الفنان هشام إسماعيل: عقلي بيفكر بالكوميدي

الفنان هشام إسماعيل
الفنان هشام إسماعيل

كتب: محمد بركات

استطاع هشام إسماعيل بأدائه الرائع وحسه الكوميدى أن يكسب قلوب عدد كبير من الجمهور، بدأ رحلة احتراف الفن في مسرحية "قهوة سادة" مع المخرج خالد جلال، بعدها ظهر بشخصية "فزاع" في مسلسل "الكبير أوي"، ليبدأ رحلة نجاح في أدوار كوميدية وتراجيدية ووطنية مختلف.

هو فنان يبحث عن الفكرة المؤدية للضحك، وليس الضحك في حد ذاته، له وجهة نظره وأسلوبه الخاص فى تقديم الكوميديا التى يراها علم دقيق يجب تقديمه بدقة وإحكام حتى يخرج العمل مكتمل العناصر، يخطو هشام خطوة جديدة لكن على المسرح من خلال مسرحية "طيب وأمير"، التي ستعرض على خشبة المسرح الكوميدي الفترة المقبلة ليكشف لنا تفاصيل مسرحيته الجديدة، وأعماله التليفزيونية التي سيخوض من خلالها سباق الموسم الدرامى الرمضانى القادم، من خلال الحوار التالي، وإلى نص الحوار:

- كيف جاءت مشاركتك في مسرحية "طيب وأمير" ؟
مسرحية “طيب وأمير”، هي باكورة إنتاج  فرقة المسرح الكوميدى هذا العام برئاسة الفنان ياسر الطوبجى، وعندما عرض على الفكرة رحبت جداً، فكرة المسرحية إجتماعية إنسانية في إطار كوميدي، عن فيلم “سلامة فى خير” من تراث الراحل نجيب الريحاني، وأجسد في العرض الشخصية الرئيسية، وهو موظف بسيط يحاول الحفاظ على عمله، ويتعرض لعده مواقف صعبة ويضطر للخروج من هذه المحنة بشكل كوميدى، نواصل حاليًا بروفات المسرحية يومياً استعدادًا للافتتاح قريباً، ويشارك في البطولة مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم تامر فرج، عمرو رمزى فرج وأحمد السلكاوي ورشا فؤاد ونهي لطفي وشريف حسني وشيماء عبد القادر ومحمود الهنيدي ومحمود فتحي، والعديد من نجوم فرقة المسرح الكوميدي، العرض من تأليف أحمد الملوانى، وإخراج محمد جبر.

- أيهما تفضل العمل في مسرح القطاع العام أم الخاص ؟
يهمنى في المقام الأول محتوى وفكرة العمل الذى يحبه الجمهور ويقبل عليه، العمل في المسرح لا يختلف من قطاع عام أو خاص، والاختلاف أن مسرح القطاع الخاص يوفر كل الدعم لخروج الرواية بشكل جيد من خلال الميزانيات والدعاية الكبيرة حتى يحقق أرباح، في المقابل القطاع العام لا يقدم دعاية كافية وميزانيته معقولة ولكن عروضه تعتمد على الانضباط والرقى، وأسعار التذاكر مناسبة والمسارح الخاصة تقدم محتوى يعتمد على “الإفيهات” بشكل أكبر، فكل مسرح له جمهوره.

- كيف ترى شكل القطاع الخاص حاليًا ؟
تجربة مسرح “كايرو شو” ساهمت في عوده الروح لمسرح القطاع الخاص، وكانت دفعة معنوية كبيرة للقطاع الخاص، وسبب في عوده النجوم للمسرح، بالإضافة إلى ظهور موسم الرياض الترفيهى الذى فتح المجال المسرحى ما بين البلدين الشقيقين، وكان من حسن حظى المشاركة في تجربتين وهما مسرحية “علاء الدين” بطولة أحمد عز، مسرحية “ياما في الجراب يا حاوى” للنجم يحيى الفخراني، يكفى أن هذه التجربة ساهمت فى احياء المسرح من جديد، بعد أن قدمت تجارب مميزة وجريئة مثل تقديم عمل كلاسيكى “الملك لير” بالقطاع الخاص وبعده عرض “3 ايام فى الساحل” ثم “علاء الدين” وغيرها من الاعمال، حيث التكنولوجيا وعناصر الإبهار، يسير “كايرو شو” بشكل منضبط جدًا، وأتمنى أن يكون هناك مشاريع أخرى على شاكلته.

