لحماية الأطفال l أوروبا تحاصر كوارث السوشيال ميديا بقيود وقوانين جديدة

أوروبا تحاصر كوارث السوشيال ميديا
أوروبا تحاصر كوارث السوشيال ميديا

مي السيد

 يتجه الاتحاد الأوروبى لفرض قيود وقوانين جديدة على منصات التواصل الاجتماعى، خاصة التيك توك، وذلك بسبب ما يحدث فى هذا الفضاء الإلكترونى، والتى وصفها المسئولون بأنها تهدف إلى نشر الكراهية والعنف والنصب على المواطنين والابتزاز، وهو ما يؤدى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الأوروبية.

وقالت المفوضية الأوروبية: إن القوانين الجديدة تسعى لحماية الأطفال والمراهقين، من مخاطر السوشيال ميديا، وبالأخص منصات التواصل الاجتماعى، والتى يتم من خلالها عمليات ابتزاز ونصب من أجل الربح، كما تحاول حماية المجتمعات من الشائعات والأخبار الكاذبة، ومحاولات الاستقطاب بدافع العنصرية والإرهاب.
ووصفت السلطات الأوروبية تمكنها من السيطرة على خطورة المواقع الإلكترونية بالقوانين بأنه انجاز، ولكن المحتالين ومروجي الشائعات وجدوا فى السوشيال ميديا أرضًا خصبة لبث سمومهم، واستخدام أساليب ملتوية للربح وتنفيذ أغراضهم، والتى من بينها التجسس واختراق أجهزة الضحايا لابتزازهم وسرقة المعلومات.

البلوجرز
يشتهر البلوجرز فى أوروبا، بجمعهم أعداد ضخمة من المتابعين، تصل فى بعض الأحيان إلى عشرات الملايين، وهو ما جعل تحقيق الأرباح من المشاهدات والهدايا سهلا بالنسبة لهم، ولكن أغلبهم يقومون بعمليات احتيال لزيادة المشاهدات وتحقيق أرباح، وكان آخر عمليات الاحتيال التى قام بها البلوجرز، خلال زلزال تركيا وسوريا.
فمع بدء انتشار الأخبار عن هدم المنازل وهناك ما يقرب من 5 ملايين مشرد بتركيا وسوريا جراء الزلزال، انتشرت حملات التبرعات للضحايا والمصابين بهدف مساعدتهم فى إيجاد مأوى، وفى أوروبا قام المئات من البلوجرز بعمل بث مباشر لجمع التبرعات، مستغلين عدد المتابعين الهائل وحجم فداحة القضية، ويزعمون أنهم يجمعون تلك الأموال للناجين الذين تم تركهم بدون مأوى أو تدفئة أو ماء بعد الكارثة الطبيعية التى أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص ولكن فى النهاية اكتشفت حيلهم، وتواصلت السلطات مع تطبيقات الدفع الإلكترونى من أجل حجز تلك الأموال وعدم التصرف فيها.

الاحتيال الإلكترونى
 تقول الإحصاءات الرسمية: إنه فى بريطانيا هناك 1.9 مليون بلاغ تم تقديمه لحوادث تتعلق بالاحتيال عبر الإنترنت فى العام الماضى، وأيضا هناك حوالى 10 ملايين دولار أمريكى هى محصلة النصب لعام 2022 باسم الحب فقط فى أستراليا، ومن أبرز أساليب النصب الإلكترونى تلقى الضحية رسالة فيها رابط إلكترونى خبيث، ويطلب في نص الرسالة من الضحية الضغط على الرابط للوصول إلى موقع معين أو للتصويت على استفتاء ما، وحال الضغط على الرابط يتمكن المحتال من اختراق جهاز الضحية والوصول إلى بياناته واستغلالها لأغراض خبيثة.
وهناك طريقة يتبعها بعض المحتالين تحدث عنها الخبير، هى عندما يرسل الأشرار لضحاياهم رسائل معينة تطلب منهم تحويل مبالغ مالية صغيرة كرسوم اشتراك فى سحب على جوائز ذات قيمة مادية كبيرة، وتقوم الضحية بتحويل الأموال للمحتال بملء إرادتها، بجانب برامج «الفدية» التى انتشرت على نحو واسع على مر السنوات الثلاث الفائتة، والتى تخترق أجهزة الضحايا وتسيطر عليها، وتطلب من الضحية تحويل مبالغ معينة للمخترقين.

