نظام التحسين في الثانوية العامة من «بهاء الدين» لـ «حجازي»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄ النظام بدأ عام 1994.. والغي بعد3 سنوات.. وأعاده طارق شوقي للنور.. ورفضه نواب الشيوخ .. وحجازي يقدمه للحكومة
مع كل عام يتجدد الحديث عن نظام التحسين في الثانوية العامة بين الطلاب وأولياء الأمور ، خاصة عقب إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، لجدول امتحانات الثانوية العامة المقرر انطلاقها في 12 يونيو القادم.. نظام التحسين في الثانوية العامة هو نظام بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني العمل به في عام 1994 في عهد الوزير الأسبق حسين كامل بهاء الدين، طبقا للقانون رقم 2 لسنة 1994. 

وفرض قانون التحسين في الثانوية العامة ، حالة من الجدل في ذلك الوقت، لذلك سرعان ماتم إلغاءه بعد ثلاث سنوات من تطبيقه بموجب المادة رقم 29 من القانون رقم 160 لسنة 1997، لإخلاله بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.

ومع كل وزير للتربية والتعليم ، يتولي المنصب الوزاري ، يعود الحديث مجددا عن امكانية عودة نظام التحسين في الثانوية العامة ، والذي يعني إعادة السنة للطلاب الناجحين أو الراسبين بجميع المواد وليس مواد محددة، كما يؤكد نظام التحسين في الثانوية العامة ، تأكيدا لتكافؤ الفرص، كما يوفر نظام التحسين في الثانوية العامة للطالب إمكانية تحسين درجاته في حال تعرضه لعائق خلال العام الدراسي أو رغبته في تحسين درجاته.

تطبيق نظام التحسين في الثانوية العامة ، يتطلب تعديلا تشريعيا على قانون التعليم، وهو ما عملت عليه وزارة التربية والتعليم منذ فترة الدكتور طارق شوقي ، وزير التربية والتعليم السابق ، لاعداد مشروع قانون لتعديل قانون التعليم يتضمن نظام التحسين في الثانوية العامة ، وتقدم الوزير السابق طارق شوقي ، به فعليا للحكومة ، ومن ثم لمجلس النواب والشيوخ للموافقة عليه برلمانيا أولا ، إلا إن أعضاء لجنة التعليم بمجلس الشيوخ رفضوا مقترح القانون المقدم من وزارة التعليم باسم " نظام الثانوية العامة الجديد"،و الذى يهدف لتعديل نظام الثانوية ليصبح بنظام الـ3 سنوات ويحتسب المجموع على أساس ما يحصل عليه الطالب بالسنوات الثلاث ، والمتضمن عودة نظام التحسين في الثانوية العامة ، وهو ما اضطرت وزارة التعليم ، لإعادة مقترح المشروع للوزارة لدراسته مجددا .
وكان المشروع المقدم من وزارة التعليم خلال فترة الوزير الستبق الدكتور طارق شوقي ، يسمح للطالب بأداء الامتحانات إلكترونيًا من خلال نظام التابلت المعمول به في الصفين الأول والثاني الثانوى، المقترح يتيح للطالب دخول الامتحان أكثر من مرة على أن تكون المرة الأولى فقط بدون رسوم والباقى برسوم، ويسمح المشروع بعودة نظام التحسين فى بعض المواد بمقابل رسوم لا تتجاوز 5 آلاف جنيه على المادة الواحدة.
لجنة التعليم بمجلس الشيوخ استندت في رفض مشروع القانون إلى المشكلات التى واجهت امتحانات التابلت، وقالت إن عددًا كبيرًا من الطلاب لم يتمكنوا من أداء الامتحان بسبب مشكلات الإنترنت ما أثار قلق أولياء الأموروقالت إن كانت الأخطاء يمكن تقبلها بامتحانات النقل لكن سيكون من الصعب تقبلها بالثانوية العامة.

