عاجل

في تأبين محمد عناني الكردي يرافق روح صديقه إلى عليين

الأستاذ الدكتور عبد الرحيم الكردي
الأستاذ الدكتور عبد الرحيم الكردي

من منطقة القنال إلى القاهرة، قطع الدكتور عبد الرحيم الكردى المسافة لما يزيد على الساعتين، ليشارك فى تأبين صديقه الدكتور محمد عنانى، فى فعالية نظمتها لجنة الدراسات الأدبية والنقدية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة التى يرأسها الكردى، بالتعاون مع المركز القومى للترجمة. إلا أن روح عنانى لم تكتفِ بكلمات الرثاء، فما كان من د. عبد الرحيم سوى أن سقط مغشيًا عليه داخل قاعة طه حسين بالمركز، عقب انتهاء شهادته، وقبل أن يصل إلى المستشفى كان قد أسلم الروح.


كانت الواقعة صادمة وثقيلة على قلوب المحبين للدكتور الكردى، من أصدقاء وتلاميذ، وخاصة من كانوا حوله فى التأبين أو من تحدثوا إليه خلال الساعات الأخيرة من العمر، وعبّر بعضهم عن ذلك من خلال كلمات مقتضبة سواء بعد إعلان الوفاة أو بعد انتهاء إجراءات الدفن والجنازة فى الإسماعيلية. من بينهم الدكتور محمود الضبع، تلميذه وزميله فى لجنة الدراسات وندوة التأبين.

وكذلك فى كلية الآداب جامعة قناة السويس، الذى كتب: «أن يختصك صديق وأب وأستاذ بساعاته الأخيرة المبهجة، ويلفظ أنفاسه بين يديك فى غمضة عين، وترافقه حتى مأواه الأخير.. فهذا مما تعجز الحياة بأكملها عن تفسيره..».


وبعد ذِكر آيات من سورة «النبأ» كتبت د. كرمة سامى، مدير المركز القومى للترجمة: «انتقل إلى عليين الأديب والناقد الخلوق البشوش الذى دومًا أحاطت به هالة من النُبل والرحمة، رحل بعد أن ألقى علينا محاضرة فى النقد الأدبى وفاء لذكرى دكتور عنانى. بدأ يومه مبكرًا، وجاءنا من رحلة سفر ليودعنا.

ولا يرحل عنا إلا بعد أن ينهى كلمته المتقنة ويستأذننا بذوقه ورقيه أن يقرأ قصيدة منسية كتبها عنانى الطالب الجامعى، وعندما وصلت القصيدة إلى ذروتها وحلق بنا: وأنا أطوف الأرض أحيا فى صدور الناس أسترق المشاعر/ وأحادث الأشجار والأزهار يعرفنى هنالك كل طائر/ وأعب من دنيا الكفاح كئوس إجهاد تغص بها المصانع والمتاجر... صمت عن الكلام ورحل فى هدوء يليق بفارس نبيل تاركًا لنا كنزه المعرفى ونور كلماته».


وبينما أشار وائل حسين، أمين عام إدارة الشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة؛ إلى مكالمته الأخيرة مع د. عبد الرحيم، قبل الوفاة بساعتين، موضحًا: «كان كعادته حسن الكلام دمث الخلق فى حديثه، ودارت كل المكالمة حول رغبته وإصراره على استئناف الندوات التى كانت تنظمها لجنة الدراسات برئاسته لتقديم النقاد المتميزين الشباب».


وأضاف الكاتب الصحفى مصطفى عبدالله: «الحقيقة أنه كان يمر بأزمة صحية فى الأسابيع الأخيرة كما فهمت منه، وذلك فى الوقت الذى كان يعد فيه، كرئيس للجمعية المصرية للسرديات. 

ولعقد المؤتمر السنوى للجمعية بالتعاون مع جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، كما كان يُعد، باعتباره مقررًا للجنة الدراسات الأدبية واللغوية، بالتعاون مع جامعة أسوان، لعقد مؤتمر ضخم عن عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد خلال الشهر المقبل».


وكتب الباحث السيد ناصر، متذكرًا أجواء إعداده لرسالته العلمية: «لن أنس يوم أن قدمت إليك طالبا كتبا ومعلومات عن علم السرد فقدمت لى كل ما لديك من كتب ومعلومات ونصائح، رغم أن تسجيلى كان فى جامعة الأزهر ولم تكن مشرفا لى، بل لم تكن تعرفنى قبل ذلك».


وقد نعته الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، فى بيان جاء فيه: «فقد الوسط الثقافى ناقدًا أدبيًا، ومرجعًا علميًا من طراز فريد، تميز بإخلاصه وحبه لعمله وتقديره لرموزه، وفاضت روحه الكريمة وهو يُشارك فى تأبين أحد رموزنا المبدعين.

وليعطى نموذجًا للعطاء الثقافى حتى اللحظات الأخيرة من عمره». كما نعته جامعة قناة السويس، برئاسة د. ناصر مندور، فى بيان على صفحتها الرسمية، إذ كان الكردى هو مؤسس كلية الآداب بالجامعة وعميدها الأول.


وقد وُلد الدكتور عبد الرحيم الكردى، فى سوهاج عام 1949، وقد عُين كمدرس مساعد فى جامعة قناة السويس، ووصل لدرجة الأستاذية، وشغل العديد من المناصب الأكاديمية منها: مدير مركز اللغة العربية والترجمة بجامعة قناة السويس، وكيل كلية التربية بالإسماعيلية، عميد كلية التربية ببورسعيد، عميد كلية التربية بالإسماعيلية، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقيات الأساتذة.

وله العديد من المؤلفات النقدية منها: السرد فى الرواية المعاصرة، الراوى والنص القصصى، البنية السردية للقصة القصيرة، قراءة النص مقدمة تاريخية، السرد ومناهج النقد، نقد المنهج فى الدراسات الأدبية، الشخصية المصرية فى أعمال يوسف إدريس، تطور التقنيات السردية فى الرواية المصرية، حوار مع النص، قراءة النص تأصيل نظرى وقراءات تطبيقية ، عندما تتوهج الكلمة، نقد المنهج فى الدراسات الأدبية.

اقرأ ايضاً | 5 مصريين يفوزون بـ«جائزة الطيب صالح» للإبداع الروائي

نقلا عن مجلة الادب :

2023-2-19