«سليم» أقدم صانع مفاتيح في شبرا.. لكل مفتاح قصة يرويها| فيديو

أقدم محل لصناعة المفاتيح بحى شبرا
أقدم محل لصناعة المفاتيح بحى شبرا

صناعة المفاتيح ليست بالصناعة البسيطة، فهي واحدة من أقدم وأهم المهن، التي تطورت عبر سنوات طويلة، بدءًا من الطرق اليدوية واستخدام المبارد ومطابقة أسنان المفاتيح بعضها البعض، حتى وصولها للشكل الآلي خلال الأيام الحالية، كل مهنة ولها شيوخها التي يتوارثها الأبناء عن أبائهم وأجدادهم، في منطقة "شبرا مصر" يذيع صيت "سليم بتاع المفاتيح" فهو علم من أعلام المنطقة، ومن أشهر محلات صناعة المفاتيح والأقفال.

 

عند مرورك في شارع شبرا، بالتحديد أمام قسم الساحل، في الجهة المقابلة له، تجد يافطة كبيرة تحمل اسم "محمد السيد أحمد سليم" بالبنط العريض، مدون عليها تاريخ تأسيس المحل، في عام 1936، من الوهلة الأولى تشعر بوجودك في مكان عتيق، يحتوي على مفاتيح وأقفال قديمة يظهر عليها الصدأ، يصل بعضها إلى أكثر من 100 عام، ولكن رغم ذلك تجد معدات حديثة لصناعة المفتاح بشكل آلي، بمجرد دخولك إلى المحل يستقبلك الأسطوات بالترحاب، ويقدموا الخدمة للزبائن بكل سهولة ويسر.

 

87 عاما من التأسيس

كان حوارنا مع أسامة عطا عبد العظيم "مدير محل سليم" بشارع شبرا، والذي قال في بداية حديثه: "محل سليم من أقدم محلات المفاتيح في شبرا، المحل ده اشتغل فيه أجيال كتيرة جدا، أنا دلوقتي على مشارف الأربعين وكان فيه قبلي ناس كتير اشتغلوا عشان المحل يحافظ على اسمه وسط الزبائن، كان الحاج محمد سليم رحمة الله عليه، صاحب محل سليم، هو من قام بتأسيس المحل، وحرص على تدوين سنة التأسيس، وهى 1936، جاء من بعده نجله مجدى سليم، ولكنه سافر من سنوات طويلة، وتولى ادراة المحل بعد ذلك الحاج مصطفى رحمة الله عليه، والآن أصحاب المحل الأسطى كمال، الحاجة منال مديرة المحل، والحاجة أمانى والحاجة حياة".

 

 

 

 

مراحل تطور المفتاح

"كان المفتاح يتم عمله عن طريق المبرد، أو عمولة يدوي، أي عمل المفاتيح على المفاتيح مثل المفتاح البلدي ولكن أصبح هناك تطور في عمل المفاتيح"، هكذا أكد أسامة عطا، مضيفا أن بعد ذلك ظهرت الكوالين "اللطش" بالمفاتيح العادية المتعارف عليها، وبعد ذلك ظهر المفتاح الكمبيوتر، وبعد ذلك المفتاح الليزر، كان يتم استخدام الصابون والصلصال لنسخ المفتاح، ولكن الآن من الصعب عمل المفتاح بهذا الشكل، بسبب التعرض للمسائلة القانوينة.

 

كان يضع أمامه مجموعة من أشكال المفاتيح القديمة، والجديدة، وبدأ في شرح هذه الأشكال المتنوعة، قائلا: "يوجد في المحل أشكال لمفاتيح قديمة جدا، من أيام الحاج محمد سليم الكبير رحمة الله عليه، والمفتاح مكتوب عليه اسم "سليم"، وبعد ذلك حدث تطور في صناعة المفاتيح، وتم استخدام الماكينات بدلا من عمل المفتاح بشكل يدوي".

 

محل سليم من أقدم المحلات التي بدأت في استخدام ماكينات عمل المفاتيح، مثل مفاتيح "الشيزا"، وهي مفاتيح لها جانبين، لم يكن لها في الأساس استخدام، مثل المفاتيح البلدي الخاصة بالشقق القديمة، وأبواب الغرف القديمة، أيضا هناك أشكال للأقفال القديمة، والتي تطورت بعدها حتى أصبحت بالشكل المتعارف عليه الآن.

 

أصبح هناك تطور أيضا في الماكينات التي يتم عمل المفاتيح من خلالها، فالماكينات الحديثة يمكن من خلالها عمل كافة أنواع المفاتيح الحديثة، أما عن تحقيق عنصر الأمان فيتحدد حسب جودة المكان الذى يتم عمل فيه المفاتيح، وحسب جودة الخامات المستخدمة من الشركة أو التاجر الذى تمت عملية الشراء منه.

