قادرون.. طبيب تحدى الشلل

الطبيب المصري
الطبيب المصري

 

بإنقاذي لأرواح الناس أستعيد جزء من حياتي”، هذا هو شعار الطبيب تيد روميل جراح العظام الذي تحدى إعاقته بعد إصابته بالشلل في النصف السفلي من جسده عام 2010 بسبب إنفجار تجمع دموي في عموده الفقري، لكنه عاد مرة أخرى للوقوف في غرفة الجراحة وإجراء العمليات الجراحية برغم إصابته بالشلل، ليبرهن على صدق الحكمة الشهيرة “الإعاقة الوحيدة موجودة في عقولنا فقط.

بدأت حكاية روميل عام 2009 بتشخيص إصابته بالورم الوعائي – تكيس دموي –  في عموده الفقري، وعاش به 11 شهرا حتى إنفجر الكيس الدموي وأضطر الأطباء للتدخل الجراحي رغم مخاوفهم من إصابته بالشلل بسبب الجراحة، وهو للأسف ما حدث، حيث أصُيب روميل فعلا بالشلل النصفي بداية من وسطه وحتى أصابع قدمه.

اقرأ أيضًا | حكايات| «محمد» قهر ضمور العضلات وابتكر تطبيقاً لخدمة ذوي الهمم

وفجأة وجد الطبيب نفسه بلا عمل بعد أن إعتاد على إجراء ما يقارب من ألف جراحة سنوياً، وقرر وقتها العودة مرة أخرى إلى غرفة العمليات مهما كلفه الأمر، وبدأ في الحفاظ على لياقته البدنية بالقيام ببعض التمارين الرياضية اليومية، وبدعم أسرته العظيمة لا يعاني من أي مشاكل نفسية، واستطاع أن يعود للعمل بغرفة الجراحة مرة أخرى تحت إشراف طبيب جراح آخر في حالة إذا احتاج للمساعدة، لكن المفاجأة أنه لم يلجأ للمساعدة في أي مرة، وكان ذلك دليل على احتفاظه بمهارته، بل استطاع إجراء المزيد من الجراحات بكفاءة عالية في اليدين والمرفقين والقدمين والكاحلين والركبتين، وهو على الكرسي المتحرك، لكن بسبب حالته الصحية لم يستطع إجراء جراحته المفضلة في الكتف، لأنها تتطلب وقوف الطبيب الجراح لفترات طويلة.

لكن بإصراره استطاع التغلب على تلك المشكلة أيضاً، وقام بإستخدام كرسي متحرك يمكن فرده ليساعده على الوقوف، وبلغت تكلفة هذا الكرسي 35 ألف دولار، وتعجب الكثيرون من قوة وإصرار الطبيب الذي قهر المستحيل، وأعتقد البعض أن كل ذلك بسبب ممارسة الرياضة بإستمرار، لكن روميل يؤكد أن السر يكمن في الأشخاص المحيطين به، وحبهم له، من أصدقاء وأفراد عائلته، خصوصاً زوجته “كاثرين”.