م.القلب

العبور الثانى لأرض الفيروز

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

بعد أن نجح جنودنا البواسل أبطال القوات المسلحة فى السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ فى تحقيق انتصار تاريخى وملحمة صمود حتى استطاعوا عبور قناة السويس واستعادوا أرض سيناء الحبيبة بعد أن ضحوا بأرواحهم الطاهرة ورووا بدمائهم الذكية كل شبر من أراضيها ...

ومنذ ذلك الحين وخلال سنوات طويلة أثرت الحكومات المتعاقبة عدم التصدى لأهم تحد وهو تنمية سيناء بسبب التكاليف المرتفعة جداً لتعمير المساحة الشاسعة التى تحتلها والتى تصل إلى ٦٠ ألف كيلو متر مربع وهو ما يعادل المساحة التى يعيش عليها كل المواطنين المصريين .

ولسنوات طويلة عشش الإرهاب وأعوانه فى هذه الأرض المباركة التى حباها الله دون سائر بلاد العالم بأن كلم نبيه موسى عليها فى الوادى المقدس طوى وعاث الإرهاب فساداً يعبث بأمن واستقرار أرض الفيروز يصول ويجول تخريباً واستقطاباً لبعض العناصر من ذوى النفوس الضعيفة ولأن السلاح الأهم لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه هو التعمير والتنمية ومنذ أن منح الله مصر القيادة السياسية الواعية الوطنية المخلصة ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جاء برؤية واستراتيجية واقعية بدأ تنفيذها منذ ٨ سنوات للقضاء على الإرهاب وجذوره التى كانت تعوق الحياة والنماء على أرض سيناء حتى نجحنا بإيمان وعزيمة أبطالنا من رجال القوات المسلحة والشرطة وبوعى وإخلاص أبناء سيناء فى القضاء على الإرهاب لتبدأ عملية عبور جديدة لأرض الفيروز متمثلة فى انطلاق عجلة البناء والإعمار والتنمية الشاملة من إقامة لبنية تحتية حديثة لمجموعة أنفاق وكبارى هدفها الأمن والأمان والسلام الحقيقى وهو ما حظى بإشادة من المؤسسات العالمية وفى مقدمتها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى الذى أكد أن مصر تعمل بجد على تعمير سيناء والترابط بين أجزاء الوطن من خلال المجتمعات العمرانية المتكاملة التى تحقق نقلة حضارية وحياة كريمة لأهالى سيناء كما تسهم فى ربطها بالدلتا باستثمارات بلغت حتى الآن ٦٥٠ مليار جنيه..

إن ما يتم إنجازه مؤخراً على أرض الفيروز من إسكان وتجمعات بدوية وإقامة المدارس والمعاهد الأزهرية والمستشفيات والوحدات الصحية وزيادة الرقعة الزراعية التى ستدخل حيز الإنتاج بنهاية العام الحالى بـ ٥٠٠ ألف فدان لإنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية هو بحق إنجاز وعبور ثانى إلى أرض الفيروز .