بدون أقنعة

المنافذ الحكومية

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

أحسنت الدولة عندما خططت لفتح مئات المنافذ لبيع السلع الغذائية للمواطنين وبأسعار مخفضة مقارنة بالسوق .. فقد غطت منافذ  (أمان) لوزارة الداخلية تقريبا جميع مناطق الجمهورية لكن ينقص بعضها تعليق لافتات بالأسعار حتى تحقق الهدف المطلوب حيث إن أسعار اللحوم تقل عن ميثلاتها عند الجزارين بفروق واضحة وكذلك المنافذ التابعة للقوات المسلحة حيث الالتزام التام بالسعر وأيضاً تخفيضات جيدة للمواطن الذى يعانى من ارتفاع الأسعار .


كما لم تتأخر المجمعات الاستهلاكية عن مهمتها الأساسية منذ الستينيات فى التمدد إلى المناطق البعيدة لتلبية احتياجات المواطن وبأسعار معقولة .
هذه خطوة هامة لمواجهة جشع التجار الذين يستغلون الأزمة العالمية لرفع أسعارهم وتحقيق مكاسب غير مبررة فى كل الأسواق حيث يغيب ضمير الكثير منهم أو يكاد أن ينعدم فهى فرصة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب المستهلك المسكين الذى لا حول له ولا قوة .


هذه الخطوة المهمة من الضرورى أن يتبعها خطوة أخرى أكثر أهمية وهى أن تقوم الحكومة الآن بعملية ضبط الأسواق لمواجهة هذا الجشع الذى يقوم به البعض لاستغلال المواطنين بحجة زيادة أسعار الخامات .. أنا مع زيادة معقولة وبنسبة عادلة لكن أن يقوم هؤلاء التجار بالرفع العشوائى للكثير من السلع فهذا غير مقبول تماماً .. وأرجو أن تقوم وزارة التموين والتجارة الداخلية بدورها وخاصة فى المناطق الشعبية اما ما يقوم به التجار الآن فهذا ينعكس سلبا على المواطن خاصة محدودى الدخل . ونرجو أن تعى وزارة التموين أن التجار فى المناطق الشعبية والفقيرة نسبيا يتفقون على رفع أسعارهم معا فلا يستطيع المواطن شراء السلعة من مكان واحد فكلهم يحددون نفس السعر وأنا المس بنفسى هذه اللعبة السيئة .


ليس معقولا ولا مقبولا أن نترك هؤلاء معدومى الضمير يتحكمون فى المواطن تحت حجج ومبررات واهية فليس هناك حملات حقيقية على الأسواق والدليل أن أسعار السلع ترتفع بشكل يومى وكلما سألت تجد ردوداً غريبة لا تتفق أبداً مع اقتصاد السوق والمواطن لا حول له ولا قوة فى مواجهة هذا الجشع غير المحدود .
إذا كانت حجة البعض بأن الخامات مستوردة من الخارج فإن معظم السلع الغذائية خاماتها محلية الصنع فى بلدنا فلماذا ترتفع وهناك الكثير من هذه السلع فى طريقها لأرقام لا تحتمل لغياب الرقابة على الأسواق . التجارلا يشعرون بالمواطن تماما رغم أنهم مستهلكون أيضاً فالتاجر يفعل ما يشاء لأنه يشعر بالأمان فلن يمر عليه أحد ليسأله لماذا يرفع أسعاره .


وزارة التموين أعلنت أنها قامت بتشكيل لجان ومجموعات عمل للمرور على المحلات والأسواق لرصد حركة تداول السلع من المصانع والشركات والموانئ وتداولها حتى الوصول إلى المستهلك النهائى لمواجهة ارتفاع الأسعار غير المبرر .. وأن هذه اللجان لضمان توافر السلع ومنع أى محاولات لحجبها ومنعها من البيع فى الأسواق وعدم حدوث اختناقات والتصدى للشائعات المغرضة لحدوث ارتفاعات فى أسعار السلع والتأكد من توازن الأسعار .
لا يستطيع أحد أن ينكر خطوات الحكومة للتخفيف على المواطن فى مثل هذه الظروف غير الطبيعية بسبب الحرب فى أوكرانيا التى تأثرت بها كل أسواق العالم .. هذه حقيقة لا مناص منها لكن لا يوجد بشائر لوقف هذه الحرب والدول الفقيرة خاصة لا تستطيع أن تفعل شيئا للتغلب على آثار هذه الحرب .
الحكومة من جانبها تحرص على توفير السلع وخاصة الغذائية للمواطن فى كل الأسواق وتسعى لتجنيبه تأثيرات هذه الحرب بشتى السبل والمواطن عليه دور كبير فى مواجهة جشع التجار بالامتناع عن شراء أى سلعة مغالى فيها ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك .