تشهد سماء الوطن العربي، بعد غروب الشمس، غدا الخميس، 02 مارس 2023، وقت الانتقال نحو بداية الليل، اقتران رائع بين كوكبي الزهرة والمشترى، حيث سيفصل بينهما نصف درجة فقط بالأفق الغربي، جديرًا بالذكر أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة، وليس لهذه الظاهرة تأثير على توازن الطاقة الداخلية لكوكب الأرض.
اقرأ أيضًا | دراسة: صعوبة تأكيد علامات على وجود حياة على المريخ
يحدث الاقتران، عندما تظهر كواكب قريبة من بعضها في السماء، من منظورنا على الأرض، وعادة تختلف المسافة بين الأجسام أثناء الاقتران من 0.5 درجة إلى 9 درجات، وفي بعض الأحيان تقترب الكواكب بشكل أكبر، كما حدث في اقتران المشتري وزحل عام 2020، عندما فصل بينهما أقل من 0.1 درجة، يُطلق على مثل هذا الحدث اسم "الاقتران العظيم" وسيكون اقتران الزهرة والمشتري ليس بنفس المسافة ولكن سيكون المنظر رائعًا.
ترتبط الاقترانات بشكل كبير بالكواكب، ولكنها يمكن أن تحدث أيضًا مع أي جسمين فلكيين بما في ذلك الكويكبات والأقمار والنجوم وبالطبع الشمس، إن اقتران الزهرة والمشترى يحدث مرة واحدة سنويًا، وبالتحديد كل 13 شهرا، وبشكل أكثر دقة كل 398.88 يومًا، لكن هذا العام ستكون المسافة الظاهرية بين الكوكبين أكبر قليلا عما حدث في العام الماضي، بالرغم من ذلك سيبدو للراصد بالعين المجردة، كانهما على وشك ملامسة بعضهما البعض.
إن رؤية الزهرة قرب المشتري ظاهري فقط، لانهما في نفس خط الرؤية من الأرض، فمدار الزهرة أقرب إلى الشمس من مدار الأرض، ومدار المشترى أبعد كثيرًا، حيث سيفصل بينها ملايين الكيلومترات، لذا فإن الاقتراب بينهما ليس حقيقي، فهو يحدث لأن الأرض والزهرة والمشترى مصطفة تقريبًا في الفضاء.
يكون الزهرة الامع بين الاثنين، حيث يبلغ (-3.9) مقارنة بالمشتري (-2.1)، وهذا فرق خمسة أضعاف في السطوع، وعند رصد الزهرة عبر التلسكوب سيبدو مثل كرة صغيرة محدبة، قطرها 12 ثانية قوسية و 85٪ مضاءة بنور الشمس، ويبلغ عرض المشتري 34 ثانية قوسية، وهذا صغير بالنسبة لكوكب المشتري، لأنه موجود الآن تقريبًا على الجانب الآخر من النظام الشمسي بالنسبة لنا.
