عصام عمارة
جاء نفي الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، مؤخرا لشائعة بناء مدينة طنطا الجديدة على ٢٩٨ فدان من الأراضي الزراعية بمنطقة سبرباي التابعة لهيئة الأوقاف المصرية، حيث تعد المحافظة الوحيدة بالجمهورية التي لا يوجد لها ظهير صحراوي يسمح بالتمدد العمراني والسكني والصناعي كون غالبية أراضيها زراعية ومن أجود الأراضي الزراعية في مصر.
اقرأ أيضا
محافظ الغربية يناقش التحول الرقمي ومشروعات حياة كريمة بزفتى
ويبلغ عدد سكان محافظة الغربية، أكثر من ٥ مليون نسمة مليون نسمة على مساحة لا تتجاوز ٤٦٢ ألف فدان مخصصة للبناء ما أدى التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية خلال سنوات عديدة ماضية حتى توقفت التعديات مع تكثيف جهود المحافظة، المحليات لوقف التعديات على الأراضي الزراعية بمراكز المحافظة المختلفة إلا أن الحاجة للتوسع الصناعي والسكني لازالت مستمرة.
وأكدت مصادر بمحافظة الغربية، أن محاولات إيجاد ظهير صحراوي لمحافظة الغربية كما رصدتها بوابة أخبار اليوم، بدأت مع نهاية عام ٢٠١١ عندما ورد إلى محافظة الغربية مقترح ودراسة تقدم بها الدكتور عبدالمنعم القيسوني استاذ متفرغ بكلية الهندسة ورئيس جامعة المنيا الأسبق وأحد أبناء المحافظة، تشمل دراسة مستفيضة عن ذلك ولتخفيف التكدس بالمحافظة والحفاظ على الأراضي الزراعية بها، وتم إرسال مخاطبات من محافظة الغربية في هذا التوقيت إلى الجهات المعنية ومجلس الوزراء لدراسة لإقامة مشروع ظهير صحراوي في منطقة غرب طريق وادي النطرون العلمين بعد أن تم عقد عدة اجتماعات بالمحافظة لوضع تصور مبدئي لإمكانية إقامة المشروع المقترح وتوفير مساحة ١٥٠ ألف فدان بمنطقة وادي النطرون لذلك الغرض واحتياج المحافظة الفعلي لإنشاء ظهير صحراوي وعمراني زراعي لندرة الأراضي بالمحافظة كونها أراضي زراعية حيث سيتم الاعتماد على المياه الجوفية والأبار بالمنطقة المقترحة لإقامة مجتمع زراعي بها، إلا أن صعوبة التنفيذ وبعد المسافات بين محافظة الغربية والأراضي المقترحة لتكون ظهير صحراوي حال دون تنفيذ ذلك مما يؤكد معه عدم رغبة المواطنين في الانتقال إلى وادي النطرون، وسبق تلك المحاولات محاولة عام 2005 لضم مركز كوم حمادة التابع لمحافظة البحيرة إلى محافظة الغربية إلا أن وزارة التنمية المحلية ردت على ذلك بعدم وجود مساحات تصلح كظهير صحراوي وتكرر نفس الأمر عام 2008 بعد أن تم التقدم بطلب إلى اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية وقتها، وجاء الرد من قبل وزارة التنمية المحلية، أنه بالنسبة لمركز كوم حمادة لا يوجد به مساحات فضاء تصلح “ظهير صحراوي” و بالنسبة لمركز بدر فتم تقسيم الأراض لأحواض تابعة للجمعيات الزراعية ولا يوجد بها أراضي فضاء، هذا ويتضح أن المحاولات السابقة والدراسات التي تم تقديمها في ذلك الغرض لم تحظ بقبول شعبي جماهيري من أبناء ومواطني محافظة الغربية للانتقال إلى منطقة وادي النطرون كونها تبعد مسافات طويلة أكثر من ١٥٠ كيلو عن أقرب مراكز المحافظة لتظل محافظة الغربية حبيسة بدون ظهير صحراوي.
جدير بالذكر، أن الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية قد نفي مؤخرا ماتم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن اعتزام محافظة الغربية بناء مدينة طنطا الجديدة على مساحة ٢٩٨ فدان بمنطقة سبرباي، مؤكدا أن ذلك عار تماما من الصحة وأنه لاتوجد أراضي تصلح لهذا المشروع بالمحافظة كون المحافظة بدون ظهير صحراوي.
وكلف محافظ الغربية العلاقات العامة والإعلام بالمحافظة بإصدار بيان رسمي لنفي تلك الشائعة جاء فيه تؤكد محافظة الغربية أن ما أثير مؤخراً بشأن انتهاء المحافظة من وضع المخطط التفصيلي لمشروع طنطا الجديدة على مساحة 298 فدان من الأراضي الزراعية تمهيدا للبدء في تنفيذ المشروع، هو شائعة ليس لها أي أساس من الصحة، وأن المشروع كان فكرة لم تدخل حيز التنفيذ بسبب عدم توافر الأراضي المناسبة لتنفيذها.
كما تؤكد المحافظة، أنها حريصة كل الحرص على الاهتمام بالرقعة الزراعية والحفاظ عليها من خلال مواجهة ظاهرة التعديات على الأراضي الزراعية بكل حسم.
