة تسعى للحصول على ميراث زوجها مما يجعلها تدخل في صراع مع عائلته وتلجأ بعدها إلى المجلس القومي لحقوق المرأة، المسلسل بطولة منى زكي، دياب، نهى عابدين، أحمد خالد صالح، رشدي الشامي، علي الطيب، مها نصار، خالد كمال، ثراء جبيل، محمد عبد العظيم، أحمد عبد الحميد، وتأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير.

وعن رأي النقاد في تكرار الأعمال التي تتناول الميراث في موسم درامي واحد، بل وسبقه أيضا عمل من خارج الموسم وهو “الأصلي”، وسبب ذلك خاصة إن موضوع الميراث سبق وتناولته الدراما المصرية والعربية كثيرا، لدرجة إن البعض وصفوا “الميراث” بـ”الموضوع المستهلك دراميا”.

الناقد أحمد سعد الدين، فسر الأمر بأن كتاب الدراما كل فترة يقومون بإعادة تدوير الموضوعات التي أختفت منذ فترة عن الدراما، في محاولة لإيجاد أفكار جديدة لأعمالهم المقبلة، ومع نجاحها ثم تراجعها يبحثون بعدها عن موضوعات وقضايا أخرى، كما تفرض أحيانا بعض القضايا نفسها على الكتاب وتجعلهم يذهبون إليها سريعا في محاولة للاستفادة من انتشارها”، ويضيف سعد الدين: “منذ أكثر من 10 سنوات بدأت تعود قضايا الميراث على السطح مرة أخرى، وموسم رمضان المقبل ليس الأول الذي يظهر فيه أكثر من عمل عن الميراث، فهناك مواسم تكرر فيها نفس الأمر، ونتذكر منها مسلسل (البرنس) لمحمد رمضان، وكلها تناولت مشكلة الميراث بشكل سلبي، باستثناء عمل وحيد تناولها بشكل إيجابي، وهي (ثورة الحريم)”.
ويستكمل سعد الدين كلامه بالقول: “مشاركة 5 مسلسلات في تقديم نفس القضية بموسم واحد، أمر مبالغ فيه بالتأكيد، لأنه سيكون هناك تكرار في الأحداث وشكل الصراعات، وبالتالي سيحدث تضارب لدى المشاهد لو حاول مشاهدة أكثر من عمل منها، وبعد فترة قصيرة سيقرر اختيار عمل واحد منهم لمشاهدته، لكن العامل الفارق في الأمر هي القنوات التي ستقوم بعرض المسلسلات، لذلك لابد على كل قناة أن تضع خطة عرض درامية حسب قصص الأعمال الدرامية المعروضة، وأن تهرب من الأعمال ذات الطابع المتكرر، لكن هذا الأمر بالتأكيد لا يحدث في أرض الواقع، فالقنوات لا تهتم بالموضوع حينما تشتري العمل، لكن التركيز يكون على اسم النجم القادر على جذب الإعلانات، لذلك يمكن أن تجد عملين في نفس الموسم والقناة يقدمان نفس القضية”.

الناقد محمود قاسم يتفق مع رأي سعد الدين في سلبية فكرة تكرار موضوع واحد في عدد من المسلسلات بالموسم الرمضاني، ويعلق على ذلك بالقول: “(مش من قلة القضايا)، مصر بها الكثير من الموضوعات التي تستحق التركيز عليها، لكن الكتاب يحصرون أنفسهم في أمر واحد، خاصة لو هناك (تيمة) نجحت يبدأ الآخرون في تكرارها بأعمالهم، ويساعد في تكرار تلك المشكلة ليس الكتاب فقط، بل المنتجون أيضا، ممن يسعون للبحث عن المكسب المضمون، مثلا فهذا الموسم الرمضاني يتضمن 10 أعمال تتناول قضايا المرأة بأكثر من زاوية، وذلك إستثمارا للنجاح الذي حققه مسلسل (فاتن أمل حربي) بطولة نيللي كريم في العام الماضي، لكن تبقى فكرة ورش الكتابة هي أزمة وآفة الدراما المصرية، فمنذ ظهورها أختفى الإبداع في مصر، وأختفت أيضا فكرة الأفكار التي تصنع (خارج الصندوق)”.
وأختتم قاسم كلامه بالقول: “في النهاية يجب أن يعرف صناع تلك الأعمال أن شهر رمضان موسم لا يحتاج إلى تلك النوعية من الأعمال التي تتحول فيه الدراما لساحة قضاء، ويتفنن المؤلفين فيها بإستعراض قضايا الميراث وكأنها الوحيدة في المجتمع، بدلا من تقديم أمور إيجابية للمشاهدين في شهر تزداد فيه الروحانيات”.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ  2/3/2023

اقرأ أيضا | البوستر الرسمي لمسلسل «تغيير جو» لـ«منة شلبي»