فيصل مصطفى يكتب: الحاجة أم الإختراع

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

يبدو أن كارثة الزلزال الأخير المدمر فى تركيا وسوريا ، قد فتحت باب الاختراعات العلمية ، التى تستهدف الحد من الخسائر البشرية العالية من الأرواح التى تذهب ضحية للزلازل الكبيرة المدمرة ، وهو الأمر الذى وضح فى زلزال تركيا وسوريا الأخير ، حيث بلغت الخسائر فى الأرواح أكثر من 41 ألف قتيل بخلاف أكثر من 100 ألف مصاب وهى أرقام ليست نهائية بل مرشحة لمزيد من التصاعد .

ويزيد الأمر سوءا أن العلماء يتوقعون مزيدا من الزلازل مع عبث الإنسان وتعامله برعونة مع نواميس الكون والطبيعة ، سواء من حيث ملء الخزانات والسدود بكمية كبيرة من المياه ، أو بناء الأنفاق وتنفيذ مشاريع التكسير، ومشاريع الطاقة الحرارية الأرضية، أو بسبب انهيارات الكهوف والمناجم ، أو غير ذلك من الأمور. 

ومن هنا تأتى أهمية وضرورة العمل على مواجهة الآثار السلبية للزلازل خاصة فى الأرواح ، أثمن شىء فى الوجود ، فالأرواح لا تُعوض، ومن يذهب لا يعود مرة أخرى . ووسط موجة الحزن والترقب والقلق والتوتر التى تسود العالم بسبب الزلزال الأخير ، واشتعال حرب عالمية ثالثة وحقيقية بين روسيا والناتو .. فاجأت الصين العالم بالإعلان عن اختراع مذهل يحمى الانسان من الزلزال، وهو عبارة عن "سرير" فولاذى يتحمل أى إنهيارات، تحدث فوقه ، ويُغلق ذاتيا  على صاحبه ، وبه مواد غذائية ومؤن تكفيه لمدة طويلة ، بجانب إنترنت فائق السرعة وتليفون محمول، يمكنه من الإتصال بأى مكان فى العالم، وجهاز ذبذبات يكشف عن مكانه لطرق الإنقاذ خلال دقائق قليلة . إنه اختراع مذهل وجديد يؤكد أن الحاجة أم الاختراع ، وأن العقل البشرى لايتوقف عن الإبداع والابتكار فى مواجهة كل الكوارث والمصائب التى تحدث .

وهذا الاختراع يُوضح الصورة الحقيقية للصين ، من أنها ليست مجرد دولة مقلدة ، وناقلة للإختراعات الغربية، بل هى دولة مخترعة ومبتكرة لأشياء تفيد الإنسان وتحافظ على حياته . وهذا الإختراع ليس نهاية المطاف ، ولكن الأرجح أنه مجرد بداية ، لأن الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وأمريكا، لا تعلن عن الجديد من اختراعاتها وابتكاراتها، إلا عندما تكون قد وصلت إلى الجيل الثالث من الإختراع، ففى هذه الحالة تكشف عن الجيل الأول . 

وبالتالى فالصين بالتأكيد لديها الجديد المثير ، ووجدتْ فى الزلزال الأخير فرصة لتسويق منتجها الجديد، وتحقيق أرباح مالية طائلة من ورائه .
[email protected]