د. بشير المحلاوي يكتب: ليلة النفحات

د. بشير المحلاوي، كبير أئمة بوزارة الأوقاف
د. بشير المحلاوي، كبير أئمة بوزارة الأوقاف

من رحمات الله ونفحاته أن اختص عباده بليلة النصف من شعبان وهذه الليلة جعلها الله فى نفحاتها نفحة عامة يعطيها لجميع العباد وهى ليلة عرض القلوب على الله  واختص فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم بمزيد من الخيرات حيث إن الله  تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وسلم فى ليلة النصف من شعبان بأن اصطفاه ورأى تقلب وجهه فى السماء وتقبل دعاءه دون أن ينطق رسول الله بكلمة واحدة  فقال تعالى:«قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها» فعلى ما صح عند جمع من الأئمة فى علم التفسير والحديث أن هذا كان فى ليلة النصف من شعبان حيث  جبر الله بخاطر نبيه صلى الله عليه وسلم وحوله من القبلة فى بيت المقدس الشريف الى مكة المكرمة (الكعبة المشرفة).

 وقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أن أمره بأن فى هذه الليلة بركات خاصة للمؤمنين فاختص الله عباده بعرض القلوب عليه سبحانه وتعالى فأى قلب يقبل فلن يشقى وأى دعاء يرفع فلن يضيع صاحبه فإن القلوب تعرض فى هذه الليلة على علام الغيوب سبحانه وتعالى فيغفر الله سبحانه وتعالى لكل عبد إلا لمشرك أو مشاحن فقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان ينزل الله الى السماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ماكان من مشرك أو مشاحن لأخيه ).

وفى رواية (يطلع الله إلى عباده فى ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويترك أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه). واستثمارا لفضل هذه الليلة يجب أن نقوم هذه الليلة  ونبتهل فيها إلى الله ونستغيث به أن يصرف عنا كل مكروه ونرجوه لأمراضنا شفاء ولأ سقامنا دواء والفقير غنى وللمحروم رزقا وللعاقر ذرية  وكل خير نرجو به مولانا وسيدنا وربنا.