مصر حصن العروبة| انتفاضة الدولة لمساعدة سوريا وزيارة أولى منذ عقد

صورة موضوعية
صورة موضوعية

منذ اللحظات الأولى من وقوع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 فبراير، وانفضت القيادة المصرية بتوجيهات من الرئيس السيسي، لدعم الشعب السوري.

ليكسر الزلزال الحالة التي كانت تشهدها علاقة سوريا بمحيطها العربي منذ اندلاع الحرب في سوريا، إلا أن مصر دائما ما تغلب عروبتها على أي اعتبارات أخرى لتنتفض أجهزة الدولة من أجل مساعدة سوريا.

فمصر منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، دائمًا ما تقف بجانب أشقائها وتقدم لهم الدعم وخاصة الدول التي عانت فترات صعبة من عدم الاستقرار.

الاتصال الأول 

وفي اليوم التالي من وقوع الزلزال، أجرى السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد، أعرب خلاله عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

كما أكد الرئيس تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المُصاب الأليم، مشيرًا إلى توجيهاته بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا.

من جانبه؛ أعرب الرئيس السوري عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس، مؤكداً اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيها الشقيقين.

كما وجه السيسي، بإرسال 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا.

اقرأ أيضًا: الأسد: العلاقات السورية المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية

ومنذ الزلزال، وصلت الى مطارات سوريا 250 طائرة على الأقل، محمّلة بمساعدات للمناطق المتضررة تحت سيطرة الحكومة السورية، بينها ثلاث طائرات مصرية. كذلك، وصلت سفينتان بحريتان من مصر، كل منهما محملة بألف طن من المساعدات.

ولم تكتفي مصر بذلك بل أعلن صندوق تحيا مصر التابع للرئاسة عن تخصيص الحساب رقم (037037- إغاثة سوريا) في كل البنوك المصرية، لجمع التبرعات لمنكوبي الزلزال في سوريا.

ويهدف الحساب الذي أمر الرئيس السيسي بفتحه لتلقى المساهمات من داخل وخارج مصر لإغاثة ضحايا الزلزال، الذي تعرضت له سوريا وتلبية الاحتياجات المعيشية والدوائية وغيرها للأشقاء السوريين، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية لإغاثة سوريا.

السيسي يدعو لدعم سوريا

لم ينسى الرئيس دوره تجاه الأشقاء في سوريا، ففي أول محفل دولي يشارك فيه السيسي عقب كارثة الزلزال، دعا لدعم الشعب السوري في مصابه الجلل.

لتكون القمة العالمية للحكومات التي كان الرئيس السيسي ضيف شرف تلك القمة، أول محفل دولي يشارك فيه الرئيس السيسي بعد أيام قليلة على كارثة الزلزال، لينتهز الفرصة ويتحدث عن دعم الشعب السوري.

وتضمنت كلمة الرئيس السيسي، ضرورة دعم الاشقاء في سوريا جراء كارثة الزلزال. 

وأكد الرئيس السيسي، إن مصر تدعم سوريا في مواجهة ما أسماه العناصر المتطرفة ومساعدتها بكافة الطرق لتقف على رجليها وتقود بلادها، وارسلت مصر مساعدات كبيرة لها في أزمتها، واحتضنت مصر الأشقاء وتفتح ذراعيها للسوريين اللاجئين.

أول زيارة منذ عقد

وجاءت زيارة وزير الخارجية سامح شكري لسوريا اليوم الإثنين 27 فبراير، لتؤكد أن العلاقات المصرية السورية قوية وراسخة، وتعد هذه أول زيارة يقوم بها مسؤول مصري إلى دمشق منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

وتوجه وزير الخارجية سامح شكري صباح اليوم إلى سوريا وتركيا لتقديم التعازي في ضحايا الزلزال، ونقل رسالة دعم ومؤازرة للدولتين الشقيقتين في المحنة الإنسانية الراهنة.

وقال وزير الخارجية سامح شكري، "سلمت الرئيس الأسد رسالة الرئيس السيسي التي تعبر عن تضامن ومواساة الشعب والقيادة المصرية واستعداد مصر إلى تقديم الدعم لتجاوز تداعيات الزلزال".

