سفير الصين بالقاهرة يكتب لبوابة اخبار اليوم

التنمية الاقتصادية للصين تضخ الطاقة الإيجابية على العالم

لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة
لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة

"معدل النمو الاقتصادي لعام 2022 الذي كشفته الصين فوق التوقعات"، "رأينا أفقا رحبا لنمو الصين"، "القوة الدافعة الأكبر لنمو الاقتصاد العالمي ستأتي من الصين"... في الفترة الأخيرة، مع نشر سلسلة من المؤشرات لاقتصاد الصين، يرى المجتمع الدولي بشكل أوضح صلابة اقتصاد الصين وحيويته، ويعتقد أن التنمية الاقتصادية العالية الجودة في الصين مقبلة على أفق رحب، وستضخ كالمعتاد القوة الدافعة القوية على عملية انتعاش الاقتصاد العالمي. على هذه الخلفية، أحرص على اطلاع الأصدقاء المصريين على وضع اقتصاد الصين في عام 2022 بشكل مستفيض.

أولا، ارتقاء القوة الوطنية الشاملة إلى مستوى جديد.

في عام 2022، تجاوز حجم اقتصاد الصين 120 تريليون يوان وبلغ 121 تريليون، مما يُبقي الصين كثاني أكبر اقتصاد العالم بدون منافس. وازداد حجم اقتصاد الصين إلى مستوى جديد آخر بعد أن تجاوز 100 تريليون في عام 2020 و110 تريليون في عام 2021. إن الزيادة المستمرة لحجم الاقتصاد ومستوى نصيب الفرد تعني الزيادة المستمرة للقوة الوطنية الشاملة للصين وإنتاجيتها الاجتماعية ونفوذها الدولي ومستوى المعيشة لشعبها، وتعني الأساس الأمتن والجودة الأعلى والقوة الدافعة الأكبر للتنمية في الصين، وتعني ثبات أساسيات اقتصاد الصين المتمثلة في صلابته القوية وإمكانيته الكامنة الكبيرة وأفقه الواعد وتوجهه نحو الأفضل على المدى الطويل.

ثانيا، الاستقرار للوضع الاقتصادي بشكل عام.

في عام 2022، حقق الناتج المحلي الإجمالي للصين نموا بمعدل 3%، وهو أعلى من معظم الاقتصادات الرئيسية. كما تحسن ميزان المدفوعات الدولية بشكل مستمر، حيث بلغ رصيد احتياطي النقد الأجنبي في نهاية العام 3127.7 مليار دولار، مما يُبقي الصين في المركز الأول عالميا في هذا المجال. في هذا السياق، أصدر صندوق النقد الدولي مؤخرا المحتوى المحدث لـ"تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية"، ورفع توقعات النمو لاقتصاد الصين في العام الجاري بشكل كبير إلى 5.2%.

ثالثا، ترسخ أساس التنمية الصناعية.

في عام 2022، ازدادت القيمة المضافة لقطاع التصنيع العالي التكنولوجيا فوق الحجم المحدد بمعدل 7.4% على أساس سنوي، وهو أعلى من المعدل لجميع الصناعات فوق الحجم المحدد بـ3.8 نقطة مئوية، وازداد الاستثمار في قطاع التصنيع العالي التكنولوجيا بمعدل 22.2% وقطاع الخدمات العالية التكنولوجيا بمعدل 12.1%. كما حقق قطاع الزراعة زيادة في الإنتاج وحصادا جيدا لـ19 سنة متتالية، وبلغ الإنتاج الإجمالي للحبوب الغذائية 686.55 مليار كيلوغرام، وهو على مستوى أعلى من 650 مليار كيلوغرام لـ8 سنوات متتالية. كما لعب قطاع الصناعة دورا فعالا كركيزة مهمة للاقتصاد، حيث بلغت القيمة المضافة لجميع الصناعات 40.2 تريليون يوان، وبلغت القيمة المضافة لقطاع التصنيع 33.5 تريليون يوان، ويحتل كلاهما المركز الأول عالميا. وبلغ معدل مساهمة الصناعة في نمو الاقتصاد 36%.

رابعا، تقدم الانفتاح العالي المستوى بخطوات ثابتة.

في عام 2022، تجاوز إجمالي الصادرات والواردات للصين 40 تريليون يوان للمرة الأولى، وبلغ 42.1 تريليون يوان، مما يُبقيها كأكبر دولة العالم من حيث حجم تجارة السلع لـ6 سنوات متتالية. من بينه، بلغت قيمة الصادرات 23.97 تريليون يوان بزيادة 10.5%، وبلغت قيمة الواردات 18.1 تريليون يوان بزيادة 4.3%. لغاية نهاية عام 2022، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة بشأن التعاون في بناء "الحزام والطريق" مع 150 دولة و32 منظمة دولية. كما قام القطار الصيني الأوروبي بتسيير 16562 رحلة ونقل 1614 ألف حاوية معيارية، بزيادة 9% و10% كل على حدة. كما سجلت البنود الإضافية لـ"قائمة القطاعات المشجعة للاستثمار الأجنبي (عام 2022)" رقما قياسيا.

