نقطة نظام 

أيمن بدرة يكتب ..دور الجالية السودانية في مواجهة الفتنة الكروية

الكاتب الصحفي أيمن بدرة
الكاتب الصحفي أيمن بدرة

لا استطيع التعميم وان يكون الاتهام في واقعة الإساءة لفريق الأهلي على المشاع لكل من ينتمي إلي الرياضة السودانية في المباراة الأخيرة  التي جرت بينهما في ام درمان ضمن دور المجموعات في دوري أبطال افريقيا من وسط هوجة ملوثة بالتعصب تخرج اصوات عاقلة ترفض السلوك الصبياني العدواني الذي انتهجه عدد من مسئولي النادي إدارياً واعلامياً .

كتب زميلنا الإعلامي السوداني ياسر قاسم الذي عمل لسنوات في جريدة البيان الإماراتية ليكشف أن  مسئولي نادي الهلال كذبوا  على جماهيرهم حينما أشاعوا أن قرار منعهم من حضور  مباراة فريقهم مع الأهلي صدر من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ( الكاف ) مجاملة للأهلي .. وهم يعلمون أن هذه العقوبة صدرت نتيجة احداث مباراة الهلال مع فريق سان جورج الاثيوبي . 


سرت الكذبة سريان النار في الهشيم وسط جماهير تفتقد إلي مصداقية إعلامية وألقى على هذه النار تصريح لرئيس نادي الزمالك مؤيداً هذا الكلام المغلوط استمرار لسلوك غير مظبوط ينتهجه في التعامل مع منافسه الأهلي المصري ..رغم أن فريقه يلعب مع المريخ السوداني في ليبيا لان هناك عقوبة مفروضة على المريخ ..ولم يخرج أحد ليكذب ويدعي أن نقل المباراة خارج الأراضي السودانية مجاملة للفريق المصري.

وقعت الواقعة وتعرض الأهلي للاعتداء من جانب بعض المحسوبين على الهلال سواء بالسباب أو برش المخدر على محمد عبدالمنعم أو إهانة واستفزاز محمد الشناوي الذي كان هو الآخر في حالة عصبية شديدة يحاسب عليها ولا تليق بقائد فريق بقيمة ومكانة الأهلي.

وكانت الضربة التي تلقاها علي لطفي الحارس الاحتياطي صورة مقرفة ومسيئة لكل رياضي سوداني محترم .. وزاد الأمر مرار  ما خرج في الصحف والمواقع بعد المباراة و اجج النار في النفوس لأن التطاول والتسفيه وإهانة تاريخ الأهلي والإشارة إلي أن الهلال وضع هذا التاريخ في القمامة يعني أن هؤلاء الذين نشروا هذا الكلام يعيشون اوهام أن الفوز على الأهلي في مباراة يلغي تاريخ ثاني أكثر الأندية تتويجاً في العالم .

وهذا ما اشار آليه زميلنا الإعلامي السوداني ياسر قاسم في مقاله من أن عمق العلاقات الكروية المصرية السودانية تفوق اي محاولات التشوية والافعال التي تحاول زرع الفتنة مشيراً إلي النجم السوداني سليمان فارس الذي لعب للأهلي وكان الصديق المقرب من الأسطورة الأهلاوية صالح سليم .

نخرج من وقائع المأساة التي أحاطت بهذه المباراة فهناك شكاوى قدمها الأهلي للاتحاد الافريقي بكل ما حدث ويهدم قواعد الروح الرياضية التي تبنى عليها المسابقات .. ونسأل أنفسنا ماذا يمكن أن يحدث في المباراة القادمة للهلال في مصر والمحدد لها 31 مارس المقبل.

هل يمكن أن يتخيل ردة الفعل ما لم تكن هناك خطوات للتصدي لفيروس الفتنة الذي انتشر بشدة .

وهنا أرى أن الدور لا يقع على الأهلي وانما أعتقد أن هناك اكثر من 4 ملايين  سوداني يعيشون في بلدهم الثاني مصر ولهم بين أهلها صهرا ونسبا ومصالح وعلاقات ويعرفون اخوانهم المصريين حق المعرفة ولا يجدون اي فوارق بينهما في العيش والأنصهار في مجتمع ام الدنيا .

واتصور أن هؤلاء عليهم أن يسارعوا إلي رفض ما حدث من إدارة وبعض المحسوبين على نادي  الهلال وإعلامه وان يؤكدوا أن ما فعلوه لا يليق بالسودان وشعبها الطيب وان التجاوزات التي ارتكبوها تسئ للرياضة السودانية وتوصمها بالعنف ويعبرون عن هذا الرفض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر رسائل إلي النادي الأهلي وجماهيره .

وأعتقد أنه من بين هذه الجالية السودانية الكبيرة المندمجة في مصر سيخرج عدد غير قليل منهم ليقف بين إخوته الأهلاوية حاملا اعلام مصر والسودان ويكون نموذج للأخوة بين البلدين التي يحاول أن يسئ إليها عدد من المنفلتين من مسئولين وإعلاميين .. لعن الله من أيقظ الفتنة ومن يهدي فوزه الكروي ومن يهذي بعبارات أو اتهامات وهمية.