أقدم لص فى التاريخ

أيمن فاروق
أيمن فاروق

..واقعة السطو على مكتب بريد دمياط استدعت إلى ذاكرتي أول عملية سرقة لبنك في التاريخ، وإن لم يكن هناك وجه شبه في التفاصيل إلا أن أحداثها المثيرة جعلتني أتطرق إليها، تلك التي كانت في 13 فبراير عام 1866 حتى أنهم في أمريكا أطلقوا على هذا اليوم يوم سرقة البنك، حينما أقدم جيسي جيمس، أحد أشهر اللصوص في العالم، على عملية سطو على بنك بالولايات المتحدة الأمريكية.
جيسي جيمس يعد أحد أشهر اللصوص الذين عرفتهم البشرية، وولد يوم 5 سبتمبر 1847، وشارك في الحرب الأهلية الأمريكية مع الجماعات الجنوبية، وتغيرت حياة جيسي منذ ذلك الحين حتى أصبح من أشهر اللصوص، وجاءت أسباب تغير جيمس حينما أصيب بطلق ناري خلال فترة الهدنة بالحرب ومن هنا بدأت نقطة التحول في حياته، إذ تحول منذ ذلك الحين إلى أحد الخارجين عن القانون، ثم أسس عصابته بعدها بعام، وبالتحديد عام 1867م وعاش مطاردًا حتى وفاته، حيث وصلت سنوات المطاردة إلى 16 عامًا، استطاع خلالها سرقة العديد من المؤسسات والقيام بعمليات سطو كبيرة على القطارات والمصارف والمحلات، وكان لدى عصابته مبدأ، وهو عدم سرقة أي أرملة أو قس أو صديق أو حتى شخص من الجنوب، وكانت العصابة تفتخر بكونها تهتم وترعى هذه الفئات، وفي عام 1881 أعلن توماس كريتيندون حاكم ميسوري، مكافأة بلغت 10 آلاف دولار لمن يتمكن من القبض على جيسي، ولكن الأخير كان يعيش في تلك الفترة في مدينة سانتي جوزيف، مستخدما اسما مستعارا وهو توماس هوارد، ولكن في النهاية قتل جيسي على يد صديقه روبرت فورد عام 1882، وهو أحد أهم أعضاء عصابته، من أجل الحصول على المكافأة المقدمة.
وبالانتقال من حكاية أحد أشهر اللصوص، إلى الحادث المثير الذي وقع في دمياط، ونجحت أجهزة وزارة الداخلية في كشف ملابساتها بعد تلقي قسم شرطة دمياط الجديدة، بلاغا من موظف بأحد فروع مكاتب البريد الكائنة بدائرة القسم، بقيام 3 أشخاص بالدخول لمكتب البريد، وبحوزة أحدهم سلاح وقاموا بتقييد مدير الفرع وأحد الموظفين تحت تهديد السلاح وسرقة مبلغ مالى قرابة 1.5 مليون جنيه.
ونجحت وزارة الداخلية، بالتنسيق بين قطاع الأمن العام ومديرية أمن دمياط، وباستخدام التقنيات الحديثة، من التواصل إلى أفراد العصابة وعددهم 4، مقيمين بدمياط، وتم ضبطهم في زمن قياسي، وتبين أن زعيم العصابة شقيق زوجة مدير الفرع، ونظرًا لعلمه بتحركات مدير الفرع وحركة المبالغ المالية دون علم مدير الفرع حيث استعان بالآخرين فى ارتكاب الواقعة وأرشدوا عن طبنجة صوت، والأموال والأدوات المستخدمة في الجريمة.
سرعة استجابة رجال الشرطة والزمن القياسي في ضبط اللصوص، حيث لم تمر 24 ساعة وتم كشف ملابسات الحادث وضبط المتهمين، وزعيم العصابة وعقلها المدبر وهو شقيق زوجة مدير فرع مكتب البريد بدمياط، والذى اعترف بعلمه بتحركات مدير الفرع وحركة المبالغ المالية «دون علم مدير الفرع» واستعانته بالآخرين فى ارتكاب الواقعة، هذا ما يؤكد على النجاحات الأمنية التي حققتها وزارة الداخلية، واستراتيجيتها الأمنية الحديثة والتي تعتمد على التقنيات الفنية الحديثة في رصد وتتبع خطوط سير مرتكبي الجرائم المختلفة، مما أسهم في انخفاض معدلات ارتكاب الجرائم.
وإلى واقعة أخرى مثيرة، ونجاح آخر لوزارة الداخلية، حاولت الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية استغلاله وتداولته عبر لجانها الإلكترونية، وهي سرقة سيدتين محل مشغولات ذهبية، بمحافظة قنا، حيث تعديتا على عامل بمحل الذهب، وإصابته وسرقته، وتم ضبطه، بمعاونة الأهالي، واعترفت إحدى المتهمات، بإنفاقها مبلغ مالى 20 ألف جنيه خاص بزوجها على متطلباتها الشخصية، ولخشية افتضاح أمرها قامت بالإتفاق مع الثانية على سرقة المجنى عليه بالمغافلة لتوفير المبلغ المالى، وتوجهتا للمحل وقامتا بارتكاب جريمتهما ولم تتمكنا من الإستيلاء على أية مسروقات.
صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال في حديثه الشريف: «لعن الله السارق».