بدون تردد

بناء الإنسان.. والدول «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

من المتوافق عليه فى كل الحضارات الانسانية على مر العصور، أن الإنسان هو الأداة والوسيلة لبناء الدول، وهو الصانع للنمو والتقدم فى كل زمان ومكان.

والمؤكد أن بناء الإنسان على أساس سليم وصحيح، هو شرط لازم لدخول الدول فى نطاق ومصاف الدول الديمقراطية القوية والحديثة،...،  وذلك يتطلب بالضرورة إحداث تطوير شامل وإصلاح كامل لمنظومتى التعليم والصحة اللازمتين لبناء الانسان الصحيح، فى ظل توافر الحياة الكريمة للجميع.

ولتحقيق ذلك لابد من الاهتمام بالتنمية الإنسانية المتكاملة، اللازمة والمؤهلة للفرد القادر على تحمل المسئولية بأكبر قدر من الكفاءة والإبداع مادياً ومنعوياً.
وللوصول إلى ذلك لابد من الإدراك أننا نحتاج إلى توافر التمويل اللازم، لتنفيذ المخطط الشامل للإصلاح والتطوير والتحديث، فى المنظومتين التعليمية والصحية على الأقل وبصفة مبدئية، وهو ما يقدر بمبالغ كبيرة تقدر بما يتعدى عدة مئات من المليارات من الجنيهات سنويا،...، فى دولة بحجم مصر يزيد تعدادها على مائة مليون نسمة.

وللنهوض بالمنظومة التعليمية والارتقاء بها لأداء مسئوليتها المهمة، على سبيل المثال وليس الحصر، يحتاج الأمر بالضرورة إلى تعيين وتوظيف آلاف المدرسين، لاستكمال النقص فى هيئات التدريس باعتبار هذا الأمر ضرورة لابد منها، حتى يكون للمدارس جدوى وتقوم بدورها التعليمى على أفضل وجه، كما تحتاج  أيضا لبناء مئات الآلاف من المدارس الجديدة كل عام.

أما النهوض بالمنظومة الصحية، كى تكون صالحة ومهيأة للوفاء بمسئولية بناء الإنسان المصرى، فذلك يحتاج بالضرورة إلى قدر كبير من الموارد المادية والمالية الكافية لتحديث وتطوير المستشفيات ، كى تكون قادرة على القيام بمهامها ومسئوليتها على أسس سليمة ومتطورة، بحيث تشمل نظاماً متكاملاً وشاملاً للتأمين الصحى الشامل اللازم لتوفير حياة كريمة للمواطنين .

وفى هذا الإطار من الضرورى كذلك، توافر المناخ المناسب لإحداث هذا التطوير والتحديث والإصلاح فى جميع المجالات المؤدية لبناء الإنسان على أسس سليمة وصحيحة، وهو ما يعنى الحاجة إلى تعليم جيد وحديث وثقافة واسعة وصحيحة، وصحة جيدة وسليمة فى ظل نظام علاجى قوى وحديث  ومتكامل، وبيئة نظيفة، بدون عشوائيات،...، وهذا يحتاج بالقطع إلى تكاليف مادية ومالية وقدرات معنوية ليست بالقليلة ولا الهينة ولكنها ضرورية،...، كان الله فى عوننا جميعاً.