 

اقرأ ايضاً : الموانئ المصرية.. مفاتيح لجذب «سياحة الأثرياء» 

 

انتيكات قديمة

المحل يحوي أغراض عديدة، منها الحديث المتعارف عليه حاليا، ومنها القديم الذي أكله الصدأ ولكنه مازال يعمل، ويخطف الأنظار له، وتبدأ التساؤلات حول تلك الأغراض، كم عمرها، وهل مازالت تعمل حتى الآن، الأسطوات بالمحل قاموا بتجميع كل ما هو قديم في المحل من كوالين لخزن قديمة، وكوالين عادية قديمة، ومفاتيح، وخزن على شكل حصالة تعمل للغرضين، فكان منهم "قفل حصالة"، يعمل كحصالة وكقفل، عمره يصل إلى أكثر من 80 عام.

 

ورد على كل هذ التساؤلات مدير محل "سليم" قائلا: "من الأغراض القديمة أيضا، "كالون خزنة غز" عمره لايقل عن 100 عام، وبعد اصلاحه بإمكانه العمل مدة لا تقل عن 100 عام قادمة، هذا الكالون يتم تركيبه فى الخزن القديمة الكبيرة، مثل محلات الصاغة والذهب، أو الشركات الكبيرة، لأن لا أحد يستطيع فتحه إلا صاحبه فقط، و"مش أى حد يحط مفتاح "يفوره"، فهذا الكالون يأتى بدون مفاتيح ، فهو كالون أثرى تم عمله يدويا، وش خارجى صاج، وتربيعات تشبه "أوكرة" باب الشقة، وبداخلها تشبه "الريش"، ولا أحد يستطيع فتح الخزنة "الغز"، ومفتاحها مختلف عن المفاتيح العادية، ويوجد أيضا كوالين قديمة، بقالها 50 سنة، وبعد تصليحها بإمكانها العمل لمدة 50 سنة أخرى.

 

إجراءات الأمان

فى حالة مجيء زبون لفتح باب أو خزنة أو إلى ما غير ذلك، يتم أخذ الإجراءات فى هذه الحالات، وهى الحصول على صورة البطاقة وإثبات ملكية الشخص للشقة، وفى حالة طلب فتح خزنة، يتم طلب تفويض من الشركة، وبالنسبة للسيارات فى حالة مجئ الزبون لعمل مفتاح لها لابد من وجود صورة بطاقة والرخصة وما يثبت أنها ملكه، ومن خلال هذه الإجراءات يتم عمل مفاتيح وكل ما يخصها، ومن أكثر مشاكل السيارات، ضياع المفتاح، أو حدوث عطل به، فمشاكل السيارات لا حصر لها.

 

 

ما يطلبه الزبون

في محل "سليم" يتم العمل في جميع أنواع المفاتيح، سواء جديدة أو قديمة، وجميع أنواع الخزن أو السيارات بجميع أنواعها ومفاتيحها، فكل ما يحتاجه الزبون يجده، وهناك بعض المفاتيح تكون خامتها غير متوفرة فيكون من الصعب عملها، أما الأبواب المصفحة فالتعامل معها يكون مثل ما يتم مع الأبواب العادية، ويتم تغيير القلب الخاص بسهولة، ولكن شغل الأبواب المصفحة دقيق أكثر.

 

علاقات إنسانية بأهل شبرا

"بحكم قدم محل سليم في منطقة شبرا، خلق جو من الألفة بين أهالي المنطقة مع أصحاب المحل بكل أجياله التي عاصرته، فهناك زبون يأتي لعمل مصلحة له، ومتعشم في حل مشكلته بكل سهولة ويسر، ومن المواقف الإنسانية المتكررة هي "طلب إصلاح للكلبشات في قسم الساحل، فهناك ثقة متبادلة بينهم"، كلمات عبر بها أسامة عبد العظيم عن العلاقات الإنسانية بينهم وبين المواطنين في حي شبرا.

 

أسعار المفاتيح في المتناول

أسعار المفاتيح اختلفت بالتأكيد، فكنا في عام 2011 يتم عمل المفتاح بـسعر 3 جنيهات، ولكنه حاليا بين أسعار 5 و7 جنيها، ويصل إلى 10 جنيهات للنوع الإيطالى، وكان المفتاح الكمبيوتر يتم عمله بسعر 15 جنيه، ولكننا أصبحنا نقوم بعمله بـ 10 جنيهات "عشان الناس تمشى أمورها"، هذا ما قاله أسامة عطا، مؤكدا أن المحل يوجد به أسطوات ايديها تتلف فى حرير ، منهم الأسطى أحمد عطا عبد العظيم، متخصص فى السيارات، وكل ما يتعلق بمشاكلها، والأسطى أحمد بيومى، متخصص فى الخزن البلدى، فهو ورث المهنة أبا عن جد، كانوا متخصصين فى تصليح الخزن البلدى فى منطقة العتبة، والأسطى محمد صابر، متخصص فى الأبواب المصفحة التركى والصينى والكوالين، والأسطى محمود عبد العظيم، متخصص فى تصليح أى نوع قفل وأى نوع من المفاتيح.