أخرجوا تابوتًا أثريًا به مومياء..

المشدد 5 سنوات وغرامة مليون جنيه لـ7 متهمين من أسرة واحدة في قنا

معبد دندرة بقنا
معبد دندرة بقنا

كتب: عبد اللاه محمد

الكيان الأسري مقدس، وتجمعات العائلة من أفضل التجمعات، لِما فيها من دفء ومشاعر قلما توجد في أى تجمعات آخرى، لكن، أسرة قنا، اجتمعت على شيء مختلف، واتفقوا على أن يتكاتفوا مع بعضهم البعض، لسبب بعيدٍ تمامًا عن المشاعر الأسرية، ولا يقترب حتى من دفء لحظات "لمة العيلة"، وسلكوا – طواعية – سكة التنقيب على الأثار والتجارة فيها، واستغلوا محل سكنهم، القريب من معبد دندرة الأثري، واستخرجوا من باطن الأرض آثارًا، أبرزها مومياءً تعود إلى الأسرة الـ 26، والتي يرجع عمرها إلى 2500 سنة، وكانوا على وشك بيع المومياء وتلك القطع الآثرية لولا مداهمة قوات الأمن لهم، والتي ألقت القبض عليهم وإحالتهم إلى النيابة التي بدورها أحالتهم إلى محاكمة الجنايات، والتي قضت بمعاقبة المتهمين بالسجن 5 سنوات، وتغريمهم مليون جنيه. تفاصيل تلك الواقعة من بدايتها في السطور التالية.

بدأت الواقعة عندما وردت معلومات إلى أمن قنا تفيد قيام أسرة كاملة، بالحفر والتنقيب عن الآثار، وبناءً على التحريات، تبين ضلوع كل من، أمل. ث. م. على، البالغة من العمر 40 عامًا، والمقيمة في نجع الدوم، التابعة لقرية المحروسة، وأشقاؤها، سيد، البالغ من العمر 52 عامًا، والذى يعمل أخصائى تغذية، والمقيم في شارع معبد دندرة، ومحمد، البالغ من العمر 49 عامًا، عامل باليومية، والمقيم في شارع المعبد، ورابعهم أحمد، البالغ من العمر 43 عامًا، عامل باليومية، والمقيم بجوار معبد  دندرة مع أشقائه الثلاثة.

اقرأ أيضًا | قدسها اليابانيون 300 عام.. حل لغز «حورية البحر» وربطها بجائحة كورونا

بالإضافة إلى سالم. ي، صاحب الـ52 عامًا، والمتزوج من نجلة المتهم الثاني، والذي يعمل سائقًا، ومعه صفوت. ف، البالغ من العمر 45 عامًا، والمتزوج من المتهمة الأولى، وسابعهم أحمد. ج، نجل المتهم صفوت. ف، صاحب الـ 26 عامًا، والذي يعمل سائقًا.

التحريات أكدت ضلوع المتهمين الـ7 في جريمة التنقيب عن الأثار، وعليه تم مداهمة منازلهم، وبالفعل تم القبض على ثلاثة منهم، وهرب البقية، وبتفيش المنازل تم العثور على أدوات ومكان الحفر، والقطع الآثرية، والتي من بينها التابوت الآثري الذي بداخله المومياء، وتم اقتيادهم إلى قسم الشرطة، وتكليف لجنة من منطقة أثار قنا بالكشف على القطع لبيان ما إذا كانت آثرية من عدمه.

تبين من تقرير الفحص والمعاينة؛ أن المنزل محل الواقعة خارج أملاك الآثار، ويقع ضمن ورثة ثابت مبارك على، وأن المنزل عبارة عن حوش غير مسقوف، يوجد بداخله حفرة تم ردمها، عرضها 160 سم، وطولها مترين، وبجوار الحفرة أدوات التنقيب.

كثفت القوات عقب القبض على ثلاثة متهمين، مجهوداتها لضبط بقية المتهمين، وبالفعل تم القبض عليهم في مكان اختبائهم، واقتيادهم إلى قسم الشرطة، حينها ورد تقرير اللجنة الأثرية، والذي أفاد بأن القطع المضبوطة بحوزة المتهمين، والتي تم مصادرتها من منازلهم، أثرية، وترجع المومياء الموجودة داخل التابوت إلى الأسرة الـ 26، وتحديدًا العصر الرومانى المتأخر حتى العصر البطلمي، وأن عمر التابوت والمومياء الذى بداخله حوالى 2500 سنة. فور ذلك تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

أمام النيابة العامة، أنكر المتهمون الواقعة، في البداية، لكن بعد مواجهتم بالأدلة التي تثبت تورطهم في القضية، أقروا أنهم كونوا تشكيلًا عصابيًا للتنقيب عن الأثار والتجارة فيها، وعليه تم إحالة القضية التي حملت رقم 2771 لسنة 2022 كلى قنا، إلى محكمة جنايات قنا.

بعد تداول القضية في محكمة الجنايات، أصدر المستشار أحمد صهيب رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين، تامر أحمد رضا، ومحمد عمر عبد الجواد، ومحمود السيد، وبأمانة سر صلاح فراج، حكمه بالسجن المشدد للمتهمين 5 سنوات لكل منهم، وغرامة مالية قدرها مليون جنيه.