عفريت الشقة.. أضاع الزوجة!

أرشيفية
أرشيفية

تعاهدا بألا يفترقا مهما طال الزمان، وبعد أن نسجت قصة الحب خيوطها في قلب أستاذ الجامعة.. وطبيبة التحاليل.. فكل منهما يرى سعادة الدنيا في عيون الآخر، وأن الحب يصنع المعجزات لكن العين بصيرة، واليد قصيرة، وقررا أن يجمع بينهما عقد زواج ولم يعد أمامهما غير حل واحد.

اقرأ أيضا|  زغاريد فى محكمة بورسعيد بعد عودة حق «شهيد لقمة العيش»

أن يسافر الزوج للعمل في إحدى الدول العربية.. سنوات طويلة وهو يكدح، ويحرم نفسه من ضرورات الحياة ليجمع ثمن الشقة، ومضى ٥ سنوات متصلة من الفراق كانت كافية لتحقيق الحلم عاش خلالها يكتفي بسماع صوتها عبر الهاتف، ويحرم نفسه من إجازته للحضور إليها حتى يظهر مصاريف أجر السفر، والرسائل المتبادلة بينهما تحكي كل صغيرة وكبيرة عن حياة كل منهما.. ماذا اكل.. ماذا شرب.. أين ذهب؟!

ويوم أن أرسل لها يخبرها بعودته، لم تنم ليلتها وسبقت الشمس إلى المطار وكان لقاءً مثيراً لفت إليهما الأنظار.. حيث ارتمت في أحضانه وأمطرته بقبلات ودموعها تغمر وجهها، وقد خرس لسانها عن النطق، وأثناء عودتهما في الطريق همسات في أذنه بأنها عثرت على شقة فاخرة جدا وان ماجمعه من أموال يكفي لشراءها.. وفي اليوم التالي ذهب إلى صاحب العمارة وحرر عقد شراء الشقة باسمه، لكنها همست له بأنه كانت تنتظر أن يسجل الشقة باسمها، خاصة وأنها قد تحملت من أجل حصولها على شقة كثيرا من العذاب والصبر.

علا وجه الزوج علامات الدهشة والتساؤل، لماذا تطلب منه أن يسجل الشقة باسمها، وقد اشتراها من شقاء سنين طويلة، ورد عليها قائلا: بأنه لا فرق في أن تكون الشقة باسم أحد منهما مادامت يعيشان فيها، بينما صمتت الزوجة وكانت مشاعرها التي استعرت في صدرها وهي تضمر في نفسها أمرا.

وتم تأثيث الشقة وانتقلت إليها، واكتملت سعادتهما بمجيئ اول طفل، ومع الأيام أحس الزوج بتغيرات في مشاعر زوجته نحوه، حيث تثير المشاكل وترهقه بمطالبها وهي تعلم بأنه لا يملك غير مرتبه، وان كل ماجمعه من مال دفعه في شراء الشقة.

وأثناء آخر مشادة حدثت بينهما أخبرته بأن يطلقها، وأحالت حياته إلى جحيم، وصارحته بأن حبه مات في قلبها يوم أن رفض شراء الشقة باسمها.. انهار فوق أقرب مقعد، وهو يعلم بأنه لو قام بتطليقها سوف تحصل على نفقة متعة بآلاف الجنيهات، وسوف تعيش في شقة الزوجية بوصفها حاضنة.

رفض الزوج تطليقها، لكنها توجهت إلى المحكمة تطلب الطلاق منه للضرر، حيث أدعت بانه يعتدي عليها بالضرب والسب، ويسيئ معاملتها، ويمنع عنها مصروف البيت، غير أنه يطالبها بأن تترك عملها كي تتفرغ لتربية طفلهما.
وحكمت المحكمة برفض دعوى الطلاق، لكن كانت المفاجأة وهي أن قام الزوج بتطليقها بالفعل بعدما احس بأنها ساءت إليه بما فعلته، وترك لها منزل الزوجية، ومرت السنين وبعد أن سقط عنها حضانة الطفل، طالب الزوج بضم الطفل إليه ورفع محاميه دعوى الضم، والذي قال إن شقة الزوجية تكون حقا للحضانة، اما وقد حصل الزوج على حكم بضم الطفل إليه فقد سقط عنها حضانته، ولا حق لها في البقاء في بيت الزوجية، وحصل الزوج أيضا على حكم بطرد الزوجة المطلقة من الشقة التي أرادت أن تكون لها، وفقدت بسببها زوجها وطفلها.