بدون تردد

مصر.. وأفريقيا «٢»

محمد بركات
محمد بركات

أهم ما يشغل الشعوب الافريقية فى كل الدول بامتداد القارة السمراء هو بالقطع القضاء على الفقر وتحقيق النمو الاقتصادى على كافة المستويات الاقتصادية فى الزراعة والصناعة والتجارة، والارتفاع بمستوى الناتج المحلى فى كل دول القارة، ووفرة الانتاج بما يضمن توافر حاجة الاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتى لشعوب القارة،...، أى تحقيق التنمية الشاملة لكل دول وشعوب القارة.


ليس هذا فقط، بل هناك مطلب أساسى ورئيسى لكل شعوب القارة السمراء يتوافق مع هذه المطالب وربما يتقدم عليها فى الأولوية، رغم الأهمية الكبيرة للمطالب الاقتصادية،...، وهذا المطلب هو الاستجابة لتحدى السلم والأمن الذى تتعرض له القارة الأفريقية الآن ومنذ سنوات، والمُتمثل فى وجود نزاعات وصدامات وقلاقل فى كثير من الدول الافريقية، تحول دون تحقيق السلم الاجتماعى وتمنع تحقيق الأمن الذى هو حق أساسى من الحقوق الواجب توافرها للشعوب والمجتمعات.


والشعوب الافريقية فى مطالبتها المشروعة بتحقيق السلم وتوافر الأمن، ووقف الصدامات والنزاعات والاشتباكات المسلحة، ووقف ظاهرة الاحتكام للبنادق فى الدول الافريقية، تنطلق من مبدأ شرعى يؤكد أنه لا تنمية ولا حياة مستقرة وآمنة فى ظل النزاعات والاشتباكات المسلحة فى أى دولة أو شعب من الشعوب.
ومن المطالب المُهمة للشعوب الافريقية، التى نأمل أن تتمكن القمة الافريقية السادسة والثلاثون التى انعقدت فى «أديس أبابا» من إنجازها، يـأتى الاتفاق على المبادئ الاساسية الكفيلة بالاسراع فى تحقيق الاتفاق الشامل على قيام منطقة التجارة الحرة بين دول القارة الافريقية، بما يُحقق الارتفاع المأمول فى التبادل التجارى والاستثمار وتحقيق المصالح المشتركة للدول الافريقية.
ونحن نأمل أن تتمكن القمة الافريقية من الاستجابة لمطالب وآمال الشعوب وتحقيق الطموحات المشروعة لها، فى العيش فى أمن وسلام وتنمية شاملة، وفى غيبة للنزاعات والصراعات والإرهاب.
ويبقى السؤال قائمًا.. هل تكون القمة على مستوى آمال وطموحات الشعوب؟!
نأمل ذلك .