اقرأ أيضًا | هشام إسماعيل يكشف تفاصيل «إيجار قديم»

- أيهما أقرب إلى قلبك، المسرح أم الدراما  التليفزيونية أم السينما ؟
كل عمل ناجح بالنسبة لى هو بمثابة أقرب عمل إلى قلبى، نجاح كل عمل هو بداية خطوة جديدة لخطوات قادمة كلها مجهود وكفاح للحفاظ على نجاح الخطوة الأولى، سواء كان هذا العمل مسرح أو تليفزيون أو سينما، لكن راحتى النفسية أجدها من خلال وقوفى على خشبة المسرح، المسرح هو “أبو الفنون” الذى يتمتع ببريق خاص، ويتيح للفنان فرصة الاتصال المباشر مع الجمهور، ويستعيد الفنان أدواته مرة أخرى، على الفنان أن يثبت نفسه بالوقوف على المسرح فهو بمثابة مقياس لمحبة الجمهور، أيضاً السينما تتمتع ببريق خاص بالنسبة لى لأنها شهدت بدايتى، أما التليفزيون هو منفذ كبير للشهرة والنجومية ومهمة بالنسبه لى.

- ماذا عن مشاركتك في رمضان المقبل ؟
نواصل تصوير الجزء السابع من مسلسل “الكبير أوي”، ويشهد العمل العديد من المفاجآت في أحداثه وتطورات مختلفة لشخصيات “الكبير وحزلئوم وجوني”، بعد أن حقق الجزء السادس من المسلسل نجاحًا كبيرًا في رمضان الماضي، وتصدر العمل مواقع التواصل الاجتماعي نظرًا لأحداثه الشيقة والتي تتسم بالكوميديا، كما أشارك في مسلسل”جميلة” بطولة ريهام حجاج، عبير صبرى، سوسن بدر، يسرا اللوزى، أحمد وفيق، هانى عادل،وغيرهم من النجوم، ويتناول العمل العديد من القضايا الاجتماعية والصراعات التى نشهدها من حولنا فى المجتمع، تأليف أيمن سلامة وإخراج سامح عبد العزيز.

- هل حرصت على إضافة تفاصيل جديدة لـ”فزاع” ؟
حدثت بعض التحولات فقط في شخصية فزاع، فحرصت على أن أبنيها بنفسى، لكن لم تتغير الشخصية منذ الجزء الأول حتى السادس، التغيرات كانت بسيطة جدًّا، وأعطيت لـ”فزاع”  خبرتى والنضج الإنسانى، ليرى الناس أن “فزاع” أكثر حكمة، ويحب “الكبير” مثل أخيه الأكبر، وستشهد الشخصية تطورات كبيرة في الجزء السابع.

- كيف يقوم هشام إسماعيل بتجديد “إفياهته” الكوميدية ؟
الحمد لله أعتبر نفسى “عقلي بيفكر بطريقة كوميدى”، دائما أرى الأمور يمكن تناولها بشكل كوميدى حتى التي أكثرها جدية ، ليس بالضرورة وجود إفيه أو نكتة أو موقف كوميدى أو سخرية، بالعكس تمامًا، من الجديه المفرطة أستطيع صنع موقف كوميدى، هذه وجهه نظري في الكوميديا التي دائمًا ما أعمل عليها وتظهر في أعمالى، وهو أن نقدم الشخصية بشكل منضبط ثم أتركها تتعرض للموقف، وهنا يتم خلق الكوميديا، وإذا نظرنا حولنا نجد أن أغلب المصريين يحولون أصعب المواقف إلى مواقف كوميدية، الكوميديا تنبع وتخرج من أصعب الظروف.

- لماذا أصبح لدينا أزمة فى الكتابة للكوميديا على وجه التحديد ؟
بسبب ضيق الوقت، الأعمال الفنية يتم كتابتها على الهوى وتستمر كتابتها حتى بعد بدء التصوير، ثم قد لا يستند البعض على الموهبة، بقدر استنادهم على كاتب سريع فى الكتابة، وقد تكتب الشخصيات على حسب الطلب، لمجرد فكرة طرأت ليتم تنفيذها فى شهرين فقط، برغم أننا لدينا كتاب موهوبين فوق الوصف لكنهم غير معروفين، إلى أن ظهرت ورش الكتابة بسبب ضيق الوقت، أدى ذلك إلى الاستسهال في تناول الأفكار والسرعة في كتابتها، فصناعة الضحك مثل أى صناعة من الممكن أن تتعرض لمشكلات بسبب عدم الاعتماد على الأساليب العلمية لصناعة الكوميديا، فالكوميديا علم، كنا نجد في الماضى فيلم كوميدى من تأليف الأديب الراحل نجيب محفوظ، أوعبد الرحيم الزرقانى، أو السيد بدير، أو صلاح أبو سيف، كانوا يكتبون نص جيد وتخرج منه الكوميديا، فكانوا يتعاملون مع الفكرة كأنها فكرة حربية أو تاريخية، أما الان يتم التعامل مع الكوميديا من خلال الاعتماد على ممثلين معينين على أنهم سينقذون الموقف، فيتم كتابة نصوص ضعيفة ويتم الاعتماد على ضحك وفكاهة الممثل،لابد من وجود فكرة ثم يتم تطويرها حتى تصبح قصة إنسانية تعيش سنوات طويلة وكل ذلك يحتاج إلى وقت.