وعن عقد امتحانات لتحسين المجموع بمقابل مادى، فإن اللجنة قالت إن هذا الأمر يثير شبهة عدم دستورية  ويتعارض مع مبدأ مجانية التعليم ومبدأ تكافؤ الفرص، ومن جهتها، أعادت وزارة التربية والتعليم ، دراسة مشروع نظام الثانوية العامة لتعديله من جديد فيما يخص مشروع التحسين ورسومه وفقا لضوابط ومعايير محددة .
وعقب إعلان وزارة التعليم ، لجدول امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الجاري 2022/2023م ، عاد الحديث عن هذا النظام على الساحة الآن ، خاصة بعد إعلان الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، عقب توليه المنصب الوزاري ، أن الوزارة تدرس إمكانية إعادة طالب الثانوية العامة، للسنة في كل المواد، وليس في مواد معينة لتحسين مجموعه.
وأكد الوزير رضا حجازي ، أن النظام الذي تدرسه الوزارة ، يختلف عن نظام تحسين المجموع الذي كان مطبق قديما والذي كان يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، لكن مشروع القانون الجديد يسمح بإعادة السنة كاملة في كل المواد لمن يريد تحسين مجموعه.
وأشار حجازي ، إلي أنه في حالة موافقة مجلس الوزراء ومجلس النواب على قرار نظام التحسين في الثانوية العامة سيتم إصدار قانون بذلك.
كشفت مصادر مطلعة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الدكتور رضا حجازي - وزير التربية والتعليم ، تقدم بمقترح مشروع قانون نظام الثانوية العامة الجديد للحكومة منذ ديسمبر الماضي ، وتم مناقشته بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، إلا أن وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور ، أبدى اعتراضه علي تطبيق القانون فيما يخص نظام التحسين بالثانوية العامة العام الحالي دفعة 2022/2023 ، حتي لا يثار أزمة بين الطلاب الراسبين في الثانوية العامة من دفعة العام الماضي 2021/2022 م ، وهو ما يعيد نظام التحسين لنقطة الصفر من حيث عملية التطبيق الفعلي علي الطلاب .
وعن ايجابيات وسلبيات نظام التحسين لطلاب الثانوية العامة ، قال الدكتور تامر شوقي - أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، لـ«بوابة أخبار اليوم» ، إن الثانوية العامة تعتبر هي حجر الزاوية في مستقبل الطالب التعليمي بل والمهني فيما بعد، وقد نتج عن تطبيق نظام اتاحة فرصة واحدة فقط للطالب للتقدم إلي الامتحان زيادة القلق والتوتر لدي الطلاب وأسرهم من إمكانية اخفاق الطالب لأي سبب في الحصول على المجموع الذي يريده، وبالتالي عدم التحاقه بالكلية أو الجامعة التي يرغبها، وقد نتج عن تلك الظاهرة ظواهر أخري مقلقة مثل زيادة انتشار الدروس الخصوصية، وزيادة استغلال المعلم الخصوصي للطالب ماديا بل ومعنويا وغير ذلك من ظواهر سلبية ، وفي سبيل التصدي لتلك المشكلة وما يتبعها من أزمات اتجهت وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور رضا حجازي إلي التفكير في تطبيق نظام التحسين الذى يعد في كل الأحوال في مصلحة الطالب، ويحمل هذا النظام العديد من المزايا ومنها :
- تخفيف حدة الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطلاب وأسرهم في ضوء أن فرصة دخوله الامتحان هي فرصة واحدة فقط يترتب عليها مستقبل الطالب .
- تقليل ضغوط ضرورة أخذ دروس خصوصية بكثافة وخاصة في نهاية العام ، حيث أصبح في امكانية الطالب دخول الامتحان أكثر من مرة، كما أن الطالب الذي تعرض لظروف طارئة أثناء الامتحانات( مثل المرض، أو التأخر عن الامتحان لاي سبب ) والتي تقلل من فرص حصوله علي درجات أعلي سيمكنه نظام التحسين من التعويض في الفرصة الثانية .
- ستقل بدرجة كبيرة الالتماسات التي يقدمها الطالب بعد اعلان النتائج نتيجة لتظلمهم من درجاتهم، حيث سيفضل الكثير من الطلاب الاعادة لتحسين المجموع.
- كما أن هذا النظام سيتيح للطالب اعادة دخول المواد التي حصل فيها علي درجات منخفضة، وبالتالي امكانية رفع مجموعه والتحاقه بالكلية التي يريدها، بدلا من النظام الحالي الذي يجبر الطالب علي دخول كلية او معهد لا يرغبه في ضوء ضعف مجموعه.
- سيقلل هذا النظام من الخوف المبالغ فيه من الامتحانات لدي الطلاب وأولياء أمورهم، وسيقضي علي بعبع الثانوية العامة.
وأضاف الخبير التربوي، أنه بصفة عامة لابد من تقنين هذا النظام، بحيث تتم مراعاة عدم تساوي فرص الحصول على نفس المجموع بين الطالب الذي دخل الامتحانات مرة واحدة فقط، ( ويُفترض أنه طالب متميز) وبين الطالب الذي دخل الامتحان في نفس المادة أكثر من مرة، فضلا عن تقديم مزايا نسبية في فرص الالتحاق بالكليات والأقسام المختلفة للطالب الذي حصل علي درجاته من دخول الامتحانات مرة واحدة فقط مقارنة بالطالب الذي دخل نظام التحسين، مع عدم أحقية الطالب في نظام التحسين أن يحصل علي فرص أن يكون من أوائل الجمهورية أو المحافظة حتي لو حصل على نفس مجموع الأوائل .