كشف حساب

رعب ثلاثى الأبعاد!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

يعيش العالم أجمع، والشرق الأوسط بشكل خاص، حالة من الرعب ثلاثى الأبعاد، بخلاف جائحة كورونا، التى ما تلبث أن تختفى، حتى تعاود الظهور من جديد. أما الرعب ثلاثى الأبعاد الذى أقصده فيشمل حرب أوكرانيا والتضخم الجامح، والزلازل المدمرة. وقد غاصت مواقع التواصل الاجتماعى، بالعديد من المنشورات والفيديوهات، التى تشير بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى نشر هذا الرعب متعدد الأوجه، الذى دفع البعض إلى اعتباره إنذارا بنهاية العالم.

ورغم إيمانى المطلق بنظرية المؤامرة، ودور أمريكا ومن خلفها أوروبا فى إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية، بغض النظر عن تضرر العالم النامى. كما لا يمكن أن أنفى مسئولية أمريكا أيضا، عن التضخم والارتباكات الاقتصادية والانخفاضات التى ضربت العملات الرئيسية والمحلية فى العالم أمام الدولار، وخروج الأموال الساخنة من الاقتصادات الناشئة، بسبب رفع الفيدرالى الأمريكى سعر الفائدة ٨ مرات فى فترة وجيزة. أما اتهام أمريكا من خلال سلاح (هارب) بالتسبب فى زلزال تركيا وسوريا الذى راح ضحيته حتى الآن أكثر من ٥٠ ألف انسان، ناهيك عن تدمير مدن وقرى كاملة فى الدولتين. فلا أستطيع أن أستوعبه لأنه يشبه الاتهام بتخليق فيروس كورونا الذى تسبب ولا يزال فى قتل الملايين. الكل بات على يقين أن حرب أوكرانيا هى فى الحقيقة حرب عالمية بين روسيا من جانب وأمريكا والغرب بوكالة أوكرانية من جانب آخر، وأن أكثر من ٣٠ دولة تزود أوكرانيا بالأسلحة المتطورة. ورغم معاناة الأوربيين من التضخم وتبعات الحرب الأخرى، فإنهم لايستطيعون أن يرفضوا أوامر أمريكا بفرض العقوبات ضد روسيا وتزويد أوكرانيا بالأسلحة المتقدمة. فهل يكون برنامج (هارب) الأمريكى الذى - بحسب موقعه الإلكترونى - يحدث موجات هى الأقوى والأعلى تردّداً باتّجاه الغلاف الأيونى على ارتفاع ٦٠ كم من سطح الأرض هو المتسبب فى الزلازل ؟! السؤال يبحث عن إجابة من علماء الفضاء والجيولوجيا العرب.

لكن تبقى الولايات المتحدة الأمريكية فى رأيى غير بعيدة عن دائرة المؤامرات والفتن والحروب والصراعات فى أنحاء العالم، وليس لها من هدف إلا تحقيق مصالحها، واستمرارها كقوة عظمى وحيدة، تفرض إرادتها على الكرة الأرضية، دون أى منازع، ودون أى اعتبار للخوف والرعب الذى يعصف بـ٨ مليارات إنسان على وجه الأرض. رحمتك يارب.