وأكد شكري، أن مصر على استعداد تام لتوفير كل سبل الدعم الإنساني للسوريين، وتابع مصر مستمرة في التواصل لدعم الجهد الإنساني في سوريا. 

وأوضح شكري أن هدف زيارته إلى دمشق "إنساني من الدرجة الأولى"، وأوضح أنَّ العلاقات "المصرية - السورية" راسخة وقوية ونتطلع إلى تجاوز سوريا آثار الزلزال المدمر، لافتًا إلى أن مصر قدمت 1500 طن من المساعدات لها بعد الزلزال. 

ومن جانبه قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن مصر كان لها دور كبير في مساعدة سوريا لمجابهة تداعيات الزلزال، مشيرًا إلى أن المساعدات المصرية لسوريا عبّرت عن تلاحم شعبيّ البلدين.

ولفت المقداد إلى أن لقاء الرئيس السوري ووزير الخارجية المصري، الذي تضمن التشاور بشأن تداعيات الزلزال، كما تناولت العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.

وأعرب وزير الخارجية السوري، عن تقديره لاستضافة مصر للمواطنين السوريين، الذين دفعتهم ظروف الحرب إلى مغادرة بلادهم.

مصر أول فريق دولي يصل الشمال السوري

كان الفريق الطبي والإغاثي المصري أول فريق يصل للشمال السوري، وهو ما دفع «الخوذ البيضاء» الدفاع المدني في سوريا بتوجيه الشكر لمصر وللشعب المصري.

ووصل فريق مصري طبي وإغاثي إلى جندريس المنكوبة في سوريا، ليكون أول فريق من الخارج يصل شمال غربي البلاد التي دمر الزلزال المخيف أجزاء كبيرة منها، وذلك في إطار دعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.

كما وصلت ميناء اللاذقية السوري سفينة مصرية محملة بنحو 500 طن من المساعدات الإغاثية، لدعم جهود مواجهة تداعيات الزلزال وتقديم الإغاثة للمتضررين.

وقال السفير محمود عمر، القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق، إن "هذه الشحنة هي الثانية من المساعدات الإغاثية المقدمة للشعب السوري عبر ميناء اللاذقية... وسيتم تسليمها إلى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري لتوزيعها على المناطق المتضررة من الزلزال"، حسبما نقلت عنه الوكالة السورية.

وأضاف عمر: "من الطبيعي أن يقف المصريون إلى جانب أشقائهم السوريين لتخطي تداعيات الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلزال مع الاستمرار بتقديم المساعدات عبر الجسر الجوي والبحري الذي تم التوجيه بإنشائه لدعم المناطق المتضررة".

يُذكر أن الشمال السوري الذي تسيطر عليه المعارضة، من أكثر المناطق تضررًا في سوريا جراء الزلزال، بخلاف ما تركته سنوات الحرب والدمار.

إشادات أممية ودولية بمصر

وما بادرت به مصر لدعم الأشقاء في سوريا هو ما دفع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للإشادة بجهود مصر لإنقاذ ضحايا الزلزال في سوريا.

وقالت المفوضية في تغريدة على حسابها الرسمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر "بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن مصر أول فريق دولي يصل إلى سوريا ليقدم الدعم والإغاثة للمتضررين من الزلزال.. شكرًا لشعب وحكومة مصر على الدعم الدائم".

وبخلاف دور مصر البارز خلال كارثة الزلزال، كان لمصر دور ملموس تجاه اللاجئين السورين، مصر الدولة الوحيدة التي لم تضع اللاجئين في مخيمات.

وكثيرًا ما يؤكد الرئيس السيسي أن مصر تعتبر اللاجئين الموجودين على أراضيها ضيوفا أيا كان عددهم، وقائلًا: لا توجد معسكرات لإيواء اللاجئين على أراضي مصر لأنهم يعاملون أفضل معاملة وغير مقبول أو مسموح بالتعامل معهم بشكل سلبي فهم يمتلكون شركات وتجارة وأعمال في مصر على أفضل ما يكون.

وهو ما دفع الرئيس السوري بشار الأسد يعرب عن ذلك في أول لقاء له مع مسؤول مصري منذ اندلاع الحرب في 2011.

وقال الأسد خلال لقائه بوزير الخارجية سامح شكري اليوم في دمشق، إن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سوريا كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق، مما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.