تقدم أفلامًا تاريخية وفنية وثقافية وسياسية.. «الوثائقية» تصفع الإعلام المضلِّل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

لم تكن فكرة إطلاق قنوات متخصصة بعيدة عن فكر القائمين على الإعلام المصري منذ بداية إطلاق القمر الصناعي نايل سات، فكان إطلاق مجموعة قنوات النيل المتخصصة والتى شملت النيل للأخبار والنيل للدراما ونايل سينما وغيرها من القنوات المتخصصة إرهاصة لانتشار هذه النوعية من القنوات، ومع تولى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية زمام الإعلام فى مصر كان التفكير أعمق بإنشاء مجموعة قنوات من نوع جديد تحمل التوجه الجديد للإعلام المصري ومحاولة جادة لعودة الريادة المصرية فى الإعلام من جديد، فكان إطلاق أول قناة وثائقية مصرية كبداية لهذ التوجه من الشركة المتحدة.

توثيق للحياة الحقيقية فى مصر.. وسد منيع ضد الإعلام الموجه من بعض الجماعات

وأطلقت «المتحدة» قناة «الوثائقية» لتكون سداً منيعاً ضد الإعلام الموجه من بعض الجماعات فى محاولة لوقف الشائعات المغرضة التى يبثها إعلام مضلل لا يهدف إلا إلى إثارة البلبلة بين جموع الشعب المصري بكافة أطيافه، كما تتيح للمشاهد المصري بالمجان ما يصعب عليه مشاهدته على القنوات المشفرة والمنصات الإلكترونية والتى لا يمكن مشاهدتها قبل أن يدفع المشاهد ثمنها.

وقام بث القناة الوثائقية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تقديم أعمال توثق بها الحياة الحقيقية فى مصر بعيداً عن نشر السلبيات فقط التى ينتهجها إعلام الجماعات المحظورة والخارجة عن القانون، حيث تقدم مجموعة من الأفلام الوثائقية، تاريخية وفنية وثقافية وسياسية ووطنية، وأفلاماً عن الطبيعة وأخرى حاصلة على جوائز، وذلك تحت إشراف الكاتب الصحفي، أحمد الدريني رئيس القطاع الوثائقي، وبرئاسة الإعلامي شريف سعيد.

وتعد القناة الوثائقية أحدث إصدارات «المتحدة» فى عالم الإعلام العربي، وتقدم أفلاماً مجانية يتم عرضها على منصات مدفوعة، بالإضافة إلى أفلام وثائقية عالمية مهمة تعرض لأول مرة على الشاشات فى الوطن العربى، وتأتى هذه الخطوة بعد النجاح الذى حققته وحدة الأفلام الوثائقية بـ«المتحدة» على مدار الأعوام الأربعة الماضية.

وانفردت «الوثائقية» مع أول أيام بثها بعرض أفلام حصرية لم يسبقها إليها أى وسيلة إعلامية مثل الحوار الخاص الذى أجراه الإعلامى أحمد الدريني مع أمير الحدود السورية الذى تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم صار إرهابيًا متجولا بين البلدان، إلى أن وصل لرتبة أمير حدود مسمى بتنظيم الدولة، فى الحد الفاصل بين سوريا وتركيا، وذلك بعرضه على عدة أجزاء، تضمنت إفادات خطيرة من داخل داعش عن بداية نشأة التنظيم وكواليس إدارته وجرائمه الكبرى، (وصولًا لمشاهد حرق الأحياء وكيف استخدمها البغدادى دعائيا)، مع تسليط الضوء على المواضع الغامضة فى داعش ومحاولة فك شفراتها.

منبر إعلامي
ومنذ انطلاق القناة الوثائقية أشاد عدد من صناع الوثائقيات والخبراء فى المجالين الفنى والإعلامى بانطلاق أحدث قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مؤكدين أنها تُحقق حلمًا طال انتظاره، بتدشين أول قناة وثائقية مصرية، بعد سنوات من التأخر فى هذا الميدان، لتلعب دورها فى صناعة الرأى العام وكشف الحقائق ونشر الوعى والثقافة فى مختلف المجالات.
وشددوا على أن هذه الخطوة جاءت فى وقتها المناسب، لتكون منبرًا إعلاميًا مصريًا خالصًا لنشر الوعى، ودرء الشائعات، ومحاربة الأفكار والمعلومات المغلوطة التى يحاول البعض الترويج لها لخدمة أجندات خاصة ومشبوهة.

