الخروج عن الصمت

باب الرجاء لايخيب

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

إذا قصدت باب الرجاء فطلبك لا يخيب.. فكم من طارق لبابه لبى رب العزة نداءه وجعل من همه وكربه واحزانه فرح وسرور. تشتد الدنيا بظلمة أهلها، وآه من قلوب غلفت بجهل فغلظت بقسوتها فأصبحت لاترى نور ربها وتهتدى بأفعالها وتعتقد أنها ملكت الدنيا بأسرها فاشتد بطشها فيأتيها بيان ربك ليهلكها فتكون لمن خلفها عبرة وعظة وآية .


ولنا فى رسول الله أسوة حسنة حين يشتد الجهل ظلمة وعنادا وكبرا فيرى أهله انهم قد ذاقوا حلاوته فى التمادى بغيهم ونصرة سفائهم وعبيدهم ليجتمعوا على إيذاء رسول الله .. ويعتبروا طلبه فى مناداتهم ليروا طريق ربهم جرأة تجرأ بها عليهم، فيدموا قدمه ويشقوا رأس مولاه زيد بن حارثة ورغم ذلك لم يدع عليهم وهو من هو .


تأتيه البشارة من ربه ويقول له ملك الجبال ان الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثنى ربى إليك لتأمرنى بامرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الاخشبين فقال رسول الله :بل ارجو أن يخرج من اصلابهم من يعبد الله لايشرك به شيئا .
وحين تنقطع بك السبل فلا ملجأ لك إلا هو .. ولنا فى رسولنا الأسوة الحسنة ، حين توجه طارقا باب ربه قائلا (اللهم إليك أشكو ضعف قوتى ، وقلة حيلتى ، وهوانى على الناس انت ارحم الراحمين ، انت رب المستضعفين وانت ربى الى من تكلنى ؟ الى بعيد يتجهمنى ، أم الى عدو ملكته أمرى ، إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى ، غير أن عافيتك هى أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك، أو أن ينزل بى سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولا قوه إلا بك) .


وهنا ينجلى رب العالمين على حبيبه برحلة الإسراء والمعراج لتسرى قلبه وتزيل همه واحزانه وتجبر خاطره وتشد ازره وتقوى عزيمته فيعطى من رب العزة مالا يعطى غيره ويقترب الحبيب من حبيبه فتأتى هديته لأمته ويكلف بها لتكون مكافأة لها فتزداد الصلة بينها وبين ربها كلما وقفت بين يديه فى الصلاة . فباب الرجاء لا يخيب وباب الظلمة والظلام متروك لرب اذا اراد جعلها عبرة للمتزينين بها .اللهم أننا قد رجونا رجاءك وقصدنا بابك فلا تردنا خائبين واجبر قلوبنا كما جبرت قلب الحبيب .