رحيق السطور.. إبحار فى زورق الأحلام

على متن زورق الأحلام يبحر (الحكيم عبر الحدود) بين (الفصول من كتاب العمر) مقدمًا (باقات البستان) لقُراء العربية (والباقات الوردية) لقُراء الإنجليزية والفرنسية، هكذا يلخص الأديب د. محمد هانى حافظ مسيرته الابداعية التى جسدتها كُتبه الخمسة، وحافظ امتداد لسلسلة طويلة من أطباء مبدعين منهم من تفرغ لأدبه، مثل «يوسف إدريس»، و«محمد المخزنجى»، و«محمد المنسى قنديل»، و«أحمد خالد توفيق»، على المستوى المصري، و«انطون تشيخوف»، الروسى على الصعيد العالمي.

ومنهم من جمع بين الأدب وممارسة الطب مثل «هيفاء بيطار» الطبيبة السورية و«رجاء بن عبدالله الصانع» من السعودية وكذلك د.محمد هانى حافظ أحد أبرز أطباء الكلى على مستوى مصر والعالم العربى ورئيس جمعية الكلى الإفريقية بالانتخاب.

وصاحب العديد من الأبحاث والدراسات التى نوقشت فى مؤتمرات دولية، والكتابة لدى د.محمد هانى حافظ متعة ذهنية وفكرية كما يقول هو(تخفف من وطأة الحياة ورتابتها، وتجعلك تأخذ مواقف أكثر عقلانية وتفكر فيمن حولك وماحولك بصورة أفضل بعد أن تبتعد قليلًا عن ذروة الحدث وتخرج عن الإطار).

وفى كتابه الأخير «باقات البستان» تكتشف نزعة صوفية تظهر فى بيتين من الشعر: مضى العمر والايام والذنب حاصل وجاء رسول الموت والقلب غافل تزود من الدنيا فإنك راحل ودومك فى الدنيا محال وباطل.

ويجمع المؤلف فى كتابه بين إبداع شعراء وأدباء توقف عند (بعض إنتاجهم) ومنهم: «المتنبى وإبراهيم ناجى»، و«الإمام الشافعى»، و«أعلام التصوف الاسلامى»، وبين (إبداعه الذاتي) والذى يجمع بين الشعر والخواطر الفلسفية.

ومنها: (حياتنا حق انتفاع)، وقراءة التاريخ، ورؤية طبيب وأديب حول زمن وباء كورونا، الذى حكم العالم لعامين كاملين فرض عليه تعاليمه وشروطه، وأتوقف هنا عند خاطرة (تأملات نهاية عام ٢٠٢١) الذى أطلق عليه عام الحزن حيث فقد فيها عددًا من الاصدقاء والاقارب، كما فقد زوجته وكانت فى زيارة عائلية خارج مصر.

ولغة د.هانى سلسلة بسيطة مع عمق فى الأفكار وجمال فى العرض لها مع استخلاص العبر والدروس من مشاهدات تبدو عادية.