خامسا، الضمان القوي والفعال لمعيشة الشعب.

في عام 2022، ازداد متوسط الدخل القابل للتصرف للمواطنين الصينيين بمعدل 2.9%، وهو رقم يساوي معدل النمو الاقتصادي. في هذا السياق، ازداد الاستثمار في القطاعات الاجتماعية بمعدل 10.9% على أساس سنوي، من بينه، ازداد الاستثمار في الأعمال الصحية والاجتماعية بمعدل 26.1%، وهو أسرع من العام المنصرم بـ6.6 نقطة مئوية. في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الحبوب الغذائية والطاقة والزيادة الملحوظة للتضخم المستورد، بذلت الصين جهودا كبيرة لـ"استقرار أسعار السلع المعيشية والسلع الأساسية وتوقعات السوق"، نجحت في إبقاء مستوى الأسعار في نطاق مستقر، حيث بقى المؤشر الشهري لسعر المستهلك دون 3%، وازداد بـ2% على مدار السنة.

يشارك العالم كله مستقبلا مشتركا.

على هذا الأساس، ظلت الصين، كثاني أكبر اقتصاد العالم، الدافعة المهمة للانفتاح العالمي ومصدر القوة المستقرة لنمو الاقتصاد العالمي والسوق الحيوية المفعمة بفرص الأعمال لكافة الدول والمساهمة الإيجابية في إصلاح الحوكمة العالمية. لم تحقق الصين الاستقرار لاقتصادها فحسب، بل تعمل يدا بيد مع شركائها التجاريين على الحفاظ على استقرار السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد العالمية، مما يشكل دعما قويا لأعمال الوقاية والسيطرة على الجائحة وانتعاش الاقتصاد العالمي.

أما التعاون بين الصين ومصر، فإن الصين تبقى كأكبر شريك تجاري لمصر لـ9 سنوات متتالية منذ عام 2013، وهي أنشط مستثمر في مصر وأسرعه نموا في السنوات الأخيرة. في هذا السياق، قد جذبت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري (تيدا) 134 شركة ووفرت فرص العمل لأكثر من 50 ألف مواطن مصري بشكل مباشر أو غير مباشر، مما أصبح منصة مهمة لتعزيز التعاون الاستثماري والتكنولوجي بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تجاوز الاستثمار الإجمالي للمؤسسات المالية الصينية في مصر 10 مليارات دولار، مما دعم بقوة دفعة كبيرة من المشاريع الهامة. من بينه، لقد تم بناء الهيكل الرئيسي لمشروع منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة بمقاولة شركة CSCEC الصينية، وأصبح بطاقة رائعة للإصلاح الاقتصادي المصري؛ في سبتمبر عام 2022، تم تشغيل بشكل رسمي مشروع قطار العاشر من رمضان بمقاولة شركة AVIC الصينية، وهو أول سكة حديدية مكهربة في مصر؛ كما يعد مشروع مصنع الإسمنت بمقاولة وتشغيل شركة CNBM الصينية أكبر تجمع لإنتاج الإسمنت وأعلاه تكنولوجيا في إفريقيا؛ كما يتقدم بسلاسة مشروع الأبراج في مدينة العلمين الجديدة بمقاولة شركة CSCEC الصينية؛ ساهم مشروع رصيف الحاويات بمقاولة شركة CHEC الصينية في دفع اقتصاد مدينة الإسكندرية، ولقى تقديرا عاليا من الجانب المصري؛ قامت شركتا هواوي وZTE بإنشاء أكثر من 30 ألف موقع الوصول إلى النطاق العريض خلال 6 سنوات، مما ساعد مصر في تبوء المركز الأول إفريقيا من حيث سرعة شبكة النطاق العريض؛ كما ملأت شركة JUSHI الصينية الفراغ الصناعي لمصر في مجال الألياف الزجاجية، وساعدت مصر لأن تصبح رابع أكبر منتج في العالم للألياف الزجاجية؛ تم تشغيل الخزانة المبردة للقاحات بسعة 150 مليون التي تبرعت بها شركة سانوفاك الصينية، مما جعل مصر أكبر مركز لتخزين اللقاحات في إفريقيا؛ أصبحت شركة J&T الصينية أكبر شركة التسليم السريع في مصر من حيث عدد مواقع الخدمة.

يعد عام 2023 العام الأول لتنفيذ روح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، كما يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق". في هذا السياق، أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أن اقتصاد الصين بمثابة محيط شاسع بدلا من بركة صغيرة. يكون المحيط هادئا في بعض الأحيان ومتموجا في الأحيان الأخرى، بينما تقدر الأمواج على تدمير البركة الصغيرة، لا تقدر أبدا على تدمير المحيط الشاسع.

في العام الجديد، ستواصل الصين رفع راية التعاون والكسب المشترك عاليا وحشد قوة التضامن والالتزام بتوسيع الانفتاح، وتستخدم القوة الدافعة الذاتية للنمو الاقتصادي والعوائد الناجمة عن تعميق الإصلاح والانفتاح لتقديم المزيد من المساهمات في انتعاش الاقتصاد العالمي، وتقديم المزيد من الفرص للتنمية في مصر وغيرها من دول العالم!