سلاح الشائعات
يعتبر سلاح الشائعات واحدًا من الأدوات التى يتم استغلالها بكثافة لتوجيه الرأى العام أو إحداث بلبلة عن طريق نشر معلومات مضللة ومحرضة على العنف، وهو ما دفع العديد من الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات جادة للحد من تلك الشائعات التى وجدت من منصات التواصل الاجتماعى ملاذًا آمنًا لها.

وشهدت فترة انتشار فيروس كورونا كمًا كبيرًا من الشائعات حول اللقاحات المضادة للفيروس، وكانت تنتشر بكثافة على الفيس بوك وتويتر، ومن بين تلك الشائعات أن التطعيم يغير الحمض النووى أو أن الدواء أفضل من التطعيم، ما يعرض صحة الملايين للخطر، ورغم مواجهة الحكومات لتلك الشائعات، إلا أنها واجهت صعوبات فى تطعيم المواطنين.
أيضا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وأصبحت غالبية المنصات أداة حرب بيد كلا الطرفين، حيث يتم نشر فيديوهات مكثفة وبوستات للترويج لكل طرف، وذلك من أجل الحصول على التعاطف، حتى أن وزيرة الداخلية الألمانية عبرت عن قلقها من الحملات الإعلامية التضليلية والتى تنشر معلومات مضللة ومؤيدة لروسيا.

 وقالت الداخلية الألمانية: أنهم تلقوا بقلق معلومات حول وجود مواقع إلكترونية تبدو حقيقية لكنها مزيفة فى الحقيقة، ويجرى ربطها بمواقع إخبارية راسخة عن طريق حسابات مزيفة فى منصات تواصل اجتماعى بعينها، وأشارت إلى أن هذه المواقع يتم عليها اختلاق أخبار ونشر مقاطع فيديو مزيفة، وقالت الداخلية الألمانية أيضا: أن الهدف من هذه الأعمال تقويض الثقة فى الساسة والمجتمع والمؤسسات الحكومية، مشيرة إلى أن ذلك يشير بما لا يدع مجالا للشك أن ألمانيا تواجه خطرًا كبيرًا من المعلومات المضللة.

خطر التيك توك
أصبح التيك توك منصة التواصل الاجتماعى الأسرع نموًا فى العالم، فيما يعد صغار السن الأكثر استخدامًا، ومع تزايد استخدام المستخدمين للتطبيق كمصدر للأخبار، ومع قيام وسائل إعلام دولية باستخدام التطبيق، تزايدت التحذيرات من أن التطبيق يمكن إساءة استخدامه لنشر معلومات مضللة عن عمد.
وهددت السلطات الأوروبية شركة تيك توك بحظر استخدام الشبكة الاجتماعية إذا لم تمنع القاصرين من الوصول إلى مقاطع الفيديو التى يحتمل أن تسبب القتل، وواجهت منصة تيك توك مجموعة من التدقيق التنظيمى عبر التكتل الأوروبى فى السنوات الأخيرة، بما فى ذلك شكاوى من سلطات حماية المستهلك وعدد من التدخلات من سلطات حماية البيانات.

ومن جانبها تتجه الحكومة الهولندية لحظر استخدام «تيك توك» على جميع الأجهزة الحكومية، وذلك لمنع التجسس عليها، وأعربت عن قلقها بشأن التطبيق حتى يتم التأكد من حماية البيانات الخاصة به، يأتى ذلك بالإضافة إلى إجراء استفسارين مفتوحين للائحة العامة لحماية البيانات فى أيرلندا أحدهما بشأن معالجة منصة الفيديوهات لبيانات الأطفال والآخر فى عمليات نقل البيانات إلى الصين.
يأتى ذلك بعدما خرجت تقارير تفيد بقيام تيك توك بالوصول إلى البيانات من المستخدمين الأوروبيين، وهو ما أثار قلق الجهات الأوروبية وخاصة هولندا، ويرجع السبب وراء هذه المخاوف إلى أن الحكومة الصينية قد تستغل التطبيق للوصول إلى بيانات المستخدمين الحساسة أو تستغل التطبيق فى نشر معلومات مضللة، رغم أن بكين تنفى مثل هذه الاتهامات.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٢٣/٢/٢٠٢٢

 

أقرأ أيضأ : رغم حبس «لوشا ومودة وحنين».. جرائم «البلوجرز» عرض مستمر