خربشه

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

هى كرة القدم وهى طبائع الكرة المصرية المأخوذة من طبائع المشجعين لأن الجميع عندنا تدغدغه أحلام اليقظة فتكون النتيجة ابتعادهم عن الموضوعية والواقعية فيصبحون فى مرمى الخيال القاتل.. وعند الذين يفهمون لم يكن غريبا ولا عجيبا ولا شاذا أن نرى الأهلى والزمالك بليدين فى مواجهتين مع الكرة السودانية التى نعرف موقعها على الخريطة الأفريقية.. أفلت الزمالك من الهزيمة أمام المريخ واستحق الأهلى الهزيمة من الهلال، بعد أيام قليلة من أغانى وأناشيد المونديال واستمرار النفخ فى القلعتين الحمراء والبيضاء.. وما دام قد أعجبتنا مقاوحة الأهلى مع ريال مدريد وفلامينجو لماذا لا يعجب الأشقاء السودانيون مقاوحة المريخ والهلال معنا.. هى فى النهاية مقاوحة من الضعيف للقوى بما يشبه ''الحادثة'' التى لا تدوم.. هى حوادث طريق أن نقاوم مع الكبار ونصنع المفاجأة وهو ما عبر عنه الراحل محمود الجوهرى عندما خسر منتخبنا من السعودية بخماسية.. وهذا لا يعنى أنه كلما سرنا بالسيارة فى الطريق لابد من التعرض لحادث..

الطبيعى والدائم فى الذهن والوجدان والملعب أن الكبير كبير حتى لو بجح فيه الصغير.. وليس مقياسا مستقرا أن يحزق وينتع فريق مرة أو مرتين أمام الأقوياء فننصبه ملكا ونقلده بالنياشين ونخلع عليه تاج الجزيرة.. وهذا لا يمنع التأكيد بأن الكرة المصرية موهوبة لكن منذ متى تكفى الموهبة بدون إدارتها وتسليك طريقها من البلداء والمتسولين والمرتزقة والضمائر المطاطة وقطاع الطرق.. وأخيرا أستغرب هذه اللكمة الخطافية التى سددها الشناوى فى الهواء فأصاب فريقه بالقاضية.. جرى إيه يا شناوي؟!.