اقرأ أيضًا | القناة الوثائقية تعرض فيلم «اختراعات شكّلت عالمنا»

قناة شاملة
الإعلامية منى الحسيني، ترى أن الوثائقية قناة شاملة لكل شىء من موضوعات تهم الأسرة والطفل، مثل تناولها لقضية التواصل الاجتماعي وإثارة العصبية والنفسية على مستخدميه، بالإضافة إلى تقديمها أفلاماً وثائقية فنية عن تاريخ المسرح القومى مثلاً، وغيرها من الموضوعات المشوقة، بالإضافة الى الموضوعات السياسية، فهى تخاطب الفكر وتوثق التاريخ والأحداث الموجودة فى مصر، ولذلك تساهم فى التوعية ونشر الثقافة.

وأكدت الإعلامية سهير شلبي، أننا كنا بحاجة إلى توثيق التاريخ فى مختلف المجالات الطب والسياسة والفن، مؤكدة أنه من المهم تناول قضية الإرهاب بالتوثيق، ومواجهة الأفكار المغلوطة والأكاذيب الموجودة على بعض صفحات السوشيال ميديا، مشيرة إلى أن هذه القناة تساهم فى زيادة الوعى خاصة أنها تقدم توعية للمشاهد بحقائق الأمور كى لا يترك فريسة للأكاذيب، فهى تواجه الأكاذيب بالحقائق والأدلة مع تقديمها فى قالب مشوق.

تأثير ممتد
الدكتورة منى الحديدي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قالت إن إطلاق القناة الوثائقية من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يعد إسهاماً متميزاً فى المشهد الإعلامي التنموي المصري، وأيضا فى الإعلام الخارجى بإعطاء صورة حقيقية عن مصر، وكان مطلباً منذ سنوات كثيرة من الإعلاميين والمثقفين والباحثين.

وأضافت أن الإنتاج الوثائقى له أهداف كثيرة، ودوائر تأثيره متعددة، يؤثر فى المعرفة لأنه يعطينا معلومات وحقائق، ويؤثر فى تكوين اتجاهات المشاهدين تجاه قضية أو أمر ما، وأيضا يؤثر فى السلوك بأن يدعو الناس لأن يمارسوا سلوكيات سليمة، وكل ذلك يعود بفائدة على المشاهد كفرد ومجتمع.

وتابعت: «لم يكن منطقيا أن مصر التى اتبعت فن التوثيق منذ عهد الفراعنة، على جدران المعابد، ألا يكون لديها قناة وثائقية، وانطلاقة القناة مؤخراً تؤكد أنها لم تأتِ بشكل عشوائى أو سريع وإنما أخذت تخطيطا سليماً.

وأضافت عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن إنشاء قناة وثائقية يعتبره البعض أمراً هيناً إلا أنه أمر شديد التعقيد ويحتاج إلى الإمكانيات المادية والفنية واختيار الكوادر البشرية المتميزة، لتظل القناة الوثائقية مواكبة لأحدث القنوات الوثائقية العالمية، موضحة أن الإنتاج الوثائقى عنصر أساسى فى نشر الوعى والتنمية الثقافية والمعرفية الخاصة بالشعوب.

وأوضحت أن هذا الأمر ضروري للغاية للحفاظ على تاريخ مصر من التشويه أو العبث، خاصة بعد محاولة الجماعات الإرهابية وأهل الشر فى الخارج تشويه الرموز الدينية والثقافية والأدبية والسياسية خلال السنوات الأخيرة، التى نجحت مصر خلالها فى مواجهة الجماعات الظلامية والقضاء على شرها.

وأشارت إلى أن مصر مرت بالكثير من الأحداث والتطورات عبر تاريخها، ولا بد للجيل الجديد أن يعلم تاريخه ورموزه العظيمة عبر السنوات الماضية، متوقعة أن تحقق القناة الوثائقية نجاحاً كبيراً فى الفترة القادمة، لأن مصر لديها مادة علمية وتراثية غزيرة غير موجودة لدى القنوات الأخرى.

وأكدت الحديدى أن القناة الوثائقية المصرية قادرة على منافسة جميع القنوات الأخرى، سواء على المستوى المحلى أو الدولى، لما تمتلكه مصر من تراث متنوع ومواهب بشرية وإمكانيات فنية هائلة، قائلة: أعتقد أن المنافسة بين القنوات الوثائقية ستكون لصالح الجمهور لأن كل القنوات ستسعى للتميز من خلال المحتوى المُقدم.

نقلًا عن إصدار مجلة آخر ساعة الإسبوعية بتاريخ 01/03/2023