خالد حمزة يكتب: شماعة فاتن حمامة !

خالد حمزة
خالد حمزة

فى كتابه الجميل مسائل شخصية، يقول الراحل مصطفى أمين: أجمل ما فى الدنيا هم الناس، متعتى الكبرى فى هذه الحياة، أن أعرف الناس، أن أعرفهم من الخارج والداخل، أن أدرسهم وأحبهم. 

أحببت الكثيرين، و لم أكره أحداً، كنت أعامل الذين يكرهوننى كأنهم مرضى، وأدعو لهم بالشفاء، وكنت أعطى عذراً للطبيعة البشرية، وأعذر الفاشل الذى يحقد على الناجح، وأعذر الضعيف الذى يكره القوى، وأجد مبررا للفئران، عندما تمقت السباع!   

وفى الكتاب كلام جميل لا تمل قراءته، منه ما كتبه عن أول حب فى حياة فاتن حمامة، كانت تسكن فى عابدين، وأمام نافذة غرفتها، نافذة مغلقة فى غرفة المنزل المقابل لها، رأت ذات مرة خلف شيش النافذة المغلق شابا، وكلما فتحت النافذة تجده، فتقوم بغلق النافذة، وتراقبه من خلف الشيش. 

وأثناء ذهابها إلى المدرسة، ترفع عينيها فتجده واقفا، وأثناء عودتها ترفع رأسها ناحية النافذة، فتجده واقفا خلف الشيش المغلق، وتتساءل: لماذا لا يفتح النافذة لتراه؟
كانت تقنع نفسها بأنه يخشى أن يفتح النافذة، فتشاهده والدتها ويكون سببا فى إيذائها، أوحتى لا يعرف الجيران بقصة حبهما العذرى!

وفجأة انفتح الشباك، ورأت فاتن المفاجأة، وهى أن حبيبها ما هو إلا شماعة ملابس، تبدو من وراء الشيش، وكأنها شاب ممشوق القوام؟
 اكتشفت خيبة أملها .. فقررت إخفاءها عن زميلاتها، واستمرت تمثل دور العاشقة لحبيبها، الذى ينتظرها من وراء النافذة المغلقة!