عاجل

ظلال

د. حسن أبو طالب يكتب: بحيرة ناصر.. فرصة سانحة للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص  

د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب

تساهم صناعة الأسماك في مصر حاليًا بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي والمساهمة في زيادة الصادرات أيضًا. ومع ذلك، يرى خبراء ومختصون أنه لم تتم الاستفادة المثلى بعد من كامل إمكاناتها بسبب العديد من التحديات، بما في ذلك محدودية إمدادات المياه للمزارع السمكية، ونقص المسطحات المائية المناسبة لإنتاج الأسماك. إلا أن بحيرة السد العالي تمثل فرصة ممتازة للتغلب على هذه التحديات من أجل تعزيز صناعة الأسماك في مصر.

إحدى طرق الاستفادة المثلى من بحيرة السد العالي تتمثل في الاستزراع المائي. حيث تتمتع بحيرة ناصر الاصطناعية بالقدرة على توفير مورد مائي واسع ومستدام لتربية الأحياء المائية.  لأن عمق البحيرة ودرجة حرارتها وجودة مياهها تجعل منها موقعًا مثاليًا لنمو العديد من أنواع الأسماك.

علاوة على ذلك، يمكن استخدام البحيرة الاصطناعية للسد العالي للصيد الترفيهي، الذي لديه القدرة على تحقيق إيرادات للبلاد بالعملة الصعبة. حيث يمكن تطوير البحيرة لتصبح وجهة صيد تجذب السياح، المحليين والدوليين. نظرًا لأن سياحة الصيد صناعة متنامية في جميع أنحاء العالم الآن، ويمكن للقاهرة الاستفادة من مواردها الطبيعية في هذا المجال. ولتحقيق أقصى استفادة من بحيرة ناصر، تحتاج الحكومة المصرية إلى الاستثمار في البنية التحتية اللازمة، لتوفير مفرخات الأسماك، ومصانع أعلاف الأسماك، ومرافق التخزين البارد.

كما يمكن للحكومة أيضًا التعاون مع مستثمرين من القطاع الخاص لإنشاء مزارع سمكية ومصانع حول البحيرة. تمثل بحيرة السد العالي فرصة هائلة لتعزيز صناعة الأسماك في مصر.

من خلال تربية الأحياء المائية وسياحة صيد الأسماك، ويمكن للمسئولين بالوزارات والهيئات المعنية الاستفادة من مواردها الطبيعية لتحسين أمن بلدنا الغذائي، وخلق المزيد من فرص العمل، وزيادة الإيرادات. بيد أن تحقيق هذا الأمر يتطلب استثمارات وتعاونا كبيرا بين الحكومة والقطاع الخاص؛ فهل تفعلها حكومة مدبولي؟!

Email: [email protected]