السرد خارج الوطن.. جدلية الحياة والإبداع

اللوحة  للفنان: جان لويس أرنست ميسونييه
اللوحة للفنان: جان لويس أرنست ميسونييه

عرفنا ودرسنا شعراء المهجر منذ عقود، حفظنا أشعارهم، وتحدثنا عن قصص حياتهم، عشقهم، غربتهم، ترحالهم فى المكان، تجربة الاغتراب التى قطروها فى أشعارهم.. لكن المغتربين الجدد فى بلاد العالم من كتاب السرد، يحتاجون؛ ونحتاج، إلى التواصل معهم، والتعرف إلى تجاربهم الحياتية والسردية التى لا يمكن أن تنفصلا. وفى هذا الملف نقدم قطرة من بحر، فآلاف المبدعات والمبدعين العرب نزحوا من بلادهم إلى بلاد أخرى عربية أو أجنبيه، شرقية أو غربية، لكل منهم سبب شخصى أو عام، وكل منهم وجد فى الكتابة وطنًا متخيلًا، أو جسرًا يعبر عليه إلى وطنه الذى تركه بالجسد لكنه ترك فيه روحه.

يقدم سبعة من المبدعات والمبدعين فى هذا الملف شهادات حول تجاربهم .

د.أدهم مسعود القاق دكتوراه فى اللغة العربيّة وآدابها، كاتب سوري، مدير مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر، وفى شهادته يربط - بين الهم العام، والحالة الشخصية، ويرى أن كينونته ككاتب، وتغير نهجه الفكرى تشكلا بفعل الثورة السورية وتداعياتها، وبفعل الاغتراب عن الوطن.

د.أسامة علام: طبيب مصرى مقيم بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. ويقدم فى شهادته السرد أو الحكايات كوطن بديل لمغترب عرف الغلابة منذ الميلاد فأصبحت الكتابة وطنه الذى يجد فيه ذاته الحقيقية.

د. عبير خالد يحيي: طبيبة أسنان سورية - مقيمة حاليًا بالإسكندرية ، وفى شهادتها تقدم شذرات من قصة حياتها مضفرة بعلاقتها بمصر عموماً والإسكندرية خصوصًا والإبداع النقدى والسردي، وتعتبر الغربة نعمة جعلتها تكتشف ذاتها كمبدعة وناقدة.

وفى شهادتها تقدم د.كوثر مروان الوطن البديل مصر كمنحة ونعمة إلهية رزقها الله بها مقابل من ذهبوا إلى بلاد أخرى، وفى شهادتها تقدم هناء عبيد بصفتها فلسطينية وجع أن يكتب المهاجر عن وطن يعلم أنه لن يعود إليه لأن وطنه مغتصب منذ عقود.

وفى شهادته يرفض هوشنك أوسى، روائى وشاعر كردى، سورى يحمل الجنسية البلجيكية مصطلح الغربة، ويرى أن هناك الوطن الأول الذى جعل منه شاعرًا والوطن البديل الذى جعله روائيًا، ويعتبر الكتابة هى المعبر الذى جعله يشعر بأنه جغرافيًا ابن كل الأوطان.

وفى شهادته يحلل وليد علاء الدين المصرى عناصر الموضوع السرد والوطن والكتابة خارج الوطن، لكنه لا يغفل التقدم التكنولوجى فى وسائل الاتصال الذى أعطى الغربة مفهومًا مختلفًا عما كانه قبل ثمانينات القرن الماضي.

اقرأ ايضاًَ | خاص| الناقدة «عبير خالد» تطالب «الثقافة» بالتدخل لتسوية أزمة نادي القصة

نقلا عن مجلة الأدب: 
2023/2/18